الوجه الآخر للبهجة.. استشارى نفسى تحذر من أمراض الربيع

الإثنين, 6 مايو, 2024 , 4:31 م

كتب: محمد أنور

اليوم الاثنين 6 مايو، عيد شم النسيم، أو عيد الربيع، الذى يحتفل به المصريون، عولى الرغم من أن الطبيعة تبدأ في فصل الربيع، وتتزين الأشجار بالأوراق الخضراء، وتسطع الشمس بعد غياب طويل في فصل الشتاء، وتتفتح الأزهار، ويخرج الناس لقضاء أوقات جميلة في هذا الطقس المعتدل للبهجة وكسر الروتين اليومي المعتاد، لكن هناك – للأسف – من يعانون بدخول فصل الربيع، ومعانتهم تكون نفسية فى المقام الأول.. كيف ولماذا؟!.. هذا ما تجيب عنه الدكتوره إيمان عبدالله استشاري العلاقات الأسرية والنفسية.

تقول د. إيمان فى تصريحات خاصة لـ “بيان”، مع دخول الربيع يعانى بعض الشخاص مما يسمى بـ ” الاكتئاب الموسمى ” وهو مرض يصيب الإنسان خلال فترة تغير الفصول المناخية.

وتضبف استشاري العلاقات الأسرية والنفسية، أن شدة الإصابة تتدرج من الاكتئاب النفسي وتغير المزاج إلى الأسوأ، وقد تصل إلى أن يفكر المصاب في الانتحار بسبب الاكتئاب وتغير المناخ المفاجئ بالنسبة له، مؤكدة أن صدمة وجود أشعة الشمس والهواء المنعش يؤدي إلى زيادة الاكتئاب النفسي والتفكير في الانتحار خاصة لمن يعانون من الاكتئاب الشتوى ثم دخول فصل الربيع والإصابة بالاكتئاب والتفكير في الانتحار.

اعراض اكتئاب الربيع

تقول د. إيمان إنه يمكن ملاحظة أعراض اكتئاب الربيع على الشخص الذي يعاني من فقدان الأنشطة التي كان يستمتع بها، مع العزلة عن كل الأقرباء والأصدقاء، ووجود أرق مستمر وتوتر وقلة النوم وقلة في التركيز والتفكير والشعور باليأس وفقدان الأمل، وفقدان الحيوية والإصابة بالكسل، والشعور المستمر بالذنب.

أسباب اكتئاب الشتاء أولا:

والربيع هو الفصل التالى للشتاء، الذى يتسم بقصر النهار مع غياب الشمس والمطر ، ووجود السحب والطقس المتقلب، كل هذه الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة باكتئاب الشتاء، ثم يأتى الربيع.

وقد يكون الإصابة بالاكتئاب الموسمى ذات تاريخ عائلي وبالتالي يأخذ شق الوراثه.

أسباب اكتئاب الربيع

رغم جمال الطقس وتزين الطبيعية والبهجة في الاستمتاع باشعة الشمس، توضح د. إيمان أن أسباب اكتئاب الربيع والعامل الرئيسى فيه هو الهرمونات وتأثيرها على تقلب واعتلال المزاج.

وتضرب مثلا بهرمون “الميلاتونين” هذا الهرمون الذى يؤثر بشكل مباشر في حالة المزاج ونفسية الإنسان، لأن هذا الهرمون خاص باشعة الشمس، وظهور أشعة الشمس بشكل مفاجئ ومستمر يصيب الإنسان بالاكتئاب، ويظهر الاكتئاب على الإنسان المضطرب نفسيا مثل بعض الذكريات المؤلمة التي حدثت له في ذلك الوقت فيتذكرها، وما يحدوث من ردود أفعال الإنسان مع ظروف بيئية التى تحيط به سواء بالسلب أو بالإيجاب.

وأيضا ما يحدث في شهر إبريل من التقلبات الجوية والغبار والهواء والإصابة بأمراض الحساسية (حساسية الربيع) فهؤلاء الأشخاص الذين يعانون من حساسية الربيع هم الأكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب في فصل الربيع مع التغيرات المناخية التي يتعرضون لها.

وأيضا من أسباب الإصابة بالاكتئاب التغيرات الروتينية في هذا الموسم مثل زيادة أو تقليل عدد ساعات العمل، أو وجود سبب صادم او حادث وذكرى أليمة في مثل هذا الوقت، كل ذلك يؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب الموسمى.

اضطراب الساعة البيولوجية

وتوضح د. إيمان أن من الأسباب التي تزيد من اكتئاب الربيع، الاضطراب فى إيقاع الساعة البيولوجية، ما يؤدي إلى خلل في المواد الكيميائية للمخ، والمواد الكيميائية هى التى تتحكم في النواقل العصبية وهى الأهم في الحالة المزاجية لدى كل إنسان.

وظهور أى خلل في الحالة المزاجية للإنسان هو خلل في النواقل العصبية، وأيضا من أسباب اكتئاب الربيع ارتفاع مستوى هرمونى يؤدى إلى الاكتئاب والأرق في النوم.

الحساسيه الموسمية (حساسية الربيع)

ويشتكى كثيرا من الناس من الحساسية الموسمية في فصل الربيع، وهذه الحساسية المنتشرة بسبب حبوب اللقاح في فصل الربيع، ما يؤدي إلى الإصابة بالالتهابات والحساسية التي تؤدي إلى سوء المزاج مع ضغوطات الحياة وفقدان التحفيز والتشجيع، وكذا فقدان أجواء الربيع الجميل.

طرق العلاج

وعن طرق العلاج توضح الدكتورة إيمان أن الطبيب المعالج، لابد أن يشرح للمريض أن هذا الاكتئاب يسمى الاضطراب العاطفي الموسمى، وهو نوع من أنواع الاكتئاب، وغالبا ما يصف الطبيب للمريض دواء مضاد للاكتئاب ومزود بالهرمونات التي يحرم منها المخ مثل هرمون السروتنين.

فى شق أخر من العلاج يبدأ الطبيب أيضا بطريقة تسمى العلاج المعرفي السلوكي؛ عن طريق تحديد الأفكار الخاطئة والمشوهة والبدء المباشر بتعديل مثل هذه الأفكار، وإدارة هذه السلوكيات والأفكار والتقليل من توتر الإنسان المصاب بالاكتئاب، وممارسة الرياضة المستمرة، وتناول الفيتامينات والمعادن، والتعرض للإضاءة القوية لفترات معينة من ٢٠ إلى ٦٠ دقيقة بشكل يومي.