رفعت رشاد يكتب: أفكار الأفلام
بيان
ابتكر الإنسان الفنون لتحقيق غاية المتعة، فعلى مدى تاريخ البشرية عرف الإنسان ستة فنون هي: الموسيقى والعمارة والنحت والرسم والرقص والشعر.
ظل الناس يمارسون كل فن على حدة إلى أن سعى الإغريق القدماء إلى توحيد هذه الفنون في فن واحد فكان المسرح الذي جمع بين الشعر والغناء والرقص والموسيقى ولذلك سمي أبوالفنون .
في نهايات القرن التاسع عشر ظهرت السينما على يدي الفرنسيين الأخوان لوميير فكانت فنا بهر به العالم وهو فن غير مسبوق واجتهد فنان إيطالي كان يعيش في باريس فأطلق على السينما الفن السابع.
صارت السينما مثل عصا موسى، ابتلعت كل الفنون بداخلها، ويمكن لعمل سينمائي واحد أن يشمل جميع الفنون من رقص وغناء وشعر ونحت وعمارة ورسم بالإضافة إلى التصوير الفوتوغرافي والسينمائي.
كما صار الممثلون ينتقلون من مكان إلى آخر بسهولة بينما المشاهدون جالسون في مقاعدهم داخل دور العرض.
وأصبح في إمكان المشاهد أن يتجول في العالم كله ويعرف بلادًا لم تطأها قدمه ويتنقل من زمان إلى آخر بدون أن يتحرك .
وفي الزمن المعاصر صارت الكاميرا تنقل الناس إلى عوالم خيالية غير موجودة صنعها فقط خيال المؤلف وحرفية المخرج والإمكانيات المذهلة التكنولوجية التي زادت الاستمتاع بالسينما أضعاف الأضعاف.
وتحولت السينما إلى صناعة ضخمة يدرسها طلاب في كل أنحاء العالم ويعمل بها ملايين الناس وصار العالم يحترم نجومها المشاهير ويقدرهم وهؤلاء صاروا يربحون الملايين ويحصلون على الجوائز رحلة مذهلة لهذا الفن الذي يعتبر مقارنة بأقرانه من الفنون الأخرى فنا ناشئا . لكن السينما من رأيي تعد أجمل اختراعات الإنسان.
لنعد إلى عنوان المقال، كيف لصانعي السينما والأفلام الحصول على فكرة تنجح وتحصل على شعبية لدى جماهير المشاهدين فيندفعون للمشاهدة في دور العرض ويدفعون أموالًا تتحول إلى رصيد الشركة المنتجة وإلى جيوب الممثلين والعاملين في الفيلم .
لاحظنا في الفترة الأخيرة أن هوليوود أطلقت فيلم ” باربي ” العروس الدمية المشهورة وصنعت منه فيلما احتل المركز الأول في الإيرادات منذ أن بدأ عرضه وفكرة الفيلم مبتكرة فهي عن العروس المشهورة التي تخرج من عالم الدمى إلى عالم الإنسان وتحدث تفاصيل الفيلم في عالم البشر الحقيقي .
ومن قبل شاهدنا فيلم أفاتار الذي ما زال يشغل المركز الأول في الإيرادات على مدى تاريخ السينما الأمريكية، وهاري بوتر ومن قبلهم زمنيا ” إي تي ” وغيره من أفلام الخيال .
بل إن أفلاما قديمة قبل وجود التكنولوجيا المذهلة حققت نجاحًا دراميًا ومهنيًا وماليًا ومنها أفلام ذهب مع الريح والمواطن كين وغيرها، ولا ننسى الفيلم الذي يحتل مكانة كبيرة في السينما الأمريكية الأب الروحي .
الحصول على فكرة الفيلم أمر أساسي ومبدئي في صناعة السينما فمنها تنطلق الجهود للتحسين والتعديل والتطوير بين خبراء الشركة المنتجة لتحقيق الصورة المثلى للعمل .
وهناك من يقتصر عمله على الحصول على فكرة وهناك فرق عمل في الشركات مهمتها البحث عن فكرة .
والوصول إلى فكرة ناجحة تلقى قبولا لدى الجماهير أمر يسعد الشركات فتبدأ وضع الخطط والترتيبات للتعاقد مع النجوم والإعداد لإنتاج العمل الفني .
هناك مصادر للحصول على الأفكار , أولها الأعمال الروائية التي تعتبر مصنعا للأفكار حيث ينطلق كل مؤلف ليكتب عما يجول في خاطره وقد تكون هناك فكرة تعجب لها شركات السينما مثل سلسلة هاري بوتر وأفلام أجاثا كريستي وهناك آلاف الأعمال التي جاءت بهذه الطريقة ويمكن أن توجد فكرة الفيلم فيما تنشره الصحف أو من جرائم تقع بشكل غامض أو بجعل الإنسان يتحول إلى كائن ما مثل الرجل العنكبوت أو الذئب أو دراكيولا .
تستطيع الشركات في النهاية تحويل الأفكار إلى قصص مشوقة تثري دور العرض وتمتع المشاهدين .