بسمة المنزلاوي تكتب: الاستثمار و ” البسلة “

بيان

هل تساءلت يوما ما هي العلاقة بين الاستثمار و ” البسلة ” (لقد قراتها بشكل صحيح “البسلة” ) ؟!.

قد يبدو عنوانا ساخرا للوهلة الأولي ولكنه ليس كذلك، فهناك علاقة وثيقة بين الاستثمار و ” البسلة “، أنه قانون باريتو لعالم الاقتصاد الإيطالي ” فيلفريدو باريتو ” ومعروف بقاعدة الـ ٢٠ / ٨٠ والذى يجيب عن سؤال: كيف أحقق دخل أكبر بمجهود أقل؟ ، أو كيف أستغل ٢٠ ٪ من مواردي لتحقيق ٨٠ ٪ من دخلي؟ ، ،وهو نفس فكرة الاستثمار وهي تعظيم قيمة مدخراتك وتحقيق أرباح أكبر بمجهود أقل.

ولد باريتو في إيطاليا عام ١٨٤٨، ولا تزال نظرياته من أهم النظريات في عالم الاقتصاد.

ووفقا لنظرية باريتو فأن جميع الأنشطة الاقتصادية يمكن أن تخضع لقاعدة الـ ٢٠ /٨٠ ، فمثلا ٢٠ ٪ من العملاء في أي شركة يمثلون ٨٠ % من الأرباح المحققة و ٢٠ ٪ من المرضي يمثلون ٨٠ % من حجم الإنفاق علي الرعاية الصحية، و هكذا .
وضع باريتو نظريته التي لاقت انتشارا واسعا من مراقبته لإنتاج محصول البسلة عندما لاحظ أن٨٠ ٪ من المحصول ينتجه ٢٠٪ من بذور” البسلة “.

ولكن لماذا هذه المقدمة الطويلة ، لأنه في ظل التغيرات الاقتصادية المستمرة ، وبسبب تغيرات سعر الصرف، والزيادة المستمرة في الأسعار ، أصبح الادخار وحده غير كاف للحفاظ علي قيمة مدخراتك، وتجنب الآثار السلبية للتضخم.

وأصبح من المهم إعادة استثمار هذه المدخرات في محاولة لزيادة قيمة مدخراتك، والحفاظ علي نفس المستوي المعيشي، وتجنب التأثيرات السلبية لانخفاض قيمة العملة .

وهو ما يعيد نظرية ” باريتو ” الي الأذهان مرة أخري ، فسواء علي مستوي الأفراد أو علي مستوي الدول، فأن الاستثمار والبحث عن طرق لتعزيز قيمة الموارد هو الحل الوحيد لمواجهة الأزمة الاقتصادية الحالية بأقل الخسائر .

فالشكوي المتداولة قي الفترة الأخيرة في كل بيت مصري، هي أن النقود لم يعد لها نفس القيمة، وانخفاض القوة الشرائية لها، والشعور بتحديات اقتصادية كبيرة للحفاظ علي نفس المستوي المعيشي في مواجهة زيادة الأسعار .

الاستثمار هو الحل

والاستثمار لا يحتاج بالضرورة إلي ثروة، وليس حكرا على الأغنياء فقط أو أصحاب الثروات ، فهناك دائما تنوع في الاختيارات.

ومجالات الاستثمار لا يمكن حصرها، فهناك دائما مجال استثمار مناسب لحجم مدخراتك .

المهم أن تبدأ، وأن تختار في البداية مجال لديك خبرة و معرفه به لأن استثمارك في مجال لا خبرة لك فيه يعزز من فرص خسارتك، مقارنة بمجال لديك فيه العلم و الخبرة.

ويمكنك دائما الاستعانة بالمساعدة من المتخصصين والخبراء في حالة عدم توفر الخبرة الكافية لديك.

كما أن الأمر أصبح سهلا و متاحا من خلال بعض التطبيقات الذكية، التي تمكنك من الاستثمار بسهولة، ومن خلال شاشة هاتفك.

وأصبح من السهل إدارة مدخراتك بالشكل الذي يتناسب مع أهدافك ، ولكن دون استثمار ستظل قيمة مدخراتك في تراجع مستمر مع مرور الوقت .

ومن أهم مباديء الاستثمار الجيد، هو دراسة وتحليل السوق، لاختيار أفضل الأوقات للشراء وللبيع سواء كان سوق الأسهم والسندات، أو سوق الذهب، أو السوق العقاري، او أسواق السلع .

ودائما في عالم الاستثمار، يرتبط العائد العالي للاستثمار مع المدة الأطول والمخاطر الأعلي، فكل شخص يمكنه ترتيب أولوياته وفقا لحجم مدخراته و أهدافه من الاستثمار وفقا لنظرية باريتو أو نظرية الـ ٢٠/٨٠ .

فاعادة استثمار مدخراتك هو الحل الوحيد لتجنب مخاطر التضخم، وتقلبات سعر الصرف، والحفاظ علي قيمة نقودك وقوتها الشرائية مع مرور الوقت، وتغير الأسعار، وفى هذا ننصحك بتطبيق نظرية ” باريتو ” أو مبدأ الـ ٢٠/٨٠ .

اقرأ أيضا:

بسمة المنزلاوي تكتب: الوجه الأخر للمقاطعة

ملامح: شادي العجار حريف الاقتصاد وعاشق «الطبلة»

 

زر الذهاب إلى الأعلى