قوات الفجر التابعة للجماعة الإسلامية تشارك في القتال بجنوب لبنان.. ما هى عناصر هذه القوة ؟

كتب: أشرف التهامي

في 27 مارس، هاجم جيش الاحتلال الإسرائيلي مبنى في قرية الهبارية السنية، التي تقع على المنحدرات الغربية لمنطقة هار دوف، جنوب حاصبيا.

واستهدف الهجوم مجموعة من عناصر قوات الفجر، الجناح العسكري لحركة الجماعة الإسلامية في لبنان، الذين كانوا يستعدون لتنفيذ عمليات هجومية ضد إسرائيل في المستقبل القريب، على ما يبدو من خلال التسلل سيرا على الأقدام إلى داخل الأراضي الإسرائيلية في منطقة هار دوف.
وأسفرت الغارة الجوية عن مقتل سبعة عناصر، وكان بعض النشطاء الذين قُتلوا فاعلون في الآونة الأخيرة في الأنشطة المناهضة لإسرائيل.

وبحسب حركة الجماعة الإسلامية، فإن الهجوم الإسرائيلي استهدف “مركز إسعاف” في القرية، ما أدى إلى مقتل سبعة أشخاص…

أعلاه: المبنى الذي تضرر أثناء الهجوم على قرية الهبارية (27 مارس)
أعلاه: المبنى الذي تضرر أثناء الهجوم على قرية الهبارية (27 مارس)

وحول تلك العملية نشر مركز ألما البحثي الاسرائيلي للدراسات الأمنية والعسكرية والاستخبارية تقرياً مفصلاً كشف فيه عن كل ما يخص العملية وقوات الفجر، الجناح العسكري لحركة الجماعة الإسلامية في لبنان، الذين كانوا يستعدون لتنفيذ عمليات هجومية ضد إسرائيل في المستقبل القريب.

وفى التالى ترجمة التقرير الاسرائيلي، دون تدخل منا سواء بالحذف أو الاضافة:

نص التقرير

بالإضافة لقوات الفجر تعمل سبع منظمات أخرى، بالتعاون مع حزب الله، ضد إسرائيل من جنوب لبنان، حيث يقوم نشطاء بتنفيذ التالي:
1- عمليات إطلاق صواريخ.
2- إطلاق صواريخ مضادة للدبابات.
3- محاولات تسلل راجلة.
وما إلى ذلك. إحدى هذه المنظمات هي الجماعة الإسلامية في لبنان.

الجماعة الإسلامية في لبنان

والجماعة الإسلامية هي فرع لبناني من حركة الإخوان المسلمين ذات انتشار عالمي.
واختير محمد طقوش أميناً عاماً للفرع اللبناني عام 2022. ومع الربيع العربي، بدأت الحركة العمل السياسي الرسمي في لبنان، ويمثلها الآن عماد الحوث، عضو مجلس النواب اللبناني.

أعلاه: (يمين) محمد طقوش، الأمين العام (يسار)، عماد الحوث، عضو البرلمان اللبناني ممثل الحركة.
أعلاه: (يمين) محمد طقوش، الأمين العام (يسار)، عماد الحوث، عضو البرلمان اللبناني ممثل الحركة.

وتمثل الجماعة الإسلامية شريحة كبيرة من السنة اللبنانيين وهي ثاني أكبر حركة سنية بعد تيار المستقبل بزعامة سعد الحريري، ويكون حضورها ملحوظاً بشكل خاص خلال التجمعات الدينية والسياسية، فضلاً عن تسوية النزاعات الطائفية داخل لبنان.
وتقع مكاتب الحركة في نفس المبنى الذي يضم مقر حركة حماس في لبنان.

موقع مركز عارف
موقع مركز عارف

مركز عارف” عبارة عن مبنى مكون من ستة طوابق يقع في الجزء الشمالي من مدينة صيدا.

تتمتع حماس بنفوذ مفرط على الجماعة الإسلامية، حيث يتلقى العديد من نشطائها مخصصات من خلال شبكات المنظمات الخيرية والإنسانية التابعة لحماس في جميع أنحاء لبنان.

وتتكون الحركة من فصيلين سياسيين: أحدهما موالٍ لتركيا وقطر، والآخر عازم على التحالف مع حزب الله ومحور المقاومة.
ومن جانبه، عمل حزب الله على دعم هذا الصراع وتأجيجه، بهدف تعزيز تحالفه مع حماس، وتحديداً منذ الانتخابات الداخلية داخل الجماعة الإسلامية في أغسطس 2021، والتي أدت إلى تمكين الفصيل الداعم “لمحور المقاومة”، لاسيما صلاح العاروري (الذي تمت إقصاؤه) فهو الذي «ثبت» الانتخابات الداخلية للجماعة الإسلامية، وعزز التنسيق مع حزب الله.

علاقة الحركة بحزب الله – فجوة أيديولوجية مقابل التنسيق والتعاون العسكري:

وتدهورت علاقات الجماعة الإسلامية مع محور إيران – حزب الله بسبب نشاط إيران في المنطقة العربية، خاصة في ظل بداية الاضطرابات في سوريا (2011).
واعتبرت الجماعة الإسلامية نشاط إيران قائما على “أبعاد طائفية وتوسعية” لمصالح إقليمية لا علاقة لها بالمقاومة.

وعلى هذا فقد تحولت إيران من صديق وحليف محتمل ــ وخاصة في الثمانينيات والتسعينيات ــ إلى خصم لا بد من مواجهته حتى يتمكن من تغيير سلوكه.
إن حملة المحور الشيعي الإيراني في سوريا وحتى لبنان، انطلقت تحت شعار محاربة «الإرهاب»، الذي ضم – إعلامياً وفكرياً – جماعة الإخوان المسلمين. واتسعت الفجوة بين الجانبين بعد طرد حماس ( «الشقيقة الكبرى» التي ترعى الجماعة الإسلامية) من دمشق عام 2012.
وعلى الساحة اللبنانية المحلية، فإن مواقف حزب الله، خلافاً لمواقف الحركة وتطلعات أنصارها، وضعت الحركة وحزب الله في مواجهة بعضهما البعض، ليس فقط سياسياً، بل أيضاً إيديولوجياً وعرقياً.

ويرى معظم أنصار الجماعة الإسلامية أن حزب الله هو القوة المهيمنة في البلاد، وأنه انتقل من موقع المقاومة إلى موقع “طائفي” وظيفي، بينما يتمركز أنصار حزب الله في جماعة الإخوان المسلمين و”التكفيريين”. وضرورة مواجهة الحركات الإسلامية عبر “المقاومة” بشكل رئيسي بين الأعوام (2013-2017) في ظل تعزيز تنظيم داعش في العراق وسوريا.

وفيما يتعلق بالتنسيق والتعاون مع حزب الله، قال مسؤولون كبار في الجماعة الإسلامية: “هذه هي طبيعة الأرض عندما تكون هناك عدة فروع للمقاومة، فمن الطبيعي أن يكون هناك تعاون وتنسيق لمنع أي خطأ”.

“غرفة حرب مشتركة”

وعن وجود “غرفة حرب مشتركة” مع الفصائل الأخرى في الجنوب، أكدوا أنه “حتى الآن لا توجد غرفة حرب مشتركة، ولا نرى أنفسنا على أي محور، لكننا مقاومة وطنية لبنانية تسعى للدفاع عن لبنان بالتعاون مع كافة فصائل المقاومة، وبالتالي أيضاً مع حزب الله الموجود على الحدود”.
تجدر الإشارة إلى أن مفهوم “غرفة الحرب المشتركة” هو في الأساس مفهوم سردي ولا يتم التعبير عنه ماديًا.

موقف الجماعة الإسلامية من الحرب في قطاع غزة والمشاركة في الحرب إلى جانب حزب الله

“إن موقف الجماعة الإسلامية في لبنان من الوضع في غزة هو موقف كل إنسان شريف في هذا العالم يعتقد أن الشعب الفلسطيني الذي احتلت أرضه قد اقتلع من دياره وهو مهجّر”.

يتعرض الآن لأبشع أنواع الجرائم، والعالم صامت، وتتعاون بعض الدول… من حق الشعب الفلسطيني أن يناضل من أجل تحرير هذه الأرض، ومن واجب الشعوب الحرة، بما فيها اللبنانيون، أن يناضلوا، ودعم هذا النضال المشروع بأي طريقة ممكنة”.

في 18 أكتوبر 2023 أعلنت الجماعة الإسلامية أنها أطلقت صواريخ على إسرائيل للمرة الأولى.

أصدر التنظيم الإسلامي بياناً رسمياً أعلن فيه مسؤوليته عن قيام عناصر جناحه العسكري، قوات الفجر، بإطلاق قذيفتين صاروخيتين مختلفتين على كريات شمونة. وبحسب البيان، فقد تم تنفيذ العملية رداً على القصف الإسرائيلي لقرى جنوب لبنان، و”نصرة لأهلنا في غزة، حيث يرتكب العدو بحقهم إبادة جماعية مستمرة منذ تسعين يوماً”. ”
وتوعدت الجماعة الإسلامية بمواصلة أنشطتها فيما وصفته بـ”الوعد بالرد المناسب حتى على الاغتيالات الوحشية لقادة المقاومة والمجاهدين”، مضيفا أن “قوات الفجر أطلقت الصواريخ على مواقع الاحتلال”.

  قبول المسؤولية على الصفحة الرسمية للحركة على موقع X.
قبول المسؤولية على الصفحة الرسمية للحركة على موقع X.

قوات الفجر

تأسست قوات الفجر، الجناح العسكري لحركة الجماعة الإسلامية في لبنان، على يد شباب الحركة للدفاع عن أنفسهم وعن لبنان عندما غزت إسرائيل عام 1982.

في البداية، عملت القوة المسلحة في صيدا المنطقة ووصلت بعد ذلك إلى طرابلس وبيروت.
ويقدر عدد عناصر الحركة حالياً بنحو 1000 عنصر، مقسمين إلى قوتين فرعيتين. وتمركزت قوة فرعية واحدة، بقيادة خالد بديعة، في عملياتها المركزية في صيدا (مسقط رأس البادية)، وطرابلس وعكر. أما القوة الفرعية الأخرى، برئاسة تالا الحجر، فتعمل في المناطق السنية المحاذية للبحر وجبال لبنان والبقاع.
واليوم، يعمل نشطاء الفجر العسكريون على أساس مخصص، برعاية كاملة ودعم عسكري من الفرع العسكري المتنامي لحركة حماس في لبنان.

وتعمل حماس – لبنان وحزب الله معًا لتنفيذ عملياتهما ضد إسرائيل في جنوب لبنان.

وقال بسام حمود، نائب رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية: إن مهمة جناح المقاومة هي مواجهة العدو والاستعداد لمواجهته، وحتى الآن لم نستخدم أسلحتنا قط داخل لبنان، لكن تواجد قوات الفجر ليس جديداً ولا غير عادي قوات الفجر هي جزء من المقاومة في لبنان، ومن حق الشعب اللبناني أن يقاوم العدو الصهيوني، ووجودنا في إطاره أسوة بشرعية حزب الله الذي يدافع عن أرضه ووطنه”.

في الأعلى: عناصر الفجر (على اليمين) وشارة الفجر (على اليسار)

…………………………………………………………………………………………………..

رابط التقرير:

South Lebanon: Al-Jamaah al-Islamiyah’s Involvement in The Fighting Via Al-Fajr Force Operatives

طالع أيضا:

وزير الدفاع الإسرائيلي: نصعد عملياتنا العسكرية ضد حزب الله في لبنان وسوريا

زر الذهاب إلى الأعلى