د. ناجح إبراهيم يكتب: نفس نبي كريم عفو رحيم

بيان

• في إحدى غزوات الرسول “صلي الله عليه وسلم” قرب نجد وكانت معروفة وقتها بالغدر والخيانة نزل الجيش ومعه النبي في وادي مملوء بالشجر الذي فيه شوك وتفرق الصحابة يستظلون بالشجر ونام رسول الله تحت شجره بعد أن علق سيفه عليها فأتاه رجل يحمل سيفاً ويوجهه إلي رسول الله قائلاً: من يمنعك مني؟ فلم يخف رسول الله ولم يرتجف أو يتلعثم أو يتوسل إليه بل قال في شجاعة ودون تردد: “الله”, فسقط السيف من يده وأخذه الرسول وقال للرجل: الآن, من يمنعك مني؟ فقال الأعرابي بذكاء شديد مناشداً في الرسول (صلى الله عليه وسلم) نخوته وشهامته وعفوه: “كن خير آخذ”, وكأنما لامست أوتار قلبه فأبى أن يقتل الرجل فقال للرجل أتشهد أن لا إله إلا الله قال: لا, ورغم ذلك لم يغضب الرسول أو يبادر بقتله “جزاء وفاقا” وإذا بذكاء الأعرابي المتوقد ينقذه بقوله: ولكني أعاهدك ألا أقاتلك, ولا أكون مع قوم يقاتلونك فخلى الرسول (صلى الله عليه وسلم) سبيله
• وإذا بالأعرابي الممتن جداً لعفو النبي الكريم يذهب إلي أصحابه وكأنه يعرفهم بالنبي تعريفاً رائعاً جديداً “جئتكم من عند خير الناس”.
• تعلق عظيم من الرسول بربه, ورب كريم لا يترك نبيه ونبي كريم يعفو حتى في ميادين الحروب التي لا تعرف الرحمة ولا العفو.
• شهادة عظيمة من إعرابي حليم ، استطاع أن يقرأ شخصية النبي في موقف لم يستغرق سوى دقائق, لم يدر فيها النبي حول ذاته وشخصه, ولم ينتقم لذاته, ولم يكرهه على الإسلام, ورضى من الأعرابي بالحياد وهذا تأباه الملوك فإما معي وإما ضدي, ولكل خيار منهما حساب, ولخيار الضد حساب عسير, ولخيار الحياد الويل والثبور أيضاً.
• ولكن الرسول الكريم لا يريد قذف الناس أو خصومه إلي النار أو يوردهم المهالك بل يريد لهم الخير ويرجو لهم عافية الدارين , كانت كلمة الأعرابي: “كن خير آخذ” أثر السحر على نفس نبي كريم عفو رحيم حتى في ميادين الحروب التي لا تعرف الرحمة ولا تعترف بها.

عزاء:

عزاء للأشقاء المغاربة في مصيبة الزلزال.
• هو الزلزال الأكبر والأخطر في المغرب منذ قرون نتج عنه أكثر من ألفي شهيد ” فصاحب الهدم شهيد” كما خص الحديث النبوي الشريف ،وأكثر من ثلاثة آلاف مصاب.
• يعد هذا الزلزال أكبر مأساة أصابت هذه المنطقة منذ سنوات طويلة.
• خالص العزاء لأسر الشهداء رحمهم الله رحمة واسعة وأسكنهم فسيح جناته،والمواساة والدعاء بالشفاء والعافية للجرحى والمصابين.
• فالشعب المغربي شعب رقيق طيب ومتدين وهو من الشعوب التي تألف وتؤلف وهو متدين بلا تعصب وتطرف،وعلماء المغرب من أكثر العلماء في العالم الإسلامي فهما ووسطية وتمسكاً بالشريعة.

اقرأ أيضا للكاتب:

د. ناجح إبراهيم يكتب: السيدة مريم العذراء «عليها السلام»

د. ناجح إبراهيم يكتب: هكذا تكلم رسول الله «صلي الله عليه وسلم» عن أصحابه

 

زر الذهاب إلى الأعلى