دكتور هاني الجمل يكتب: تحديات أمام الرئيس القادم

بيان
في مرحلة صعبة وظروف إقليمية ودولية دقيقة، تأتي الانتخابات الرئاسية في مصر لتضع أمام الرئيس القادم والشعب من خلفه مسؤوليات كبيرة وتحديات ضخمة.
وبغض النظر عن الفائز في تلك الانتخابات، فإن المشاركة الإيجابية فيها تعد واجباً وطنياً لرسم ملامح وخيوط الفجر الجديد الذي يحلم به كل مصري محب لوطنه وحريص على مستقبله في ظل تحديات ضخمة تحيط بنا من كل جانب.
فما يجري في الجبهة الشرقية لمصر وتحديداً في قطاع غزة من قتل وتدمير من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي لمحو الهوية الفلسطينية، وما تشهده الجبهة الجنوبية من صراع في السودان، وما يدور في الجبهة الغربية من تطورات، يحتم على كل مصري سواء كان مواطناً أو رئيساً أن يعي حجم الخطر المحيط بأمننا القومي من كل جانب.
في ضوء تلك الأوضاع تصبح المشاركة الانتخابية أمراً مهماً ورسالة قوية للعالم أجمع بغض النظر عمن سيختار المصريون، لأن الرئيس القادم أمامه مهام جسام وسيكون مطالباً بالكثير محلياً وإقليمياً ودولياً.
فمشاركة المصريين في الانتخابات ستكون رسالة قوية للجميع في الداخل والخارج بأن مصر تسير في الاتجاه الصحيح، وأن شعبها قادر على استكمال مسيرة البناء والتنمية ومواجهة التحديات والتغلب على الصعاب بغض النظر عن هوية الرئيس القادم.
ولا شك أن المشاركة الكثيفة المصريين في الخارج في هذا الاستحقاق الدستوري، يعطي الأمل في اقبال أكثر كثافة من جانب المصريين في الداخل، حيث ينتصر الوعي باتجاه بناء تجربة سياسية واضحة، يخوضها أبناء الوطن تجاه المستقبل.

لن أتحدث هنا عن الوضع الداخلي في مصر والتحديات الاقتصادية الكبرى التي تنتظر الرئيس القادم، ولن أتوقف مع الأسعار التي يكتوي منها كل مصري، ولن أعرج على الوضعين الصحي والتعليمي، ولكن سأنحي كل ذلك جانباً وأتوقف قليلاً مع الخطر القادم من حدودنا الشرقية.
فما يجري في غزة يتجاوز القتل والتدمير، بل هو خطة ممنهجة من جانب إسرائيل وأمريكا مع صمت المجتمع الدولي لفرض واقع جديد على القيادة المصرية والضغط عليها لاستقبال مليوني فلسطيني في سيناء مقابل اسقاط الديون المصرية. وما حدث خلال الساعات الأخيرة في مجلس الأمن واعتراض واشنطن على مشروع قرار لوقف إطلاق النار لإدخال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين يؤكد ذلك. فإدارة بايدن أعطت من البداية الضوء الأخضر لآلة الحرب الإسرائيلية كي تكمل مهمتها في القضاء على حماس وتهجير الفلسطينيين إلى الحدود مع مصر حتى نهاية الشهر الجاري، لتبدأ بعد ذلك مفاوضات حول مستقبل غزة بشرط توفير كل وسائل الأمن لإسرائيل كي تستمر في إقامة مستعمراتها على الأرض الفلسطينية.
وهنا نتساءل.. هل يعرف الفلسطينيون والعرب اللاهثين وراء التطبيع مع العدو الإسرائيلي ذلك؟ ومتى يتوحد البيت الفلسطيني من الداخل؟، ومتى يوظّف العرب أسلحتهم الكثيرة التي يملكونها لإرغام واشنطن والعدو الإسرائيلي الذي يتباهى بمساعدة بعض رجال الأعمال العرب له، على وقف القتال وارجاع الحقوق لأصحابها؟
خلاصة القول.. المصريون أمام استحقاق دستوري يحتم التعامل معه بجدية لأن الطموحات المحلية كبيرة والتحديات الخارجية كبيرة.

اقرأ أيضا للكاتب:

دكتور هاني الجمل يكتب: ما بعد الهدنة في غزة

د. هاني الجمل يكتب: صمود غزة وثوابت القاهرة

زر الذهاب إلى الأعلى