عبد الغنى: نتائج الانقسامات داخل مجلس الحرب الإسرائيلى.. وسيناريوهات المستقبل القريب

كتب: محمد أنور

قال عاطف عبد الغني الكاتب الصحفي والمحلل السياسي رئيس تحرير “بيان” إن الانقسام و الانشقاقات داخل مجلس الحرب الإسرائيلى المصغّر “الكابينت” وتبادل الاتهامات، هو عنوان انتشار الخلافات بين أطراف متعددة من حكومة نتنياهو وتشكيلة “مجلس الحرب” التى تكونت في الحادى عشر من أكتوبر 2023، بعد خمسة أيام منعملية طوفان الأقصى، وهى الجهة المعنية باتخاذ القرارات أثناء الحرب، وتتمثل في رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالنت وقائد الأركان السابق بيلى جانتس ووزير الشؤون الاستراتيجية، وجادى إيزنكون الجنرال السابق بالجيش الإسرائيلى.

وأوضح عبد الغنى من خلال مشاركته فى التغطية المفتوحة للأحداث على قناة النيل الإخبارية مدى اتساع دائرة الخلاف ما بين مجلس الوزراء وبين أعضاء الكابينت.

وأضاف أن هذه الخلافات والانقسامات الأيدلوجيه وتبادل الصدامات بين الجانبين في التأثير على مجلس الحرب المصغر في اتخاذ القرارات، موضحا أن هناك أطماعا لدى جميع الأطراف الموجودة سواء في مجلس الوزراء الكبير أو الكابينت، أو باختصار مباراة سياسية وعسكرية بين المؤسستين السياسية بقيادة نتنياهو، والعسكرية بقيادة وزير الدفاع، الذي يريد تحقيق أهداف استراتيجية، ولا يستطيع التعبير عنها أو إعلانها.

فيما تتلخص هذه الأهداف لدى نتنياهو فى تحرير 130 أسيرا إسرائيليا موجودون لدى حماس والفصائل الفلسطينية، والقضاء على حماس وتفكيكها، هذا فى الوقت الذى يرى فيه جالنت وزير الدفاع الوضع على أرض الواقع ومدى مخاطره، لفرض السيطرة على قطاع غزة.

وقال عبد الغني إن هناك سيناريوهات متعددة لقطاع غزة فى اليوم التالى لوقف القتال، وتم طرحها بعد اندلاع الحرب بشهرين أو ثلاثة، ومن هذه السيناريوهات الحديث عما بعد الحرب وإدارة إسرائيل لقطاع غزة، والسيطرة عسكريا من الجيش الإسرائيلي على القطاع، وهو ما يرفضه الآن جالنت لمخاطره الاستراتيجية.
وهكذا ظهر الخلاف ما بين نتنياهو رئيس الوزراء وبين وزير الدفاع، وقد أشار الرئيس السيسي فى اجتماع مجلس جامعة الدول العربية بأن هناك قادة يريدون استمرار الحرب لتحقيق مكاسب سياسية واستراتيجية، وكان يشير من طرف خفى إلى أمثال نتنياهو.
وقال عبد الغني إن نتيناهو مدرك أن هذه الحرب لن تنتهى بالقضاء على حماس فهذا أمر في غاية الصعوبة، والدليل الواقعى الذى نراه على أرض المعركة عودة حماس إلى الأماكن التي تم اجتياحها من الجيش الإسرائيلى فى شمال ووسط القطاع، وتكبيد الجيش الإسرائيلي خسائر كبيرة، وباتت هناك مخاطر كثيرة تهدد إسرائيل مثل التكاليف المادية والبشرية والآلات العسكرية.

وأضاف الكاتب الصحفى أن التاريخ لن يرحم هؤلاء القادة العسكريين الإسرائليين في مثل هذه الحروب، ولنتذكر كما حدث من محاسبة اجنة أجرانات لتقصير القادة العسكريين الإسرائليين بعد حرب أكتوبر 73.

وأكد عبد الغنى على استغلال نتنياهو للوضع الراهن في استمرار الحرب لتحقيق مكاسب سياسية واستراتيجية واتخاذ الدين والعقيدة غطاء سياسي لهذه الحرب واتخاذ القرار الفاجر بإنهاء حلم إقامة دولة فلسطين وتصفية القضية الفلسطينية، وقيام دولة الرب أو مملكة إسرائيل، وكل ذلك بدعم كامل من الولايات المتحدة التي تتحمل كل التمويلات المادية والعسكرية، وكل ذلك من أجل تحقيق مصالح استعمارية.

واوضح عبد الغنى أن إسرائيل تستطيع أن تعوض خسائرها المادية من أثرياء اليهود الذين يسيطرون على الاقتصاد الأمريكي والمصالح الرئيسيه في إدارة اقتصاد أمريكا، وبرغم كل هذا الدعم فإن الكابينت ومجلس الوزراء الإسرائيلي قلقون ويشعرون بمدى تأثير قراراتهم في إدارة الحرب الموجودة الآن، وأن الشعب الإسرائيلي منقسم ومختلف في آرائه تجاه هذه الحرب، وكل هذه الانقسامات تنعكس على حكومة نتنياهو، وتظهر استطلاعات الرأى مثل هذه الانقسامات.
وقال إن القادة العسكريين أيضا لديهم احساس يسيطر عليهم بالفشل في تحقيق الأهداف المقصودة، والشعور بالذنب تجاه أخطاء كبيرة، وعدم وجود تصور أو خطة لادارة القطاع بعد إنهاء الحرب.

وانتهى عبد الغنى إلى القول إنه يتوقع أن تستمر هذه الانقسامات والخلافات بين وزير الدفاع الإسرائيلي جالانت ومعسكره، ونتنياهو ووزراء اليمين المتطرف فى حكومته مع استمرار الوضع العسكري الراهن وعدم القدرة على السيطرة على قطاع غزة، وغالبا سينتهى الأمر بتفكك الحكومة، الحالية، والمجىء بحكومة تقبل بالمفاوضات مع الفلسطنيين لإقامة دولتهم، لكن هذه المفاوضات لن تسفر عن حل نهائى فى وجود معضلة القدس بين الطرفين.

شاهد الفيديو:

طالع المزيد:

لماذا تحتفل مصر بذكرى تحرير سيناء؟.. الكاتب الصحفى عاطف عبد الغنى يجيب | فيديو

عبد الغنى: الصراع بين إيران وإسرائيل تحركه مشاريع اليهود والشيعة الأسطورية

زر الذهاب إلى الأعلى