فى علم المعارف والصفات الإلهية (8) الغفار الغفور .. القهار

 

 

 

حلقات يكتبها: محمد أنور

 الغفار الغفور

الله سبحانه وتعالى هو الغفار الغفور، الذى يستر ويغفر الذنوب، ويعفو عن المسئ ويتجاوز عن سيئات العبد، هو الذى أظهر الجميل وستر القبيح، والذنوب من جملة القبائح التى سترها الغفار في الدنيا، ويتجاوز عن عقوبتها في الآخرة أن شاء الله تعالى.
معنى غفر أى ستر، وقد ستر الله عباده في الدنيا فلم يفضحهم، ثم يسترهم في الآخرة بجميل عفوه.
قال تعالى ( وإنى غفار لمن تاب وءامن وعمل صلحا ثم اهتدى).
يحب الله سبحانه وتعالى عباده التائبين، ولا يحب معصيتهم وتعذيبهم، ومهما بلغت ذنوب الإنسان فإن الله يغفرها ويتجاوز عنها بشرط أن يتوب الإنسان المذنب إلى الله توبة نصوحا.
قال الله تعالى ( قل يعبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا أنه هو الغفور الرحيم)
وكل انسان يدرك عظمة الله تعالى الغفار يستحى أصلا أن يعصيه، فهو الرزاق الرحيم الودود اللطيف الذى يحب عباده ويتفضل عليهم، ويحفظهم من شر انفسهم ومن شر كل شيطان رجيم.

والغفار صيغة أشد مبالغة من “الغفور” ، فهو من يغفر الذنوب الكثيرة ، وهو مخصص للذنوب الشديدة التي قد لا يتخيل العبد أن الله سيغفرها له .

القهار

سبحانه وتعالى القهار بمقدوره أن يقهر الناس جميعا ويغلبهم على أمرهم ويجعلهم يعبدونه رغما عنهم، لكنه سبحانه وتعالى لا يريد ذلك إنما يريد أن تكون عبادة خلقه له بمحض إرادتهم واختيارهم.
قال تعالى ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)
إن الله تعالى هو القهار ذو القوة والقدرة المطلقة، وكل شئ مسخر تحت قهره وإرادته وقدرته.
قال تعالى ( وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون* ثم ردوا إلى الله مولهم الحق الا له الحكم وهو أسرع الحسبين) الأنعام.
اكتشف الإنسان أسرار الطبيعية ومهما أوت من علم ومن قوة فهو دائما الاحوج إلى الله، ولا يجعله بمنأى عن قدرة الله سبحانه وتعالى هو الواحد القهار.
يقترن إسم الله تعالى القهار بإسم الله تعالى الواحد؛ ليدل على أنه سبحانه وتعالى القهار الواحد لا منازع ولا شريك له القوى ذو الجلال والكمال والعزة، وقوة الإنسان نفسها من الله ويطلبها الإنسان من الله، فلا تغتر بقوتك وانظر إلى الجبال والسماء والأرض والدواب ، وانظر إلى نفسك أليس كل هذا دليل على قدرة الله وقهره؟
ويجب على كل إنسان أن يقهر عدوه ويقهر هم النفس والشيطان، وأن يستعين بالله ويحتمى ويلجأ إلى الله الواحد القهار.

اقرأ فى هذه السلسلة:

زر الذهاب إلى الأعلى