منظمو مظاهرة روما المؤيدة للفلسطنيين قرروا تحدى السلطات الإيطالية والصهاينة: سننزل ونتظاهر

- نشطاء يعلنون تحديهم للقرار ومراسل "موقع بيان الإخبارى" في إيطاليا يرد علي أكاذيب رئيس الجالية اليهودية

إيطاليا – خاص

ضاربون عرض الحائط بقرار وزارة الداخلية الإيطالية.. أعلن منظمو مظاهرة مؤيدة لفلسطين، مقرر لها غدا الأحد 28 يناير الجارى النزول فى المسيرة، خاصة وأن “الداخلية الإيطالية” كانت قد صرحت بالمظاهرة في وقت سابق، قبل أن تعود وتصدر قرارا بتأجيلها رضوخا لضغوط الجالية اليهودية فى إيطاليا.

وأصدر منظمو المظاهرة المؤيدة للفلسطنيين بيانا جاء فيه: “نحن لا نتنازل عن حقنا في التظاهر والتعبير عن أفكارنا بشكل ديمقراطي”.
وأضافوا: “إن الأساس الذي أطلقنا عليه هذه التعبئة والحركات السابقة يجب أن يكون كافيا لدحض محاولات الاستغلال التي تهدف إلى اتهامنا بمعاداة السامية”.
وواصلوا: “وبالتالي ندعو الجميع إلى النزول إلى ساحة فيتوريو الساعة 3:00 بعد الظهر.
غداً لن يتم التسامح مع أي وجود فاشي!

إن معاداة الصهيونية ومعاداة الفاشية جزء من نفس النضال”.

القصة وما فيها

وكانت وزارة الداخلية الإيطالية، قد أعلنت أمس الجمعة قرارا بتأجيل التصريح لتنظيم مظاهرة مؤيدة لفلسطين كان قد تحدد لها اليوم السبت 27 يناير 2024 يناير بعدما كانت قد صرحت بالمظاهرة في وقت سابق.

وكان قد تمت الدعوة للمظاهرة من قبل 3 جهات: حركة الطلاب الفلسطينيين في إيطاليا، والجالية الفلسطينية في روما، والتجمع الديمقراطي الفلسطيني، وتم تحديد خط سير المظاهرة، بأن تنطلق من ساحة فيتوريو مانويلي باتجاه ساحة سان جيوفاني.

لكن وزارة الداخلية الإيطالية أصدرت قرارا بمنع تنظيم المظاهرة، رضوخا الضغوط التي مارستها الجالية اليهودية في إيطاليا علي السلطات هناك من أجل منع المظاهرة بحجة تزامنها مع ما يسمي يوم الذكري والذي يقوم اليهود فيه بإحياء ذكري المحرقة المزعومة في شتي أنحاء العالم.

وكانت المظاهرة قد تمت الدعوة لها من قبل الجالية الفليسطينية في روما وحركة الطلاب الفليسطينين في إيطاليا والتجمع الديمقراطي الفليسطيني في إيطاليا تحت شعار ” اوقفوا حرب الإبادة في فلسطين “

جاء قرار منع المظاهرة علي لسان وزير الداخلية الإيطالي “ماتيو بيانتيدوسي ” وقامت وزارة الداخلية بتوزيع القرار علي مقرات الشرطة المختلفة بالعاصمة روما وأعقبه بيان صادر من وزارة الداخليةوالذي جاء فيه الآ:

“إن المبادرات المختلفة المخطط لها في يوم 27 يناير إذا تم تنفيذها بالتزامن مع الذكري المذكورة أعلاه يمكن أن تأخذ دلالات تضر من منظور تنظيمي بالقيمة الوطنية التي عزت الجمهورية الإيطالية.

و أن ذلك يشكل إنتهاكا حقيقيا للقيمة العالمية التي تم الإعتراف بها بموجب القرار الذي إعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 1 نوڤمبر 2005 ” الخوف إذن هو أنه فيما يتعلق بسياق الصراع الدولي الحالي يمكن أن يكون هناك تصاعد للتوترات مع ما يترتب علي ذلك من مخاطر وآثار سلبية علي الحفاظ علي النظام العام والإجتماعي .

ولهذا السبب فإن منظمي المظاهرة مدعوون إلي إعتماد المتطلبات الزمنية التي تنص علي التأجيل إلي اليوم التالي أو أي تاريخ آخر .

مزاعم

من ناحية أخري و خلال إستقباله لعدد من أبناء الجالية اليهودية بقصر رئاسة الجمهورية بمناسبة إحياء ذكري المحرقة المزعومة صرح سيرچيو ماتاريلا رئيس الجمهورية الإيطالية قائلا: “إن ما حدث في 7 أكتوبر الماضي هو تكرار لأهوال المحرقة” مستطردا : “إننا نشهد، في العالم، عودة معاداة السامية التي اتخذت مؤخرا شكل المذبحة الشرسة التي لا توصف والمناهضة للسامية ضد الأبرياء في الهجوم الإرهابي الذي وقع في تلك الصفحة من العار للإنسانية في 7 أكتوبر حتى الأولاد والأطفال وحتى الأطفال حديثي الولادة” حسب قوله.

وشدد على أن الصورة نسخة مرعبة من أهوال المحرقة.

وأضاف: “نحن على قناعة بأن رواسب الكراهية قد تضخمت بالأقوال والأفعال القاسية”. وواصل موجها حديثه لليهود في إيطاليا قائلا: “ينص دستورنا بوضوح على أن جميع المواطنين يتمتعون بنفس الحقوق”، زاعما أن الوجود اليهودي، كان أساسيًا لتطوير إيطاليا الحديثة وتشكيل الجمهورية.

طالع المزيد:

الجالية اليهودية فى روما تصارع لإسكات صرخة غزة والانفراد بإحياء ذكرى “الهولوكست” المزعوم

قال أيضا رئيس الجالية اليهودية فى إيطاليا: “تعرف الجاليات اليهودية الإيطالية أن إيطاليا هي موطنها وأن الجمهورية، التي هم جزء لا يتجزأ منها، لن يتسامح بأي شكل من الأشكال مع التهديدات والتخويف والتنمر تجاههم”.

ردود الأفعال اليهودية

وفور الإعلان عن قرار وزير الداخلية بتأجيل المظاهرة علق رئيس الجالية اليهودية في روما فيكتور فضلون ، على التأجيل قائلا: “نشكر المؤسسات، بدءا بالوزير بيانتيدوسي وجميع فروع وزارة الداخلية واصفا القرار بأنه “قرار صائب ومنطقي”، خاصة بعد أن شاهد “أغاني ورقصات في الشوارع تدعو إلى قتل اليهود، وحرق الأعلام الإسرائيلية، وتصفيق لحماس من أجل السلام”. وأضاف: “أشكركم على تجنب هذه الإهانة للذاكرة، والتي كانت ستشكل هزيمة للجميع”.

ردود الأفعال المجتمعية

وكانت أولي ردرد الفعل علي تأجيل المظاهرة من جانب حركة طلاب الجامعات الإيطالية حيث أعلن طلاب جامعة لاسبينزا في روما أن المظاهرة في روما ستتم على أي حال.

وأدانت الجالية الفلسطينية في روما قرار التأجيل، ووصفته بأنه “انحياز صراحة إلى الصهيونية”.

تصريحات رافضة

وقالت مايا عيسى، رئيس حركة الطلاب الفلسطينيين في روما، إن القرار “يزيد من الغضب ويبعث برسالة واضحة مفادها أن الحكومة الإيطالية لا تدعم الحق الفلسطيني”.

أما محمد الحلو، رئيس جمعية إنقاذ الشعب الفلسطيني في روما، فقد وصف القرار بأنه “غير حكيم”.

وقال الحلو إن إختيار يوم المظاهرة كان ذا دلالة، حيث كان يوم ذكرى المحرقة، وذلك لرفض تكرار مأساة المحرقة مع الفلسطينيين.

ورفض الحلو تبريرات السلطات الأمنية الإيطالية عن مخاوفها من أعمال عنف، مشيراً إلى أن المظاهرات السابقة كانت سلمية.

أما الناشطة والشاعرة الإيطالية إليزابيتا بيترولاتي، فقد صرحت أن قرار التأجيل “عمل خطير للغاية من جانب الحكومة الإيطالية”.

وقالت بيترولاتي إن “إحياء ذكرى يوم الذكرى لا يمكن ولا يجب أن يستبعد الطلب المشروع، عبر المسيرات السلمية، لوقف المجزرة في قطاع غزة”.

وأضافت أن “قرار الحكومة الإيطالية خطير للغاية ويثير الغضب ويزيد الانقسامات”.

مراسل “موقع بيان الإخبارى” يرد

أما الإعلامي إكرامي هاشم، مراسل “موقع بيان في إيطاليا”، فقد رأى أن قرار التأجيل الصادر من وزارة الداخلية الإيطالية، يأتى بمثابة تحد تام لمشاعر أبناء الجالية العربية في إيطاليا”، وقال هاشم إن “القرار ينم عن رغبة في إسكات الأصوات المؤيدة للحق الفلسطيني”.

إكرامى هاشم
إكرامى هاشم

وقال هاشم إن القرار الصادر من وزارة الداخلية الإيطالية بتأجيل المظاهرة إنما هو تحد تام لمشاعر أبناء الجالية العربية في إيطاليا و إعلان صارخ عن الإنحياز الكامل تجاه الصهيونية وتأكيدا للموقف الحكومي الرسمي المنحاز لإسرائيل منذ بداية الأحداث، وهو الموقف المعاكس لموقف المجتمع الإيطالي و الأحزاب المعارضة المؤيدة للحق الفلسطيني وموقف الإدانة لإسرائيل، هذا الموقف الذي بدا واضحا من خلال مشاركة المجتمع الإيطالي بأعداد ضخمة في التظاهرات التي تم تنظيمها منذ بداية الأحداث.

وأضاف هاشم أن القرار إنما ينم عن رغبة في إسكات الأصوات المؤيدة للحق الفليسطيني، وأن ما دفع الجالية اليهودية لممارسة تلك الضغوط من أجل تأجيل المظاهرة هو ما شهدته المظاهرات السابقة من مشاركة ضخمة من قبل المجتمع الإيطالي ونجاحها بشكل كبير في تغيير نظرة المجتمع المدني تجاه القضية ونجاحها في كشف الحقائق، ولأول مرة يخسر اليهود ويفشلون في محاولة إستعطاف الشعوب تجاههم .
أما عن إدعاءات رئيس الجالية اليهودية بأن التظاهرات المؤيدة لفلسطين تشهد حرقا للإعلام و خطابات كراهية لليهود فقد أكد هاشم أن اختلاق الأكاذيب وترويجها ومحاولة إقتاع العالم بها، ليس بجديد أو غريب علي اليهود.

وأكد هاشم أنه شهد كافة المظاهرات السابقة والتي اتسمت بالسلمية و التعبير الراقي عن الرأئ دون المساس إطلاقا باليهود بل كانت كل الهتافات و النداءات موجهه إلي دولة الكيان الإسرائيلى، ورئيس وزراءها ولم تشهد أيا مظاهرة حادثا واحدا يعكر صفو الأمن في أية مدينة إيطالية.
وانتهى هاشم قائلا: علي السيد فيكتور بدلا من ذلك توجيه اللوم لمجموعة الشباب اليهودي الذين قاموا بالإعتداء علي بعض الشباب من أبناء الجالية العربية في روما بعد مشاركتهم في إحدي المظاهرات أثتاء سيرهم في الشارع مرتدين الكوفية الفلسطينية، وأولى السيد فيكتور أن يخجل من من هذه الأفعال.

 

زر الذهاب إلى الأعلى