شريف عبد القادر يكتب: دفع ولا لأ ؟!

بيان

ذكرياتى مع المرتشى علنا وببجاحة:

فى عام ١٩٨٠ كنت اتواجد بميناء بورتوفيق بالسويس عند وصول وسفر عبارتا العريش والطور حيث كنت ممثلاً لإدارة حجز البواخر بالقاهرة بشركة ميناتورز وكيل عام العبارتين بمصر.

وكانت العبارتين صناعة نرويجية وتم صناعتهما لملائمة طبيعة مستخدميها ولم يسبق قبلهما أو بعدهما تشغيل عبارة حديثة البناء بين ميناء بورتوفيق ومينائى جدة والعقبة.

وفى تلك الفترة كان يوجد عبارة أو أثنتان للركاب، ولم يكن بأى منهما “جراج رورو” لدخول السيارات من الرصيف أو خروجها للرصيف، حيث كان يتم شحن سيارات الركاب بواسطة ونش يوجد على ظهر العبارة حيث يتم رفع السيارات من الرصيف لوضعها بمكان مخصص بالعبارة والعكس عند إخراج السيارات من العبارة.

وغالباً ما يأتى مُلاك السيارات ضمن ركاب العبارة ويقفوا انتظاراً لإخراج السيارات ، ويعلم ذلك عامل الونش وأحد العاملين التابعين له.

وهذا العامل يتفحص الواقفين انتظاراً لنقل السيارات من العبارة بالونش وعندما يتعرف على صاحب السيارة المعلقة بالونش يطلب منه اكرامية لعامل الونش ومنهم من يوافق ومنهم من يتجاهل.

فتجد عامل الونش أثناء انزاله سيارة للرصيف يصيح للعامل الذى يتبعه قائلا: “دفع” فإذا أشار بيده بما يفيد أنه دفع يقوم بإنزال السيارة بهدوء حتى تلامس الأرض، أما إذا اشار العامل بيده لعامل الونش بأن صاحب السيارة لم يدفع فيقوم عامل الونش قبل متران من الأرض بإنزال السيارة بسرعة فترتطم بالأرض وغالباً ما يحدث بها تلفيات تكبد صاحبها الكثير لإصلاحها.

ومع مرور السنين أصبحت جميع العبارات لها “جراجات رورو” تخرج منها السيارات للرصيف بسهولة ويسر وكذلك عند الدخول من الرصيف للعبارة.

واختفى الصياح بكلمة دفع من عامل الونش وتلقية الرد بالاشارة من تابعة على الرصيف.

اقرأ أيضا للكاتب:

شريف عبد القادر يكتب: تأشيرة لفاروق جويدة

شريف عبد القادر يكتب: التجار الفجار وانفلات الأسعار

زر الذهاب إلى الأعلى