رفعت رشاد يكتب: عودة المحليات

بيان

فى هذا المقال للكاتب الكبير رفعت رشاد، نعرف خبر مهما بخصوص المجالس الشعبية المحلية، وما تمخض عنه النقاش حولها فى “الحوار الوطنى” الدائر الآن، المقال منشور فى صحيفة ” الوطن” وفى التالى نصه:

بعد غياب استمر ما يزيد على ١٢ عاما – منذ ٢٠١١ – ينتظر أن تعود المجالس الشعبية المحلية بعد أن انتهت لجنة الحوار الوطني من مناقشاتها حول النظام الانتخابي الجديد للمجالس الشعبية المحلية التي تمثل الجناح الشعبي المنتخب للإدارة المحلية والتي تراقب أداء الجهاز التنفيذي الممثل في المحافظات والمراكز والمدن والأحياء والقرى.

غياب المجالس الشعبية المحلية طوال هذه المدة كان له آثار جانبية سلبية فلم يكن هناك من يراقب أداء الأجهزة التنفيذية في متخلف المجالات فوجدنا الشوارع استبيحت للباعة ولكل من ينتهك حرمتها سواء على الرصيف أو في حرم الشارع.

صار الباعة يقيمون صروحا لبيع الفاكهة والخضر والمشروبات ، بل يقيم غالبيتهم أماكن للمبيت له ولعائلته، فلم يعد البائع يغادر – فرشاه – بعد انتهائه من البيع في نهاية اليوم.

صار هناك توافق وتبادل مصالح بين الباعة والمخابز التي تشغل نصف مساحة الشارع أمامها وبين موظفي الجهاز المحلي التنفيذي الذي إذا كان مخلصا في أداء عمله، فإن العبء كبير جدا عليه ليتابعه، فصار من الأسهل أن يترك كل فرد يفعل ما بدا له.

مساحة العمل بالمجالس الشعبية المحلية واسعة يمكنها أن تستوعب آلاف الأعضاء الذين يمكنهم المشاركة في أداء دور مهم لتحسين الحياة للمواطنين خاصة في المدن الكبيرة التي يصعب فيها على المواطن إنجاز مصلحة عامة أو خاصة، ولا ننكر أن سلطة الرقابة التي يتمتع بها عضو المجلس المحلي عنصر مهم في ردع المنحرفين في الجهاز المحلي التنفيذي.

كما أن المجالس الشعبية المنتخبة التي تضم ما يزيد على خمسين ألف عضو في المستويات المختلفة للمجالس هي بمثابة معامل تدريب ممتازة لتخريج كوادر سياسية قادرة على استرداد أرضية العمل السياسي الحزبي الذي افتقد الكثير من أصحاب الخبرة في الفترة الماضية.

ومن الإيجابي أن تتفق الأطراف المشاركة في الحوار الوطني على أن يكون نظام تشكيل المجالس المحلية بنسبة ٧٥٪ بالقائمة المغلقة و ٢٥٪ بالقائمة النسبية.

الاتفاق بين أطراف الحوار إيجابي ولكني أرى أن تدريب المرشحين على الانتخابات والاحتكاك مع الجماهير في الشارع أمر أكثر إيجابية.

ويجب دفع الأحزاب المرشحين لخوض الانتخابات بكل تفاصيلها وتدريبهم على مهارات الانتخابات حتى يكون لدينا جيل جديد من القادرين على خوض الانتخابات وتجديد النشاط السياسي الحزبي.

كما أن متابعة انتخابات المجالس الشعبية المحلية ستكون مرآة لانتخابات النقابات المهنية والعمالية وكذلك انتخابات مجالس الإدارة والجمعيات العمومية في الشركات وهذه الانتخابات مجتمعة أرضية واسعة وقوية للتثقيف والتدريب الانتخابي.

اقرأ أيضا للكاتب:

رفعت رشاد يكتب: أوبنهايمر

رفعت رشاد يكتب: عودة إلى النظام الانتخابي

زر الذهاب إلى الأعلى