أسرى إسرائيل لدى حماس يروون ظروف احتجازهم: أين كانوا وكيف ناموا وماذا أكلوا؟

كتب: عاطف عبد الغنى

مع عودة الرهائن السابقين إلى إسرائيل بعد سبعة أسابيع في الأسر لدى حماس، ظهرت معلومات حول ظروف احتجازهم، حيث روى عدد من أهالى الرهائن الإسرائيليون ظروف احتجاز ذويهم لدى حماس، وذلك بعد إطلاق سراح البعض منهم.
وبعد مرور ما يقارب من شهرين على قيام كتائب القسّام الذراع العسكرى لجماعة حماس باختطاف ما لا يقل عن 240 رهينة إلى غزة، بعد مهاجمة المستوطنات الإسرائيلية فى غلاف غزة، وخطف جنود إسرائيليون مع انطلاق عملية “طوفان الأقصى” فى 7 أكتوبر الماضى.
وردا على الهجوم، قامت إسرائيل بتعبئة للجيش وبدأت هجوما جويا وبريا يهدف إلى تدمير حماس وإزاحتها من السلطة في غزة، حيث تحكمها منذ عام 2007.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 14,500 فلسطيني، من بينهم 6000 طفل، قُتلوا منذ 7 أكتوبر. ولا يمكن التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل، ويُعتقد أنها تشمل أعضاء في الحركة، بالإضافة إلى مدنيين قُتلوا بصواريخ خاطئة، والتي سقط المئات منها داخل القطاع، حسب الصحيفة الإسرائيلية.
وبموجب الهدنة التى تك الاتفاق عليها لأربعة أيام تم تمديها يومين إضافيين لتدخل اليوم الأربعاء، يومها السادس، وافقت حماس على إطلاق سراح ما مجموعه 50 رهينة إسرائيلية مقابل قيام إسرائيل بالإفراج عن 150 أسيرا أمنيا فلسطينيا وزيادة المساعدات للقطاع المدمر (قبل تمديد الهدنة).
كما تم إطلاق سراح 18 مواطنا أجنبيا، معظمهم من التايلانديين، في اتفاق منفصل أبرمته حكوماتهم.
كما تم إطلاق سراح 11رهينة أخرى يوم الاثنين في اليوم الأخير من الهدنة، مما يترك ما يقارب من 180 رهينة في قطاع غزة. وقالت السلطات الإسرائيلية إنها مستعدة لتمديد الهدنة يوما واحدا مقابل كل 10 رهائن إضافيين تفرج عنهم حماس.
وعلى الرغم من فرض رقابة مشددة على المعلومات المتعلقة بظروف أسرهم، لكن أفراد عائلات الرهائن المفرج عنهم بدأوا في نقل وإذاعة التفاصيل حول تجارب أقاربهم.
58 رهينة تم إطلاق سراحهم بموجب اتفاق هدنة على مدار الأيام الثلاثة الأولى من الهدنة، وحدثت عملية الإطلاق بعيدا عن أعين الجمهور إلى حد كبير، ولا يزال معظمهم في المستشفيات.
وحسب تقرير لموقع “تايمز أوف إسرائيل” قال أهالى الأسرى نقلا عن ذويهم أنهم كانوا ينامون على كراسي بلاستيكية يستخدمونها كأسرة، ويتناولون وجبات مكونة من الخبز والأرز، وينتظرون أحيانا ساعات في انتظار الحمام.
وعلى الرغم من أن معظم المفرج عنهم من أسر حماس يبدون في حالة بدنية مستقرة، إلا أن بعضهم يعاني من فقدان كبير في الوزن، وحساسية للضوء، ويتحدثون همسا بشكل غريزي، حسب الصحيفة الإسرائيلية.

طالع المزيد:

قالت ميراف رافيف، التي أطلقت حماس سراح ثلاثة من أقاربها يوم الجمعة الماضى، لصحيفة “تايمز اوف إسرائيل” إن أقاربها لم يحصلوا على طعام منتظم وكانوا يتناولون بالأساس الأرز والخبز، وروت رافيفي إن خالتها وابنة خالتها، روتي وكيرين موندر، فقدتا حوالي 7 كيلو جرامات من وزنهما في الأسابيع السبعة التي قضتاها في الأسر.
كما قالت رافيف إنها سمعت من أفراد عائلتها المفرج عنهم أنهم ناموا على صفوف من الكراسي مجتمعة في غرفة تشبه منطقة استقبال، وقالوا إنهم اضطروا في بعض الأحيان إلى الانتظار لساعات قبل السماح لهم بالذهاب إلى الحمام.

وقالت أدفا أدار، حفيدة الرهينة يافا أدار البالغة من العمر 85 عاما، إن جدتها فقدت من وزنها أيضا.
وروت أدار أن جدتها “حصت أيام أسرها”، مضيفة “لقد عادت وقالت: ’أعلم أنني كنت هناك لمدة 50 يوما’”.

وأضافت أن جدتها أُخذت كرهينة وهي على قناعة بأن أفراد عائلتها قُتلوا، لتكتشف أنهم قد نجوا، ومع ذلك، كان إطلاق سراحها أمرا مريرا: فقد اكتشفت أيضا أن المسلحين دمروا منزلها.

“بالنسبة لامرأة تبلغ من العمر 85 عاما، عادة ما يكون لديك منزلك الذي قمت بتربية أولادك فيه، ولديك ذكرياتك، وألبومات الصور الخاصة بك، وملابسك. ليس لديها شيء، وفي شيخوختها تحتاج إلى البدء من جديد، قالت إن الأمر صعب بالنسبة لها”.
فيما كشفت يوخيفيد ليفشيتس (85 عاما)، وهي رهينة تم إطلاق سراحها قبل الهدنة الحالية، والتي قالت إنها احتُجزت في أنفاق تمتد تحت غزة “مثل شبكة العنكبوت”، وروت إن خاطفيها “قالوا لنا إنهم أناس يؤمنون بالقرآن ولن يلحقوا بنا الأذى”.
وقالت ليفشيتس إن الأسرى يتلقون معاملة جيدة ورعاية طبية، بما في ذلك الأدوية.
وأضافت أن الحراس أبقوا ظروف الأسر نظيفة، وأن الرهائن كانوا يحصلون على وجبة واحدة يوميا من الجبن والخيار والخبز، مضيفة أن خاطفيها كانوا يأكلون الشيء نفسه.
ويبدو أن الرهائن المفرج عنهم مؤخرا كانوا محتجزين تحت الأرض، حيث قال إيال نوري، ابن شقيق عدينا موشيه (72 عاما)، التي أطلق سراحها يوم الجمعة، إن عمته “اضطرت إلى التكيف مع ضوء الشمس” لأنها كانت في الظلام لأسابيع.
وأضاف نوري: “كانت في ظلام دامس. إنها تسير وتخفض عينيها للأسفل لأنها كانت في نفق، وليست معتادة على ضوء النهار، وأثناء احتجازها، انفصلت عن العالم الخارجي بأكمله”.
وواصل أن عمته موشيه لم تكن تعلم أنه سيتم إطلاق سراحها حتى اللحظة الأخيرة، حين رأت الصليب الأحمر، فأدركت فى هذه اللحظة التي أدركت فيها، حسنا، هذه الأسابيع السبعة المروعة قد انتهت”.
وحذر الأطباء من الآثار النفسية الشديدة التي تحدث أثناء الأسر. وقد وفرت إسرائيل الاستشارة وغيرها من أشكال الدعم لأولئك الذين أطلق سراحهم.
لكن تقرير صحيفة “تايمز أوف إسرائيل يؤكد: “مع ذلك، معظم الرهائن المفرج عنهم يبدون في حالة جسدية جيدة، وقادرون على السير والتحدث بشكل طبيعي”.

زر الذهاب إلى الأعلى