محمد فؤاد يكتب: أولاد الأصول هذا الزمان
أولاد الأصول هم رمانة الميزان فى الحياة التى نعيشها.. أولاد الأصول هم من يقومون بعمل توازنًا فى حياتنا.. أولاد الأصول هم الصفوة التي خلقها الله – سبحانه وتعالى – لكي تُهوِّن على الناس وتُخفف عنهم الأحزان والهموم ؛ لأن ضغوط الحياة كثيرة جدا والناس -للأسف – تغيرت هذه الأيام، لكن أولاد الأصول لا يتغيرون تحت أي ظروف أو أي ضغوط حياتية،،
أولاد الأصول مشهورون بالطيبة والسمعة الحسنة والعطاء والصبر، والوقوف بجوار أصحابهم أوقات الشدة، وهم يقدموا الخير ويعطون ويمنحون بلا مقابلز
أولاد الأصول وبنات الأصول كالغصن ينحني من كثرة ما عليه من ثمار؛ كالنخلة التي يقع منها الثمار من ثِقل ما تحمله من خيرات، وكذلك ابن الأصول يتواضع و ينحني لشدة العطاء وشدة التواضع والكرم..
نحن في هذه الأيام الصعبة التى تواجه العالم كله، فى احتياج تام لأولاد الأصول كى تهون علينا مشقة الحياة من حولنا جميعًا أولاد أصول مهما نقول عنهم لن نفيهم حقهم.
يحضرني برنامجًا من الزمن الجميل للفنان فؤاد المهندس، واسمه “كلمتين وبس” صباح كل يوم فى الإذاعة، كان يطرح فيه معنى أولاد الأصول أنه ليس غنيًّا أو فقيرًا أو من يرتدي “ برندات” ويضع أغلى “البرفانات”، أولاد الأصول الذين تربوا فى بيوت تعرف الأصول..تربوا على الأدب والأخلاق والسلوك الحسن.
أولاد الأصول يحترمون الكبار ويرحمون الصغار و يحافظون على تصرفاتهم مع جيرانهم، ويحافظون على مشاعرهم ويبجلون الكبير و يعطفون على الصغير، أولاد الأصول يعيشون بالسمعة الطيبة، لذلك يتذكرهم الجميع دائما بالخير والعطاء.
أولاد الأصول تذهب إليهم بهمك ثم تعود بلا هم، إنهم يربتون على كتفك ويهونون عليك الحياة ومتاعبها وآلامها، إنهم يعطون من حولهم طاقات إيجابية، حينما تطلب منهم أي شيء تجدهم هم السابقون، ولا يجعلونك محرجًا، إنهم يشعرون بالإنسان الآخر، هذا ما يمتلكونه حقا.
أولاد الأصول يتميزون بالأخلاق الطيبة، بالإضافة إلى نبل الأخلاق الذي يلتمسه كل من يخالطهم ويتعامل معهم، فتجد منهم من يتقلد أعلى المناصب ورغم ذلك يترك بابه مفتوحًا لكل موظفيه ليعرضوا أي شكوى، تجدهُ يتجول وسط الجميع في عمله، على عكس غيره الذي يظل طالبًا رؤيته بالشهور لكي يقابله.
وعلى النقيض هناك من يؤذون من حولهم ويعطونهم طاقه سلبية، وربما يبلغون بمعلومات خاطئة ليوقعوا من حولهم في مشكلات، إنهم يوفرون تلك المعلومات لإيذاء من حولهم، ليس لديهم فقط سوى أذى البشر، رغم أن الله- سبحانه وتعالى – يحاسب الناس على القدر الذي يمنحونه لغيرهم من عطاءز
لولا أولاد الوصول لكنا غرباء، ولكن البُشرى أنهم موجودون حولنا فالخير في وفى أمتي إلى يوم الدين، كما علمنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فالحياة تحمل بداخلها الخير والشر ولكن لابد أن نتبع أولاد الأصول، ونتعلم من اولاد الأصول تقليدهم، فتعلم السلوكيات الجيدة و جبر الخواطر، وقضاء حوائج الناس شيء عظيم جدا بأقل الأشياء مهما كان بسيطًا، إنَّ الكلمة الطيبة هي أعظم صدقة .
أولاد الأصول يتميزون بالقناعة، وكما نقول عنهم بالعامية “عينهم مليانة”، وكرامتهم هي أغلى شىء وضميرهم حي، يحافظون على المال العام ولا يرتشون ولا يمدون أيديهم، يتميزون بالسمعة الطيبة هم وعائلتهم ويقال عن أيٍّ منهم “ اتربى على طبلية ابوه”، ومن كثرة أدبهم وأخلاقهم وقناعتهم يُقال عن كل واحدٍ منهم تعاملت معه “يشم ايده يشبع”، إنهم لا ينظرون لما في يد غيرهم، ولا ينظروا لغيرهم لتفضُلِهم في شيء ميزهم به الله -سبحاته وتعالى- ودائما يشكرونه على نعمه التى لا تحصى ولا تعد .
إن أولاد الأصول يقدمون خدمات لكل الناس من حولهم من أجل رب الناس، إن البشر جميعا أولاد ناس، نالوا قسطًا من التربية، ولكن ليس كل البشر أولاد أصول، إن سلوكك الحسن يجعل من حولك يدعوا لمن قاموا بتربيتك، وفقا للقول المأثور “اجعل من يراك يدعوا لمن رباك”، ليكن ضميرك مستيقظًا حسن الخلق جيد اللسان سهل العشرة حتى تكن واحدًا من أولاد الأصول. وكل من يتعامل معك يدعوا لوالديك لحسن تربيتك.