واشنطن تعزز بسرب طائرات “F-16” بعد مهاجمة قواعدها في سوريا 13 مرة خلال أسبوع

سوريا: أشرف التهامي
ذكرت وكالة “رويترز” فى نبأ لها  أن الجيش الأميركي يتخذ خطوات جديدة لحماية قواته في الشرق الأوسط مع تزايد المخاوف من هجمات تشنها جماعات مدعومة من إيران، كان آخرها مهاجمة قاعدة التنف العسكرية في سوريا بطائرات مسيرة.

وأضافت الوكالة، نقلاً عن مسؤولين رفيعي المستوى، أن الإجراءات تشمل زيادة الدوريات العسكرية الأميركية، وتقييد الوصول إلى مرافق القواعد التي تضم القوات، وزيادة جمع المعلومات الاستخبارية، بما في ذلك استخدام الطائرات المسيرة وعمليات المراقبة الأخرى.

ويعزز الجيش الأميركي أيضاً المراقبة من أبراج الحراسة بالمنشآت العسكرية، كما يعزز الإجراءات الأمنية عند نقاط الوصول إلى القواعد، ويكثف العمليات لمواجهة الهجمات المحتملة بالطائرات المسيرة والصواريخ والقذائف، بحسب مسؤولين.

وقال قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل “إريك” كوريلا: “مع زيادة عدد الهجمات ومحاولات الهجوم على مواقع عسكرية أميركية فإن المراجعة المستمرة لإجراءات حماية قواتنا أمر بالغ الأهمية”.

وأضاف كوريلا – الذي يشرف على القوات الأميركية في الشرق الأوسط – أن الخطوات التي تم اتخاذها بالفعل لزيادة إجراءات حماية القوات، وكذلك نشر أصول عسكرية أميركية إضافية في المنطقة خلال الأيام الأخيرة “حالت دون وقوع مزيد من الخسائر الخطيرة في صفوف قواتنا في مسرح العمليات”.

هجمات سوريا والعراق

وبيّن أحد المسؤولين أن القوات الأميركية في العراق وسوريا تعرضت للاستهداف بشكل متكرر منذ بدء الحرب بغزة في السابع من أكتوبر. وتسببت الهجمات في إصابات طفيفة لأربعة عسكريين أميركيين حتى الآن وخمسة مقاولين يعملون مع الجيش الأميركي، عادوا جميعا إلى الخدمة.
وشنّت طائرات مسيرة هجوماً، يوم الإثنين، على قاعدة التنف العسكرية التابعة للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية في سوريا، وهو الهجوم الثاني الذي يستهدفها خلال 5 أيام.
وقال مصدر مسؤول في “جيش سوريا الحرة”الارهابي إن قواته أحبطت هجوم طائرتين مسيرتين استهدفتا القاعدة الواقعة ضمن منطقة الـ 55 كيلومتراً، عند الحدود السورية – العراقية – الأردنية.
وأضاف أن القوات الأرضية التابعة للتحالف أسقطت مسيرة قبل وصولها لهدفها، وأخرى سقطت بمنطقة قريبة من مخيم الركبان قبل وصولها إلى هدفها أيضاً، مبيناً أن هذه الهجمات “تهدد حياة المدنيين”.
وكانت القاعدة ذاتها قد تعرضت، في الـ 19 من أكتوبرالجاري، لهجوم بـ3 طائرات مسيرة تابعة للقوات الإيرانية. وتمكنت قوات التحالف الدولي آنذاك من إسقاط اثنتين من المسيرات بينما استهدفت الثالثة القاعدة، وتسببت بإصابة اثنين من قوات التحالف وبأضرار مادية.
وتبنّت ميليشيا عراقية مسلحة، تطلق على نفسها اسم “المقاومة الإسلامية في العراق”، استهداف القاعدة العسكرية.
وفي العراق، تعرضت قاعدة عين الأسد الجوية بالأنبار لقصف صاروخي، أول أمس الأحد، ما تسبب بانفجارات داخل القاعدة.
وقبلها بيوم واحد، اعترضت المنظومات الدفاعية في قاعدة عين الأسد طائرتين مسيرتين وأسقطتهما في أثناء تحليقهما بالقرب من القاعدة.
وفي مؤتمر صحفي أمس الثلاثاء، أفاد المتحدث باسم الدفاع الأميركية، باتريك ريدر، بأنه تم تنفيذ 10 هجمات على الأقل في العراق و3 في سوريا، باستخدام المسيرات المسلحة والصواريخ على القوات الأميركية وقوات التحالف، بين 17 و 24 أكتوبر الجاري.
وشدد ريدر على أن الولايات المتحدة “مستعدة للرد على الهجمات باستخدام حقها المشروع في الدفاع عن مصالحها وعناصرها في الوقت والمكان الذي تختاره”.
وأشار المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية إلى أن الولايات المتحدة ستنشر قوات إضافية في الشرق الأوسط “لإرسال رسالة واضحة مفادها أننا سنحمي قواتنا، وسنحافظ دائماً على حقنا الأصيل في الدفاع عن النفس”.

طالع المزيد:

وفي وقت سابق، كشفت القيادة الوسطى في الجيش الأميركي، عن إصابة 24 عسكرياً أميركياً بهجمات على قواعد للولايات المتحدة بالعراق وسوريا الأسبوع الماضي، في تصعيد يعتقد أن له صلة بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والمستمرة منذ 19 يوماً.
وقال مسؤولون أميركيون، إن الجيش الأميركي يتخذ خطوات جديدة لحماية قواته في الشرق الأوسط، مع تزايد المخاوف من هجمات تشنها عليه جماعات مدعومة من إيران، مشيرين إلى أنه “يترك الباب مفتوحاً أمام إمكانية إجلاء عائلات العسكريين إذا لزم الأمر”.

استهدافات لقواعد أمريكية

منذ بدء التصعيد على الأراضي الفلسطينية، شهدت القواعد العسكرية التابعة لقوات التحالف الدولي بقيادة أمريكا، في سوريا والعراق استهدافات متكررة عبر طائرات مسيّرة أو صواريخ بشكل متكرر.
وفي 23 من أكتوبر الحالي، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية (سينتكوم) عن تعرض قاعدة “التنف” العسكرية التابعة للتحالف الدولي شرقي سوريا للاستهداف، وتوعدت باتخاذ الإجراءات كافة للدفاع عن أعضاء قوات التحالف في المنطقة.
وجاء في منشور لـ”سينتكوم” عبر “إكس”، أن الجيش الأمريكي دمر طائرتين مسيّرتين هجوميتين بالقرب من القوات الأمريكية وقوات التحالف قبل أن تصل إلى أهدافها، دون أن تسفر عن ضحايا أو أضرار.
وتزامن إعلان “سينتكوم” حينها مع دوي أصوات انفجارات قادمة من قاعدة “حقل كونيكو” الأمريكية شرقي محافظة دير الزور، بحسب ما أفاد مراسل عنب بلدي المعارض في المنطقة.
وفي 19 من الشهر الحالي، شهدت قاعدة “كونيكو” الأمريكية انفجارات يعتقد أنها ناتجة عن استهداف، بحسب المراسل، لم تعلّق عليها أمريكا رسميًا حتى اليوم.
وتزامن الاستهداف مع آخر طال قاعدة “عين الأسد” الأمريكية الجوية في العراق، دون أضرار.
وتبنت “فصائل المقاومة العراقية” جزءًا من هذه الاستهدافات، إذ سبق وقالت الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا)، إن “فصائل المقاومة العراقية استهدفت قاعدتي (التنف) و(الركبان) التابعتين للاحتلال الأمريكي في سوريا، بواسطة طائرتين مسيرتين، وحققت إصابات مباشرة فيهما”.
وسبق أن قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، جون كيربي، إن ارتفاع الهجمات الصاروخية والطائرات دون طيار على القواعد الأمريكية، يقف خلفه وكلاء مدعومين من إيران.

تهديدات سابقة

في 9 من أكتوبر الحالي، هدد السياسي العراقي هادي العامري، زعيم منظمة “بدر” السياسية والعسكرية المقربة من إيران، الأمريكان بقوله، “إذا تدخلوا (في التصعيد بفلسطين) فسوف نتدخل، وسنعتبر كل الأهداف الأمريكية مشروعة”.
وتضم منظمة “بدر” جزءًا من قوات “الحشد الشعبي” العراقي، وهي منظمة عسكرية شبه حكومية تضم العديد من الفصائل المدعومة من إيران، بحسب وكالة “رويترز“.
وفي 13 من أكتوبر الحالي، بعد مرور نحو أسبوع على بداية المواجهات في غلاف غزة الفلسطينية، نشرت صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية معلومات عن أن الفصائل العراقية تلقت رسائل متواترة من الإيرانيين، أفادت أغلبيتها بأن التدخل المباشر في الحرب يحتاج إلى ظرف آخر، وقد يحدث هذا الظرف قريبًا “بالاعتماد على اتساع رقعة الحرب ومشاركة أطراف أكثر”.
وأضافت أن اتصالات أجريت بالفعل بين قادة فصائل فلسطينية والعراقيين لمناقشة الأوضاع في قطاع غزة، أعلن زعيم “عصائب أهل الحق” (قوات شيعية مقربة من إيران)، قيس الخزعلي، عن واحدة منها، كانت مع رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، إسماعيل هنية.

التعزيز بطائرات أف 16

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، إن سربًا من طائرات “F-16 Fighting Falcon” وصل، أمس الثلاثاء، إلى منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط، لتعمل إلى جانب مجموعة من القوات الأخرى في المنطقة بهدف تعزيز قدرة القوات الأمريكية على الدفاع عن نفسها.
وجاء في إحاطة صحفية للسكرتير الصحفي للبنتاجون العميد بات رايدر، أمس الثلاثاء 24 من أكتوبر، أن قوات مدعومة من إيران هاجمت في أكثر من 12 مناسبة القوات الأمريكية “التي تقوم بمهام مكافحة الإرهاب” في كل من العراق وسوريا.
وردًا على تصاعد وتيرة الهجمات على القواعد الأمريكية في المنطقة، نشرت الوزارة مجموعة حاملة الطائرات “USS Dwight” في منطقة عمل القيادة المركزية، ووجهت إلى المنطقة بطارية دفاع جوي وكتائب صواريخ “باتريوت” إضافية، بحسب البنتاجون.
العميد رايدر أشار إلى أن الجهود المبذولة لحماية القوات الأمريكية في المنطقة، هي واحدة من ثلاثة أهداف رئيسية ركزت عليها وزارة الدفاع الأمريكية منذ بدء الأحداث في فلسطين.
وأضاف رايدر منذ الهجوم الإرهابي الذي شنته حماس، كنا واضحين أيضًا أننا لا نريد أن نرى الوضع في إسرائيل يتسع، ليتحول إلى صراع إقليمي أوسع (..) رسالتنا إلى أي دولة أو مجموعة تفكر في محاولة الاستفادة من هذا الوضع لتوسيع الصراع هي ألا تفعل.

أميركا تتهم إيران بتسهيل الهجمات

وكان البيت الأبيض قد اتهم، يوم الإثنين، إيران بتسهيل هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة لجماعات مدعومة من قبلها على قواعد عسكرية أميركية في سوريا والعراق.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي، إن طهران “تسهّل بدأب” هذه الهجمات، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن وجّه وزارة الدفاع بالاستعداد لمزيد من هذه الهجمات والرد بالشكل المناسب.
وبيّن أن وتيرة الهجمات ارتفعت على مدى الأسبوع الماضي، خصوصاً في الأيام القليلة الماضية، مؤكداً أن الولايات المتحدة “لن تسمح للتهديدات التي تواجه مصالحها في المنطقة بالمضي من دون ردع”.

 

زر الذهاب إلى الأعلى