محمد أنور يكتب: الأسرة الخامسة والعشرون من التاريخ المصري

بيان

وضع أحمس الأول النواة الأولى للإمبراطورية المصرية، وانضمت بلاد النوبة السفلى والعليا إلى مصر وأصبحت جزأ لا يتجزأ منها، وتأثرت تماماً بالثقافة المصرية، وانتشرت فيها المعابد التي كانت بمثابة مراكز ثقافية يتعلم فيها الناس الدين والعلم والثقافة المصرية (القرن السادس عشر قبل الميلاد).

استمرت بلاد النوبة بأقليمها تابعة لمصر حتى القرن الثامن قبل الميلاد، إلى أن ظهرت أسرة قوية من الأمراء النوبيين استطاعت أن تقبض بيد من حديد على جميع مناطق النوبة، العليا منها والسفلى، منتهزة فرصة النزاع الذي كان قد عم مصر.

وورد إلينا من أسماء هذه الأسرة اسم الملك (ألارا) وخلفه ابنه (كاشتا) ثم تربع بعد ذلك على العرش الملك (بعنخي) الذي استطاع تحقيق الحلم وتمكن من دخول مصر منتصراً وتنصيب نفسه ملكاً عليها، وأسس بذلك الأسرة الخامسة والعشرين من التاريخ المصري، وكان أهم ملوك هذه الأسرة (بعنخي، شباكا، شباتاكا، طهارقا، تانوت أماني).

اشتبكت مصر في حرب عوان مع دولة الآشوريين وظلت الحرب سجالًا بينهما. واستطاع آشور بانيبال في آخر الأمر، وبعد محاولات كثيرة، أن يهزم طهارقا ويدخل مصر عام 670 قبل الميلاد.

استقر الآشوريون في الدلتا وتركوا مصر العليا للفرعون النوبي الذي استطاع بعد فترة من الزمن أن يرجع إلى الدلتا ويقضي على الحامية الآشورية فيها. إلا أن آشور كانت واقفة بالمرصاد، وما لبث الملك الجديد آشور بانيبال أن أرسل جيشًا قويًا ورد الدلتا إلى الحكم الآشوري. ثم سار إلى مصر العليا ودخل طيبة دخول الفاتح المنتصر. واضطر طهارقا إلى الرجوع إلى عاصمته الجنوبية في نبتة حيث بقي في مأمن من عدوه اللدود الآشوري. واستمرت دولة نبتة تحت حكم السودان القديم فترة تزيد على ثلاثة قرون (663-298 قبل الميلاد).

أخذ ملوك النوبة منذ انفصالهم تمامًا عن مصر، يتجهون بجهودهم نحو الجنوب. وكانت مدينة مروي التي تنافس العاصمة القديمة نبتة بمثابة مفتاح الطرق التي توصل إلى أراضي الجزيرة الخصبة وأراضي كردفان. ثم الطرق الموصلة إلى مناطق الذهب في الصحراء الشرقية، وتلك الموصلة لبلاد الحبشة.

اقرأ أيضا للكاتب:

محمد أنور يكتب: الإنسان قاموس غامض

محمد أنور يكتب: الشيعة

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى