أمل محمد أمين تكتب: مصطفى حسني وبناء الوعي

بيان

تنتابني أحيانا خلال تعاملي مع الشباب مشاعر متضاربة حول حقيقة توجهاتهم فهم مزيج من القوة الهائلة تظهر بوضوح مع الحماس اللامتناهي في كل أفعالهم، والضعف والحيرة والتذبذب بسبب قلة الخبرة .. فالبعض منهم يحتاجون إلى المساعدة والمشورة حتى تتضح لهم معالم الطريق.
وأيا كانت طبيعة الفتى أو الفتاة بين قوة العقل والايمان أو ضعف المعرفة وسهولة التأثر فإن كليهما بحاجة إلى وعي ديني راسخ يجعلهم يميزون بين الحلال والحرام والصواب والخطأ فبوصلة الدين الصحيح دائما ما تكون هي النجوم التي ترشدنا في تيه الحياة.
لكن تظل دائما هناك معضلة إيصال المعلومة الدينية الصحيحة بطريقة واضحة ومبسطة وجذابة خاصة للشباب وهذا أكثر ما جذب انتباهي فيما يقدمه الداعية الشاب “مصطفى حسني” فقد استطاع حسني أن يمزج بين الدعوة إلى الله وتقديم نصائح للشباب تساعدهم على فهم مشاكلهم الحياتية اليومية.

وقدرته على توضيح الحلال فيما هو مطروح من المشكلة والحرام منها وكيف يمكن التعامل معها بهدوء وحسم، يمكن أن يساعد على إنهاء الصراع النفسي الذي يواجهه الإنسان خاصة عندما تتعارض داخله بعض الأمور ويتوه بين ما يمليه عليه هواه وبين ما يسمح به الله ويمنعه وهي لحظة الاختيار الأكثر صعوبة في حياة الكثير منا.

وفي مثل تلك المواقف تظهر أهمية وجود داعية مثل مصطفى حسنى له اسلوب محبب إلى النفس وملبس مماثل لما نرتديه في حياتنا ليقدم تعاليم الإسلام والشريعة بطريقة سهلة وواضحة دون تعقيد أو تكلف.
وكم هو جميل أن يعترف الداعية بان هذا في حدود علمه وان الله اعلم فهو لا يعطي لنفسه الكمال المطلق بل يسمح للمتابعين أن يبحثوا اكثر عن الموضوع لمن رغب.
وبالرغم من أن العديد من هؤلاء الدعاة يملكون ملايين المتابعين لكن يوجد العديد من المعترضين على ما يقدمونه فالبعض يصفه بالسطحية وأخرون يعتقدون أن هذا المحتوى يحتاج إلى مرجعية دينية معتمدة.. بينما يراه البعض مزج بين الدين والتنمية البشرية وبعد عن التعاليم الأصيلة للشريعة.
لكن بنظرة موضوعية إلى ما يقدمه شباب الدعاة فإن شد انتباه الاطفال والشباب إلى المفاهيم والتعاليم الدينية من خلال محتوى جذاب ويدعو للتفاؤل وضرورة التوبة من الذنب أفضل بكثير من تركهم فريسة للـ “تيك توك” والمقاطع الإباحية والرسائل السلبية الموجهة التي يقدمها العديد من المؤثرين في العالم .

وببساطة يمكن أن نلاحظ ارتباط المتابعين بهذا المحتوى وقدرته على التأثير على المجتمع وهذا يتطلب أن يكون هؤلاء الدعاة أكثر حرصا وانتباها لما يقدمونه.

ويا حبذا إذا استخدمت المؤسسات الرسمية والحكومية في تشكيل وعي الشباب في المدارس والجامعات والمعاهد من خلال التعاون معهم في تقديم محاضرات وندوات وورش عمل حية بها تفاعل مع الطلاب مباشرة .. فمثل تلك الحملات التوعوية المنظمة ستساعد كثيرا في إزالة العديد من الشكوك التي تدور في عقول الفتيان والفتيات المقبلين على الحياة.

كما ستعمل دون شك على تهذيب أخلاقهم ومنع التنمر وتوابعه وغرز حسن المعاملة التي حث عليها ديننا الحنيف.

اقرأ أيضا للكاتبة:

أمل محمد أمين تكتب: مصر وفلسطين ومعاهدة السلام

زر الذهاب إلى الأعلى