أمل محمد أمين تكتب: « شاي بحليب »
بيان
تجمعات صغيرة أمام المدارس وعيون مترقبة هكذا حال الأهالي وهم ينتظرون أولادهم حتى ينتهوا من الامتحانات، وبمجرد أن يخرج التلاميذ تجد الأهالي يسرعون إلى أبنائهم ليعرفون ماذا حدث في الامتحان، وأحيانا تبدأ الانهيارات والبكاء وأحيانا تبدو السعادة على وجوههم.
بالنسبة لي كان الامتحان مصدر رعب كبير وفي كل مرة كنت أشعر أنه تحدي خطير مهما كان الدرجة التي أسعى للحصول عليها أو حتى لو كان امتحان في نهاية دورة تدريبية كنت أشعر بالهلع واتوقف عن الكلام.
ولن أنسى أبدا كوب الشاي بالحليب التي كانت والدتي تصنعه لي كل صباح لأنني كنت أرفض تناول الإفطار وكان هذا الكوب هو مصدر الطاقة التي استمد منها القوة لاستمر وأدخل الامتحان.
ودون شك ستظل هناك امتحانات حتى تقوم الساعة فهي الطريقة المثالية لتقييم الأشخاص وتحديد المستويات المعرفية ومدى استيعاب الأفراد لما درسوه.
وببساطة فإن أفضل طريقة لمواجهة الامتحانات هي الاستعداد لها بالدراسة والمراجعة المستمرة، ويتطلب هذا وضع جدولاً دراسيًا يضعه كل طالب بما يتناسب مع قدراته.
وقد يساعد الوالدين ابنهما في تنظيم وقته في بداية العام الدراسي لكن يفضل أن يتركاه فيما بعد يعتمد على ذاته في الدراسة والتحصيل.
ويبدأ تنظيم وقت الدراسة بتوفير مكان مناسب جيد الإضاءة لها في البيت، وكرسي مريح إذا أمكن وتوفير وحدة أدراج بها مكان يسمح بترتيب الكتب والدفاتر وغيرها.
ثم وضع جدول بمواعيد الاختبارات الشهرية والسنوية وعدد الصفحات التي يجب أن يذاكرها الطالب، والأيام المتبقية مع الالتزام بحضور الحصص الدراسية والمحاضرات.
أما على مدار العام فعلى الطالب أن يبتعد عن كل المشتتات التي يُمكن أن تلهيه عن الدراسة.. والتأكد من أنه يشعر بالراحة في مكان دراسته وأنه قادر على التركيز وقد تكون الوسائل المرئية مفيدة بشكل خاص عند مراجعة المادة الدراسية.
وبحسب ما يقوله العديد من المتفوقين فإن وضع ملخصات للمادة الدراسية يُكتب فيها أهم النقاط حول هذا الموضوع ومراجعتها عند اقتراب موعد الامتحان يفيد في تنشيط الذاكرة.
وتعتبر اختبارات السنوات السابقة واحدة من أكثر الطرق فعالية للتحضير للامتحانات فالممارسة باستخدام نسخة قديمة من الاختبارات السابقة، تساعد في الاستعداد على رؤية شكل الأسئلة وصياغتها، ومعرفة الوقت المتوقع في إنهاء الاختبار.
ويفضل بعض الدارسين تنظيم مجموعات دراسية مع الأصدقاء ويقومون بشرح الدروس لهم وهذا يساعد في تثبيت المعلومة وتوضيح النقاط الغامضة للطرفين.
وعلى الطالب أن يصلي بانتظام و ينام جيدا قبل الامتحان فالدماغ يحتاج إلى النوم ما بين سبع إلى ثمان ساعات منتظمة لاستعادة تركيزه. حيث أن الدراسة لساعات طويلة غير مستحبة.
وللأكل دور كبير في تحسين الوضع العقلي للطالب فالأطعمة الغنية بالفيتامينات تساعد على تحسين تركيزه و من المستحسن شرب الكثير من الماء الذي يزيد من الحيوية مع ممارسة الرياضة بانتظام حتى ولو لفترة قصيرة.
ويبقى على العائلة وخاصة الأم العبء الأكبر في توفير جو من الهدوء النفسي للأبناء قبل الامتحان من خلال التحدث معهم والتقليل من مخاوفهم وإشعارهم بالحنان.
أم بالنسبة للأب فعليه أن يأخذ الأبناء إلى مكان الامتحان فهذا ينقل إليهم الشعور بالأمان، وأن الامتحان فرصة لمعرفة قدرة ابنه من التحصيل وليس نهاية العالم ويمكن تحسين مستواه في المرة القادمة.