أسماء خليل تكتب: البوصلة بيد مَنْ ؟!
بيان
لا شيء يأتي من فراغ، فحينما يلتف الناس حول قضايا بعينها؛ حتمًا يكون لها مرجعية ذات أثر داخل نفوسهم، واقتصت جزءً من وجدانهم، أو ربما مروا بأحداث شبيهة حول تلك الظاهرة أو القضية.
رضوى أم ياسمين؟!..ياسمين أم رضوى؟!..البوصلة بيد مَنْ؟..إلى أي اتجاه فكري تسير دفة المرأة أو الرجل؟!.. وأيهما تحمل فلسفة صحيحة مُنضبطة لبنات جيلها بالأخص؟.
هناك كثير من الإعلاميات تتحدثن بشكل يومي أو أسبوعي، ولا تتركن أي أثر، وتمر الواحدة منهن بحديثها مرور الكرام، علاقة بحتة لا تؤثر كثيرًا في المشاهد، يتلقى من خلالها معلومات هو في حاجة لمعرفتها وفقط.
ولكن حينما طرحت الإعلامية رضوى الشربيني آراءها، والتي وجدت كثير من النساء فيها تلاقي فكري مع ما تقول؛ كان ذلك لأسباب مُتعددة، منها معاناة الكثيرات من شيء لا تستطعن وصفه، فقد حصُلت- أمام العالم – على حقوقها، والتي نص عليها الدين بسماحته منذ أكثر 100عام.
ولكن..هناك مجموعة من الحقوق المعنوية كانت مُهدرة، حيث وجدت كثير من النساء أن زوجها يعطيها أجرها من كل شيء مادي، ولكنه في المقابل يحرمها من الكثير، فيستحِل لنفسه النقد اللاذع بشكل مستمر أو مُنقطع لأنه يملك رأس المال، وربما منهم من يُهين المرأة لفظيًّا بحجة أنه مُنهك في العمل، فالحين أنه ربما يصمت ويستريح من عناء العمل، مُرورًا بتعارف الكثير من الأزواج على فتيات، بعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، وتكون الفتوى الموجهة للمرأة أنها تعالج الأمور بلامُبالاة، كانت تفعل..ولكن يبقى في داخلها شيء.
لمست رضوى جروح كثير من النساء اللاتي تعانين الحرمان العاطفي والإهمال والخيانة….إلخ، ووصفت ما عجزت كثير من الألسن عن قوله، فوجدت الكثير من المُريدين، وخاصة أنها أرشدتهن لتلك القاعدة السحرية بأن كثير من الرجال الواحد منهم يعشق مُعذبَتِهِ، لم تكُن تُبالغ، ولكنها كانت تخاطب فئة مُعينة من النساء، وليس كلهن من السعداء في علاقتهن الزوجية.
وعلى النقيض، بعد حصول المرأة على الكثير من القوانين التي كانت تظلمها بالأمس، باتت هناك قوانين أخرى ربما يشعر الرجل بالظلم فيها وعلى رأسها الخُلع، فأصبح هناك فئة من الرجال مظلومة، لأنهم كانوا حَسَنِي العشرة مع زوجاتهن، ورغم ذلك افترت المرأة، ولم تمنحهم حقوقًا من أي نوع، والأكثر أنها أخذت كل شيء وخلعت، ورغم كل ما تمتلكه المرأة من رقة قلب؛ إلا أن هناك فئة من النساء حينما تتمكن وتمتلك زمام الأمور تُطيح بالرجل، فتلك المرأة لا تحب الرجل الطيب، وحينما ظهرت“ياسمين عز”، تقول لذلك الرجل الذي يشعُر بغُصة في قلبه، على المرأة أن تقول لزوجها “يا فرعون”، لمست تلك الكلمات مشاعر الرجل “المطحون الشقيان” شريك الزوجة“المُفترية”.
لكل مقامٍ مقال، وهناك الكثير من البشر مازالوا في انتظار إلى من يتحدث عنهم بوصف حالات مُشابهة، ما يُثلج صدورهم ويُشعرهم بأنهم ليسوا منفردين وسط العالم.
المرفوض في الأمر، هو الانحياز الذي يقود ل“العنصرية”، التي تؤدي بدورها للكره والنبذ والعنف، وربما بعد ذلك إلى القتل.
وما بين المُنجذبين لرضوى والمُريدين لياسمين، هناك نوعٌ آخر من البشر لهم بوصلة توجههم دائمًا، كالمؤشر بالقلوب الذي يرشد صاحبه نحو الصواب والخطأ، إنهم يتكئون على قاعدة دينية، لها مرجعية تَقدُمية، تدفع صاحبها نحو مستقبل أفضل، يغفرون ويصبرون وينصحون؛ إلى أن ينصلح حال شركائهم، ولا يبتغون أجرًا سوى من الله.
مهما حاول الآخرون التأثير على بوصلة قلوبنا، لتسير في سفينة بحور تجاربهم الشخصية؛ لابد أن يكون لنا عقولٌ تشير علينا أن لدينا حياة مختلفة، تدعونا لمزيدٍ من التكيف.