أشرف التهامى يكتب: خطة التنويم السياسي في تحقيق إسرائيل الكبرى

بيان

إسرائيل الكبرى أو أرض إسرائيل الكاملة عبارة تشير لحدود إسرائيل حسب التفسير اليهودي للتوراة كما في سفر التكوين 15:18-21 حيث يذكر عهد الله مع إبراهيم في ذَلِكَ الْيَوْمِ عَقَدَ اللهُ مِيثَاقاً مَعْ أَبْرَامَ قَائِلاً: 18″سَأُعْطِي نَسْلَكَ هَذِهِ الأَرْضَ مِنْ وَادِي الْعَرِيشِ إِلَى النَّهْرِ الْكَبِيرِ، نَهْرِ الْفُرَاتِ. 19 أَرْضَ الْقَيْنِيِّينَ وَالْقَنِزِّيِّينَ، وَالْقَدْمُونِيِّينَ 20 وَالْحِثِّيِّينَ وَالْفَرِزِّيِّينَ وَالرَّفَائِيِّينَ 21 وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْجِرْجَاشِيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ”. وفي سفر التكوين 15: 18 في ذلك اليوم قطع الرب مع إبراهيم ميثاقا قائلا: لنسلك أعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات.
فبحسب هذا الادعاء، تشمل حدود أرض إسرائيل كل الأراضي المحتلة عام 1948والضفة الغربية وقطاع غزة ومرتفعات الجولان.
وحاليًا في إسرائيل، وفي خضم الجدال حول حدود إسرائيل، يُستخدم مصطلح “إسرائيل الكبرى” عمومًا للإشارة إلى أراضي دولة إسرائيل والأراضي الفلسطينية وهي الأراضي المشتركة لفلسطين الانتدابية السابقة.

غير أنه بسبب الطبيعة المثيرة للجدل للمصطلح، غالبًا ما يُستخدم مصطلح أرض إسرائيل عوضًا عنه.
والكيان الإسرائيلي قد ورث عن الرعيل الأول من الصهاينة خرائط أوهامهم وأضغاث أحلامهم والتي توارثها ويتوارثها نسلهم وأجيالهم المتعاقبة فإحدى الخرائط الشائعة، التي تمثل أرض إسرائيل الكبرى والتي تشمل الجزء الشمالي من شبه الجزيرة العربية.

وهناك خرائط أخرى تضم مكة والمدينة المنورة. وهي تضم أيضا بلاد الشام وغرب الفرات وشبه جزيرة سيناء والجزء الشرقي من نهر النيل، وبعض الخرائط تضم الدلتا المصرية.
وهناك خريطة أخرى تظهر على قطعة العملة المعدنية الإسرائيلية من فئة عشرة أجورات، وهي مديدة العمر.

وظهور خريطة أرض إسرائيل الكبرى على العملة الإسرائيلية يؤكد أن الصهاينة ما زالوا متمسكين بهذا التطلع، وتبقى مشكلتهم أنه لا يوجد لديهم ما يكفي من السكان للتمدد السريع.

والحل أمامهم هو تطويع الحكام العرب والشعوب العربية لتمارس الاحتلال بالنيابة عن إسرائيل لمصلحة الصهاينة.
وهاهم اليوم ولا يخفى على أحد، اخذت تلك التي كنا نظنها أوهام و أضغاث أحلام طريقا للواقع الأليم والحقيقة المرة لدرجة العلقم.
فتحقق ما كانت تأمله في منطقة شبه الجزيرة العربية بما يسمى التطبيع وأكدته بمساعدة حليفها الأكبر الولايات المتحدة بتثبيت قواعد الأخيرة في تلك الدول ، واقتطعت ما تتمناه من العراق حين تم فدرلة ما يسمى بإقليم كردستان العراق، وهو نفسه ما تعمل عليه بشدة بمساندة الأمريكي في شمال شرق سوريا بنشر الفكر الانفصالي عن طريق الانفصاليين الأكراد بسوريا المتلاحمين بإقليم كردستان العراق.

ولكي يكتمل نصاب أحلامهم بالشمال السوري أتت الولايات المتحدة الامريكية عن طرق أذنابهم من المتأسلمين ،”أرباب المخابرات البريطانية ” بدعوى تكوين و إقامة إمارة إسلامية.
وبعد عملية طوفان الأقصى، شرع الكيان الصهيوني في القضاء على ما بقي للفلسطينيين بعد اختزال دولتهم منذ ١٩٤٨ والتي تبقى منها قطاع غزة والضفة الغربية، ففي ما يخص قطاع غزة ، تم تدمير بنيته التحتية تماما” وتم إزاحة مواطنيه في اتجاه رفح ومن ثم بدأ يقصفه هو الآخر إلى أن نزح سكان القطاع إلى مناطق التماس مع الحدود المصرية والآن أصبحوا قنبلة موقوتة على وشك الانفجار.
ويستنسخ العدو الإسرائيلي نفس الخطة التي اتبعها ويستكملها بقطاع غزة في الضفة الغربية حتى يزيح سكان الضفة إلى الحدود الأردنية، وبالتالي كما في مخططه، سيسعى لاستكمال نصاب أحلامه في الأردن ومصر بدعوى ملاحقة واستهداف الفصائل الفلسطينية في كل من الحدود الأردنية والمصرية ومع كل هذا فهو يجهز ويعد العدة للبنان بدعوى حربه مع حزب الله.
ويأتي دور قطر في الوساطة المعتدلة التي لا يرضى بغيرها لا الأمريكي أو الصهيوني، فتصبح قناة الجزيرة هي الحصرية حتى كدت أشك ان القيادة القطرية هي من تعطي إحداثيات تواجد إعلاميها للجيش الإسرائيلي ليستهدفهم لتستجدي عطف وشجون الشعوب العربية والإسلامية والأحرار في كل بقاع الأرض حتى تفض عن نفسها العمالة للكيان الصهيوني وتذر الرماد في أعين من يتساءل لماذا قطر بالتحديد؟
وبدأت قناة الجزيرة القطرية في بث الفتن والتحريض حول دور مصر في الإغاثة والمساعدات الإنسانية وبالتالي ينتهي دورها في الوساطة ومحاولة إيجاد حلول سياسية تنهي فتيل الأزمة وتوقف استنزاف الدم الفلسطيني واستباحة الأراضي العربية لصالح الكيان.
فلا يغرنكم الانشقاق والانقسام والجدال الدائر بين القادة الإسرائيليين أمام الكاميرات وعلى شاشات الإعلام و لا تخدعكم التحليلات السياسية التي تبث بالمنابر الإعلامية، لأنها جزء من المخطط الإسرائيلي الصهيوني حتى يركن العرب وينتظروا نتيجة تلك الانقسامات بينما الإسرائيلي ماض في مخططه وبنجاح، فهم غير عابئين بأسراهم وما تلك المظاهرات لأهالي اسراهم التي نشاهدها بين حين وحين إلا جزء من خطة التنويم السياسي، لاستكمال مخططهم الصهيوني القديم منذ الأزل وبمساعدة وكلائهم من الغرب وعملائهم من العرب ، حتى يصبح مشروع إسرائيل الكبرى حقيقة كبرى.

اقرأ أيضا للكاتب:

أشرف التهامى يكتب: الشرق الأوصد

أشرف التهامى يكتب: أمريكا وقعت بالفخ!

زر الذهاب إلى الأعلى