شريف عبد القادر يكتب: بضاعة أتلفها الهوى

 بيان

 كثيرًا ما نقرأ عن نشوب حرائق بمنازل وأنشطة تجارية وصناعية، ويتضح أن أغلب الحرائق بسبب ماس كهربائي وغيرة، وغالبًا ما يكون السبب الرئيسي سوء صناعة الكابلات والسلك الكهربائي وغيرة من المنتجات الكهربائية المستخدمة. وهذا يرجع لغياب الرقابة الصناعية على مصانع المنتجات الصناعية وكذلك على المنتجات المستوردة.

ففي ثمانينيات القرن الماضي، كانت بعض الأجهزة المستوردة من دولة آسيوية مثل المكواة تعمل لأيام ثم تتلف.

وكان الشائع أن ما يستورد من هذه الدولة مضروب، فاتضح لنا أن المستورد هو الذي يطلب بضاعة يتلفها الهوى.

 وإذا كانت البضاعة التي أتلفها الهوى طالت لمبات الإضاءة الموفرة، ففي بداية ظهورها كان المنتج جيدًا، وكنا نشاهد إعلانات تفيد بإنتاج هذه اللمبات بمصر، حيث الإضاءة مبهرة ولا تستهلك كهرباء مثل اللمبات العادية، وفي حالة تلف لمبة خلال سنة تقريبًا يتم استبدالها بشرط وجود الفاتورة والعلبة التي كان بداخلها اللمبة.

ولكن فوجئنا بعد ذلك بوجود لمبات موفرة من إنتاج شركات جديدة بسعر يقل كثيرًا عن أول منتج ظهر بالسوق، نظرًا لتكرار ارتفاع سعره. ولكن المنتج الرخيص موفر مادياً وضوئياً، حيث تضيء إضاءة مبهرة لأيام قليلة، وبعد ذلك تنخفض الإضاءة لتصبح خافتة ولا لزوم لها، وأحياناً تنفصل الزجاجة من الدواية، وإن كانت تمتاز بأنها ضد الكسر.

والمضحك أن عند الشكوى للبائع يطلب إحضار اللمبة الفاسدة مع العلبة الورقية التي كانت بداخلها عند شرائها، وبعد أسابيع تصل لشهور تأتي اللمبة البديلة التي يصيبها داء يدعها خافتة بعد أيام.

في ظل هذه الظروف، نطرح السؤال التالي: هل يوجد ما يجبر مصانع اللمبات الموفرة الجديدة على تحسين منتجاتها ولا تصبح خافتة بعد أيام من تشغيلها؟.

اقرأ أيضا للكاتب:

شريف عبد القادر يكتب: المجرم والوسيط غير المحايد

شريف عبد القادر يكتب: شركات الأدوية وجيوب المرضى

زر الذهاب إلى الأعلى