رفعت رشاد يكتب: كلام الناس
خصص الكاتب الكبير رفعت رشاد مساحة مقالة بصحيفة “الوطن” لرسائل القراء.. والرسائل المنشورة تعكس بلا شك وعى لا يقل عن وعى كثير من الكتاب، والمفكرين المهمومين بالشأن العام، وأحسن صاحب المقال صنعا أن أطلعنا على نبض الناس وتفاعلهم، مع ما يكتبه، وما يرصدونه هم من أحوال المجتمع والناس.. ولا نبالغ فيما ذهبنا إليه، وتستطيع أن تقرأ السطور التالية، وتحكم بنفسك:
هذه المساحة يحررها قراء «الوطن» كل أسبوع – لاحظت أنك تكتب عن قضايا مجتمعية عامة تهم كثيرا من الناس، مثل مشكلات المترو وازدحام الشوارع وأحوال التعليم والصحة وإهمال المحليات وسيطرة التكاتك وارتباك الحالة المرورية وغير ذلك من الموضوعات والمسائل التى يمكن لو تم حلها توفير الراحة للمواطنين.
ومع ذلك لم أجد مسئولاً واحداً رد على مقال من مقالاتك، هل الجريدة لا تصل إليهم؟ أم أن المسئولين أصبحوا لا يقرأون الصحف؟ أم أن فى عدم ردهم تعالياً على المواطنين ولا مبالاة بما تناقشه؟ حلمى شعلان – بالمعاش – عندما أقرأ عن أسعار تذاكر حفلات الساحل الشمالى التى ينظمها عمرو دياب أو تامر حسنى أو غيرهما من المغنين تصيبنى مشاعر مختلفة كلها سلبية.
أدرك أننى وأمثالى ممن أفنوا أعمارهم فى مجال التعليم، هم فقط أفنوا أعمارهم! ولم يحققوا أى نتيجة.
لو كنت طبالاً أو عازفاً مع أحد هؤلاء المطربين لكنت فى بحبوحة من العيش، وكنت أستمتع بالاسترخاء نهارا فى مياه الساحل الشمالى وأجنى المال الوفير ليلاً.
فى نفس الوقت أتساءل: هل يوجد من يشترى تذكرة بثلاثين ألف جنيه لكى يستمع إلى مغنٍ؟
30 ألف جنيه يمكن أن تجهز عروسة لأسرة فقيرة! لكنها تذهب فى ساعات قليلة إلى جيوب أهل المغنى.
أحمد عبدالعزيز – مدير عام بالتعليم سابقاً- الدنيا حظوظ ومزادات كما يقول المفكر الكبير مرسى الزناتى، أحد زعماء مدرسة المشاغبين، الذى ظهر مع ظهور الانفتاح الاقتصادى، الذى قال به أنور السادات فى السبعينات.
بالنسبة للمزادات لم تعد تحقق الأهداف الكبرى للمحظوظين لكنها رمز لمن يحصلون على المال الوفير.
أما الحظوظ فهى موجودة بالفعل.
أسأل نفسى سؤالاً: هل يتساوى فى الموهبة عبده الحامولى والمطرب المعاصر فلان الفلانى؟ والإجابة بالطبع لا، إش جاب لجاب، عبده الحامولى صيته وصل إلى إستانبول عاصمة الخلافة نفسها فى زمن لم يكن فيه وسائل إعلام من أى نوع، لكن من سوء حظ الحامولى أنهم لم يكونوا اخترعوا أجهزة تسجيل الصوت بعد، كما أن ظهور المطرب كصورة لم يكن فى الأحلام ولذلك فقدنا ثروة فنية من فنان مثل عبده الحامولى وسيد درويش وغيرهما.
ومن حسن الحظ أن الاختراعات الحديثة لتسجيل الأصوات وتصور الأشخاص ظهرت فى زمن ظهر فيه أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ وفريد الأطرش وشادية ونجاة وغيرهم ممن أمتعونا بالغناء والتمثيل وصاروا جزءاً لا يتجزأ من تاريخنا الفنى.
د. همت الجازولى – حلوان- كان الشيخ محمد رفعت يتوجس من مسألة تسجيل صوته خلال قراءته القرآن فى الإذاعة.
اعتقد أن ما يفعله بدعة من بدع الشيطان وأنه يرتكب فعلاً حراماً، لذلك بعد أن سجل القرآن كله أو غالبية سوره طلب تدمير الأسطوانات التى سجلها للإذاعة.
لم يستطع القائمون على الأمر وقتها منعه من تنفيذ رغبته فتم بالفعل تدمير عدد كبير من الأسطوانات، كما أن صناعة الأسطوانات فى ذلك الوقت كانت من مادة لا تتحمل درجة الحرارة العالية التى فى مصر فتلفت الأسطوانات وضاع جزء كبير مما سجله الشيخ رفعت من القرآن، وتم إنقاذ الجزء الذى نستمع إليه بأعجوبة من خلال نقله على أسطوانات أخرى ورعاية تلك الأسطوانات حتى تم اختراع الأسطوانات الحديثة ونقلها عليها لتجعلنا – خاصة فى شهر رمضان – نعيش مع ألحان السماء للشيخ رفعت.
صبرى عبدالتواب – المنوفية