الكشف عن خرائط سجون ومقابر “داعش” الإرهابي في سوريا

كتب: أشرف التهامي

كشف “المركز السوري للعدالة والمساءلة” المعارض للدولة السورية، عن 66 سجنًا جديدًا لتنظيم “الدولة” الإرهابي “داعش”، و 35 موقعًا للمقابر .
ويعمل برنامج المفقودين التابع “للمركز” على توثيق الأشخاص المفقودين في سوريا والتعرف على شبكة المقابر الجماعية والسجون السابقة التابعة “للتنظيم” الارهابي على أمل استخدام هذه المعلومات للكشف عن مصير المفقودين.
وكان التنظيم الإرهابي “داعش” قد أخفى  آلاف الأفراد في سوريا في شبكة من السجون والمقابر الجماعية الممتدة من إدلب إلى الحدود العراقية.
وحتى بعد الهزيمة الشكلية للتنظيم الارهابي، لا تزال العديد من العائلات غير قادرة على تحديد مكان أحبائها أو الكشف عن مصيرهم، بحسب تقرير “المركز”، الذي نشره” الخميس 29 من فبراير.

ماذا عن الخريطة ؟

أطلق المركز السوري للعدالة والمساءلة اليوم خارطة تفاعلية جديدة لمناطق شمال سوريا شملت مواقع 246 سجناً، و63 مقبرة جماعية استخدمها تنظيم داعش، ومن الجدير بالذكر أن مواقع 66 سجناً و28 مقبرة جماعية يُكشف النقاب عن تفاصيلها للمرة الأولى، حيث قادت جهود خبراء المركز وأعضاء فريق شؤون المفقودين والطب الشرعي السوري في الرقة، إلى تحديد تلك المواقع اعتماداً على مقابلات أُجريت مع ناجين من سجون داعش، وعناصر مرتبطين بالتنظيم سابقاً، وغيرهم من الشهود، ووثائق داخلية عائدة للتنظيم.

وكُشفت هذه المواقع من خلال جهود مكثفة بذلها فريق “المركز السوري للعدالة والمساءلة” حسب وصف التقرير بالإضافة إلى فريق “المفقودين والطب الشرعي السوري” في الرقة، والذي اعتمد على مقابلات مع الناجين من سجون “الدولة” والمنتسبين السابقين إليها، وغيرهم من الشهود، بالإضافة إلى مصادر داخلية (وثائق تنظيم الدولة الإدارية).

ما مشتملات الخريطة؟

حدد "المركز السوري للعدالة والمساءلة" 66 سجنًا جديدًا لداعش و35 موقعًا للمقابر
حدد “المركز السوري للعدالة والمساءلة” 66 سجنًا جديدًا لداعش و35 موقعًا للمقابر

ولا تتضمن خريطة المركز السوري للعدالة والمساءلة سجون “التنظيم” الرسمية فحسب، بل تشمل أيضًا معسكرات التدريب ومواقع الاحتجاز المؤقت والمنازل الخاصة حيث استعبدت نساء إيزيديات.
كما تشمل المقابر التي دفن فيها التنظيم الارهابي ضحاياه، وجثث المنتمين إليه، وضحايا قصف التحالف، ومن خلال رسم خرائط لهذه المواقع معًا، يمكن للمحققين تصور الأنماط والعلاقات المحتملة.
وكان التحقيق الأخير الذي أجراه “المركز السوري للعدالة والمساءلة” المعارض بشأن “سجن داعش الارهابي عند سد المنصورة السورية”، في 22 من فبراير، أظهر أن القرب الجغرافي هو عامل رئيسي في ربط السجون بالمقابر التي دُفن فيها المعتقلون السابقون.
وينظر التقرير في وثائق التنظيم الارهابي الداخلیة والبيانات الشرعیة المستخرجة من المقبرة والمتاحة حصرًا للمركز “السوري للعدالة والمساءلة”، بالإضافة إلى الشھادة الشفوية المقدمة في المقابلات التي قام بھا المركز مع أكثر من 24 عائلة مفقود يزعم أنه كان يحتجز في سجن سد المنصورة السورية.
ويوثق الروابط التي نشأت بين سجن “سد المنصورة” ومقبرة “السلحبية الغربیة” غرب مدينة الرقة خلال الفترة ما بين عامي 2013 و2016، ویتابع سير أشخاص محددين مرتبطين بالموقعين وبما في ذلك أشخاص لا يزالون مفقودين حتى الیوم.
يشكل هذا العمل حجر الزاوية في التحقيقات السياقية التي يجريها “المركز السوري للعدالة والمساءلة” المعارض في جرائم “التنظيم” الارهابي، والتي تضع الأساس لتحديد الهوية في المستقبل.
ولا يزال الغموض يكتنف مصير ومكان وجود الآلاف من السوريين الذين فُقدوا في المناطق التي كانت واقعة تحت سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” الارهابي مثل الرقة، والحسكة، ودير الزور، إذ كانت هذه المحافظات مركزًا لسيطرة التنظيم الارهابي في سوريا قبل عام 2017، عندما سيطرت “قوات سوري الديمقراطية” (قسد) الانفصالية بدعم من التحالف الدولي الغاصب على شرق الفرات، بينما سيطر الجيش العربي السوري بدعم من روسيا على غربه.

طالع المزيد:

هذا ما فعلته بريطانيا فى عروس داعش شميمة بيجوم.. هى السبب

زر الذهاب إلى الأعلى