فى علم المعارف والصفات الإلهية (9) الوهاب.. الرزاق.. الفتاح

 

 

 

حلقات يكتبها: محمد أنور

الوهاب

سبحان الوهاب الجواد الذى وسع خلقه بجوده وكرمه وعطاياه، شملت عطاياه ونعمه كل المخلوقات، المؤمن والكافر والبر والفاجر، سبحانه وتعالى وحده هو الوهاب الذي بيده ملكوت السموات والأرض وعنده خزائن كل شىء، يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء ويهب الجمال لمن يشاء، ويهب الذكران لمن يشاء ويهب الإناث لمن يشاء، مالك كل شئ ينزع الملك ممن يشاء ويؤتى الملك من يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء بيده كل الأمور.
الوهاب هو صاحب كل الهبات والعطايا والنعم، يطعمنا ويسقينا ويشفينا، سبحان الوهاب الرزاق.
ربنا هب لنا من أزواجنا وذريتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.

الرزاق

سبحان الرزاق ذو القوة المتين، فلا رازق إلا الله، ومما لاشك فيه أن هذا الوصف لاسم الله تعالى الرزاق جاءت على صيغة المبالغة، حتى لا يطلب الرزق أو ينتظر إلا من الله الرزاق.
لا يتوكل الإنسان إلا على الله وحده، وجوهر الدين الإسلامي هو التوكل على الله ؛ أى الأخذ بالاسباب لكى تتحقق لنا النتائج.
يبذل الإنسان جهدا في زراعة أرضه وحفظها من أجل انتظار النتيجة في موسم الحصاد، والكسول العاطل بلا عمل هو معنى التواكل على الله بعينه، فالحصاد الجيد والرزق الواسع الحلال لا يأتي إلا بالجهد والجد والعمل المتواصل والتعب.
لا يطلب الإنسان رزقه إلا من الله ولا يؤمل ويطلب الامانى والعطايا إلا من الله، ويجب على كل مسلم أداء فريضة الزكاة من الارزاق والنعم التى رزقنا الله إياها فهى رزق للفقراء والمساكين.
اللهم ارزقنا الصبر والستر والصلاح والنجاة والتقوى، وارزقنا قلبا خاشعا ولسانا ذاكرا، وعلما نافعا، ويقينا لا شك فيه، و ارزقنا حسن الخاتمه والجنة مع الشهداء والصديقين والصالحين والابرار.

الفتاح

سبحان الفتاح الذي بيده مفاتيح الرزق والرحمة والمغفرة.
الفتاح صيغة مبالغة، وهو سبحانه وتعالى الذي يبصر عيون عباده ليبصروا الحق ويتبعون سبل الهدى والرشاد، سبحان الفتاح مالك خزائن كل شيء، الذى يفتح البلاد والممالك ويخرج منها الظالمين والجبارين، كل فتح بفضل وإحسان من الله.
ومن معانى الفتاح في اللغة العربية أنه يأتي بمعنى الحاكم، أى الذى يحكم بين شخصين أو خصمين ويقضي بينها بالعدل.
قال تعالى ( قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العليم)
ومن معانى إسم الفتاح: الناصر كقول الله تعالى ( إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح)
أى نأخذ بالاسباب ونكون مستعدين للنصر الذى بيد الله الفتاح الذى بيده كل شيء.
ربنا أفتح على وطننا بالحق والنصر، وافتح علينا بالهدى والخير والتقى وارزقنا الجنة برحمتك وافتح لنا من لدنك رحمة إنك أنت الفتاح العليم.

اقرأ فى هذه السلسلة:

فى علم المعارف والصفات الإلهية (8) الغفار الغفور .. القهار

في علم المعارف والصفات الإلهية (7) البارئ.. المصور

زر الذهاب إلى الأعلى