فى علم المعارف والصفات الإلهية (17) الحكم.. الودود.. المجيد.. الباعث
حلقات يكتبها: محمد أنور
الحكم
سبحانه وتعالى الحكيم الذي يؤتى الحكمة من يشاء من عباده، وهو سبحانه وتعالى واسع العلم والخبرة، خبير بكل شيء، يدير الأمور كلها باحسن تقدير، له مطلق الحكم والحكمة، يؤتى الحكمة من يشاء من يؤتى الحكمة فقد اوتى خيرا كثيرا، والأنبياء هم الذين آتاهم الله الحكمة وفصل الخطاب، حتى يعلموا الناس ويرشدوهم.
إن الحكمة تعنى معرفة افضل الاشياء بأفضل العلوم، واجل الاشياء وأفضلها على الاطلاق، وسبحانه وتعالى هو الحق الذي لديه حق المعرفة ويحكم ولديه الحكمة ونحن نتبع دين الله ورسالته.
الودود
سبحانه وتعالى الودود المحب المحبوب الذى يحب الخير لجميع خلقه ويحسن إليهم ويثنى عليهم، ويحب أنبيائه وعباده الصالحين من الناس، ومن يحب الله فقد فاز.
الود هو الحرص والاهتمام والحب والخير والدعاء بالهداية لمن تحب، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم مثالا للحب والود والاهتمام بأمر قومه والحرص على حقوقهم والدعاء لهم بالهداية والخير والمودة والتسامح والتراحم والعطف.
الودود هو الإسم الأقرب إلى إسم الله تعالى الرحيم والغفور، فالمودة والرحمة من صفات الله عز وجل، وحب الله للعبد معناه رضاه عنه ومغفرته لذنوبه وادخاله الجنة مع المتقين والابرار والصالحين.
قال الله تعالى ( أن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين)
وحب الله يعنى اتباع منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلامه فهو الصادق الامين حامل الوحى العظيم.
قال الله تعالى ( إن الذين ءامنوا وعملوا الصلحت سيجعل لهم الرحمن ودا).
الود هو القبول من الناس والحب من أهل الأرض وأهل السماء، فيجب على كل إنسان أن يكون ودودا ومحبوبا، فلا خير فيمن لا يألف الناس ولا يألفه الناس.
المجيد
سبحان الله المجيد المستحق لكل الصفات العظيمة والمجد، هو الشريف في ذاته والجميل في كل أفعاله، الجزيل عطاياه.
والمجيد سبحانه وتعالى هو الماجد سبحانه حميد مجيد.
قال الله تعالى ( رحمت الله وبركته عليكم أهل البيت أنه حميد مجيد).
المجيد هو ذى العرش المجيد صاحب العزة والسلطان، ويصف الله تعالى القرآن بأنه ( بل هو قرآن مجيد* في لوح محفوظ).
وعلى كل إنسان أن يمجد الله ويعظمه، وأن يتلوا كتاب الله بتمعن وآداب واحترام وأن نتعلم منه دروسا في الأخلاق والمعاملات الإنسانية.
الباعث
سبحان الله الباعث القادر المحى المميت، خالق الحياة والموت.
قال الله تعالى ( ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحيى الموتى وأنه على كل شيء قدير* وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور).
والبعث هو حقيقة ترجع إلى الله الواحد الباعث للموتى واحيائهم، وانشائهم نشأة أخرى، وكل جهل هو موت، وكل علم هو شرف للحياة.
يوم يبعث الله تعالى كل من في القبور فينبئهم بما عملوا، ويحاسب كل الناس، وينال كل إنسان جزاء عمله على ما قدم وآخر.