عبد الغنى: لهذه الأسباب تركت غزة تحارب معركتها لوحدها

كتبت: هدى الفقى

أكد الكاتب الصحفى عاطف عبد الغنى أن مقدمات كثيرة سبقت انطلاق عملية طوفان الأقصى فى 7 أكتوبر الماضى، وأنه ذكر فى تصريحات إعلامية (فى قناة النيل للأخبار) أن القضية الفلسطينية لن يحلها إلا الشعب الفلسطيني، والمقاومة ، مضيفا أن الشواهد كانت تدعو إلى التحذير مما يحدث الآن.
وأكد عبد الغنى من خلال مشاركته فى برنامج “أسيا” الذى يقدمه الإعلامى أحمد العتابى على قناة النيل للأخبار، أنه خلال العشرين سنة الأخيرة كان يدرس ويبحث فى الأصولية اليهودية، والتوجهات الإسرائيلية نحو إقامة ما يسمى دولة لليهود، على أراضى فلسطين المحتلة.

الهدف النهائى

وقال: “كنت أرى أن ما تفعله إسرائيل، فى القدس، وسائر الأراضى المحتلة، وتضغط فيه على أعصاب الفلسطنيين، لطردهم من أراضيهم، وإقامة دولة اليهود، أو الدولة الصهيونية العنصرية، أو سمها ما شئت، والحاصل أن كل المقدمات كانت تقود إلى هذه النتائج أو هذا المشهد الحالى”.
وواصل الكاتب الصحفى: كانت إسرائيل تمضى فى خطوات وإن كانت بطيئة، لكنها مصرة على تنفيذ هدفها النهائى، ألا وهو طرد الفلسطينيين من أراضيهم ، وجاء طوفان الأقصى، وانتهزتها إسرائيل فرصة، لتنفيذ ما لم تستطع تنفيذه بالسياسة البطيئة، أو بالحرب البطيئة، والمعارك القصيرة، إلى تنفيذ مخططها بتهجير الفلسطنيين من أراضيهم، وتفريغ غزة، عن طريق الإبادة، عن طريق الطرد، أو بأى أساليب اخرى، وصولا إلى الهدف النهائى وهو تصفية القضية الفلسطينية.

يتسربون من أمام أعيننا كالنمل

وذكّر عبد الغنى بما صدر عن الوزير الإسرائيلى اليمينى المتطرق سومطريتش، حينما عرض قبل شهور فى مؤتمر فى باريس خريطة لأطماع إسرائيل، وتظهر فيها غزة فارغة من سكانها الفلسطنيين، وضم غور الأردن وعلق عبد الغنى قائلا: ” إننا ننسى ولم نتوقف أمام المشهد كثيرا، وهم يتسربون من أمام أعيننا كالنمل.
وأضاف: كان الإسرائيليون يمارسون الهجمات على المسجد الأقصى، بالمستوطنين المتطرفين، والأصوليين الدينيون، كانوا يدنسون المقدسات الإسلامية، ويريدون أن يصلوا فى الأقصى إلى التقسيم الزمانى والمكانى كما حدث فى مسجد الخليل الإبراهيمى.
وأردف عبد الغنى أنه على الرغم من هذه المقدمات لكن لم يكن عقل أحد يتصور أن يكون المشهد بهذه الفظاعة أو هذه القسوة، من هذا الغزو البربرى الذى تمارسه إسرائيل وجيشها، المتجرد من كل قيم أو إنسانية، على الأرض فى نفس الوقت الذى تهاجم فيه الضفة الغربية، والأرض المحتلة.

لماذا تركت غزة لوحدها تحارب؟

وفى الإجابة على سؤال: لماذا تركت غزة لوحدها تحارب فى هذه الحرب الضروس سواء على المستوى العربى أو المستوى الدولى، أوضح عبد الغنى أنه على الجانب العربى ليس هناك دولة على استعداد للحرب فى ظل الأزمات التى تجعل الدول منكفأة على ذواتها، وفى ظل الأزمات الداخلية، ودول أخرى لديها أزمات اقتصادية ولا تريد المجازفة بحرب تدفع فيه شعوبها أثمانا كبيرة.

أما الجزء الثانى من الدول العربية فتلك التى سعت إسرائيل لعقد اتفاقات سلام معها، فيما يسمى اتفاقات السلام الإبراهيمى، وهذا مخطط لأن إسرائيل ما لا تستطيع أن تصل إليه بالحرب، تصل إليه عن طريق إدعاءات السلام والعلاقات الإنسانية، وغيره، وساعدتها أمريكا فى هذا، وربطت إسرائيل الدول العربية الأخيرة بمصالح مشتركة اقتصادية واجتماعية.

على مستوى الغرب

أما على المستوى الغربى، فأوضح عبد الغنى الدعم الكبير الذى يقدمه الغرب وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل، على خلفية سيطرة الفكر الصهيونى المسيطر تماما على مراكز الأبحاث الاستيراتيجية الموجودة فى الغرب، والتى تؤثر على صناعة القرار، وخاصة فى رسم السيات الخارجية، واللوبى اليهودى الذى يتحكم فى اختيار الرئيس الأمريكى، ضاربا مثلا بتأثير منظمة “إيباك” اليهودية الأمريكية، وتأثيرها فى تصعيد رؤساء أمريكا.

وانتقد عبد الغنى بشدة ليبرالية الغرب المزعومة، وترويجها كذبا لقيم الإنسانية والديموقراطية، مؤكدا أنها ادعاءات كاذبة، لم تظهر فقط فى الصراع الحالى فى فلسطين المحتلة، وغزة، ولكنها ظهرت فيما يسمى الربيع العربى، ومن قبله فى أماكن أخرى كثيرة فى العالم.

اقرأ أيضا:

عبد الغنى: تحديات الأمن القومى عسكريا واقتصاديا وارتفاع الأسعار أهم ملفات العمل الرئاسى فى المرحلة القادمة

عبد الغنى يكشف كواليس صفقة الهدنة بين حماس وإسرائيل

كما انتقد عبد الغنى أيضا الليبرالين العرب، ووصفهم بالسذاجة البالغة، حين تصوروا ان أمريكا سوف تأتى على ظهر دبابة لتعليمنا الديموقراطية، والحرية.

شاهد البرنامج كاملا فى التالى:

 

زر الذهاب إلى الأعلى