تاريخ أغفله التاريخ: الجديد فى الحرب الجوية على الجبهتين السورية والمصرية فى أكتوبر ٧٣

أحمد أبو بيبرس

سردية يكتبها: أحمد أبوبيبرس

من موقع منتدى ( السيف الدمشقى ) السورى ظهرت معلومات جديدة تنشر لأول مرة على مسئولية المنتدى المذكور عن الصراع الجوى على الجبهتين السورية والمصرية خلال حرب أكتوبر المجيدة.

ونظرا لأهمية التقرير وما به من معلومات جديدة تستحق الدراسة والفحص سنستعرض فقرات من تقرير طويل جدا يحمل عنوان: “حقيقة خسائر سلاح الطيران الإسرائيلي في حرب 1973 ​”

منشور على صفحة المنتدى الدمشقى

إحتوى ذلك التقرير على معلومات خطيرة منشورة لأول مرة عن أساليب وتكتيكات خاصة إستخدمها الطيران الإسرائيلى فى حرب أكتوبر المجيدة 1973 على الجبهة السورية بالدرجة الأولى ثم المصرية بدرجة أقل.
ــ نظرا لأهمية الجبهة السورية للعدو الإسرائيلى وقربها من الحدود الإسرائيلية فقد قام العدو خلال الأيام الأولى من الحرب بتركيز جوى شديد عليها بالغارات الجوية الهستيرية ونظرا لتفوق الدفاع الجوى السورى وكثافته فقد قام العدو الإسرائيلى بإطلاق كمية كبيرة من الطائرات المسيرة بدون طيار أمريكية الصنع نحو الدفاعات الجوية السورية بكثافة وقد حصل عليها مؤخراً قبل الحرب .
كانت شيئا جديدا تماما فى ذلك الوقت وكلما أراد العدو شن ضربات جوية مركزة داخل سوريا وحول دمشق وعلى مستودعات الطاقة والوقود هناك أطلق فى الجو هذه الطائرات، بغرض شغل الدفاع الجوى وتضليل بطاريات الصواريخ السورية إلى ان تتمكن مقاتلات سلاح الجو المعادى من شن غاراتها المحددة دون أن يلاحظها الدفاع الجوى السورى المشغول بالتصدى للطائرات الخداعية الموجهة بدون طيار حيث كانت هذه الطائرات الموجهة بدون طيار تساهم فى تقليل الخسائر بدلا من تعرض الطائرات الحقيقية المقاتلة لنيران وصواريخ بطاريات الصواريخ السورية الفتاكة
ــ كان يتم إطلاق هذه الطائرات من طائرات مستودعات نقل عسكرى بالأساس لإغراق الدفاعات السورية بالعديد منها
ـ تسببت هذه الطائرات فى بلاغات واردة بأرقام كبيرة عن خسائر غير حقيقية وقعت فى صفوف طيران العدو الإسرائيلى وهى لم تحدث فى الواقع وإنما كان الكثير منها وقع فى الطائرات الإسرائيلية الموجهة بدون طيار

ـــ أطلق العدو حوالى 120 طائرة مسيرة ( درونات) طوال الأيام الأولى المعركة كان الجزء الأكبر منها خلال الأسبوع الأول من بدء القتال إلى ان نفذت الكميات من مستودعات سلاح الجو الأمريكى أصلا لأنها لم تكن منتجة بكميات كبيرة وإنما كانت تخضع للإختبار وكان الغرض الأساسى من إنتاجها هو تجربة صلاحيتها امام الدفاعات الجوية الفيتنامية أثناء حرب فيتنام

ــ يضيف التقرير أن 61 طائرة خداعية من الطائرات الموجهة بدون طيار ظهرت على شاشات الرادارات السورية ضمن الظهور الرادارى الكاذب وإحتسبت بالخطا ضمن خسائر العدو الحقيقية
ـــ بعد عمل حصر شامل لخسائر طيران العدو الإسرائيلى على الجبهة السورية وإستبعاد الأعداد المبالغ فيها بسبب هجمات الدرونات الخداعية تبين ان الرقم الحقيقى لا يزيد عن 128 طائرة إسرائيلية فقط تم تدميرها
( حيث كانت الأرقام المذكروة من قبل فى الحرب خيالية جدا منها على سبيل المثال سقوط 83 طائرة إسرائيلية يوم 11 اكتوبر 1973 وحده ..!!! وطبعا هذا غير مقبول او منطقى ابدا سقوط كل تلك العدد من الطائرات فى يوم واحد فقط)
– أفاد التقرير معلومة جديدة وهامة أنه تم إصابة 28 طائرة إسرائيلية أخرى بصاروخ سام 7 المحمول على الأكتاف دون إسقاط أو وقوع ..
يؤكد إدجار أوبلانس المؤرخ العسكرى البريطانى الشهير صحة هذه الحقيقة فى كتابه عن حرب اكتوبر حيث قال أن الشحنة التدميرية لرأس صاروخ سام 7 الموجه المحمول بواسطة جندى واحد لم تكن كافية فى كثير من الأحيان لتدمير طائرة حربية إسرائيلية وأنه كان يحدث فى فوهة عادم الطائرة الإسرائيلية بعض التلفيات التى كان الجانب الإسرائيلى يتكفل بعلاجها فى خلال ثلاثة أيام فقط وتعود الطائرة إلى الخدمة من جديد .وهذا يفسر قلة الطائرات الإسرائيلية المسقطة بواسطة الصواريخ العربية من هذا النوع.
وكذلك يؤكد المقال قيادة الهليكوبترات الإسرائيلية الأمريكية الصنع من طراز كوبرا بواسطة طيارين أمريكيين وإطلاق الصواريخ المضادة للدبابات منها على الأرتال المدرعة السورية فى معارك الجولان.
ــ وصل للعدو عدد 50 طائرة ميراج من جنوب إفريقيا إستخدمها فى المعركة.
ــ يوجد 17 إصابة (غير مؤكدة) فى صفوف الطائرات الإسرائيلية تعرضت لها من نيران الطيارين السوريين ولم تحتسب كإسقاطات فى الحرب.

وعلى الجبهة المصرية يذكر التقرير الأتى:

الخطير أنه ــ وفقاً لما هو مذكور بالمقال ــ حاول العدو الإسرائيلى إستخدام نفس الأسلوب ( الطائرات الموجهة بدون طيار) على الجبهة المصرية يوم 13 اكتوبر 1973 إذ تم تعبئة طائرتين للنقل العسكرى من طراز هركيوليز C- 130 بكميات من الدرونات من احد مطارات سيناء ( تقريبا مطار المليز ) إلا أن حادثة مفجعة وقعت حيث إصدمت الطائرتين ببعضهما البعض عند إقلاعهما من المطار وسقطتا مشتعلتين وقتل من فيهما من الطواقم الإسرائيلية وفشت العملية برمتها وقد شهد تلك الواقعة خبير عسكرى فرنسى كان موجودا بالمطار يعمل كفنى صيانة على أسراب الميراج وقد نشرت المخابرات البريطانية معلومات عن هذه الحادثة لأول مرة عام 1989.

ــ فشلت محاولات إطلاق الإسرائليين لطائرات موجهة بدون طيار من ميناء إيلات.
ــ من الغريب أن المقال قلل من اعداد الطائرات الإسرائيلية التى تم إسقاطها على الجبهة المصرية إلى 82 طائرة إسرائيلية فقط أولا عن اخر ..!!!!بما فيهم الهليكوبترات !!!.
وهذا يعتبر مستحيل لأن خسائر العدو المؤكدة الثابتة بواسطة حائط الصواريخ وحده هو 164 طائرة إسرائيلية من كافة الأنواع بخلاف ما تم تدميره بواسطة صواريخ سام / 6 المتحركة التى اسقطت للعدو وحدها من 60 إلى 75 طائرة.
بخلاف ما اسفطه الطيارون المصريون فى المعارك الجوية التى دارت بين سلاح الطيران المصرى والإسرائيلى يعنى مثلا لو قمنا بجمع هذه الأرقام معا ستقترب الخسائر الجوية الإسرائيلية إلى أقل 300 طائرة.

ــ فى معارك الثغرة يذكر التقرير دور واضح للمدافع المصرية المضادة للطائرات من طراز الشيلكا عيار 23 ملم المحمولة على عربات مجنزرة فى محاولات التصدى للطائرات الإسرائيلية المغيرة.
ــ إعتماد القيادة المصرية فى الحرب على إثبات أكثر من مصدر واحد لإثبات سقوط طائرة إسرائيلية خلال المعارك كان خطأ لأنه ادى إلى التشتيت والوقوع فى اخطاء التسجيل المتكررة حيث كانت تعتمد على.
ــ شهادات الطيارين لإسقاطات زملائهم.
ــ أجزاء وقطع من الطائرات المحطمة.
ـ صور ملتقطة من كاميرات طائرات الميج المصرية.
ــ صور ملتقطة من مواقع أرضية.
ــ محاضر الشرطة ـ إن وجدت ـ فى المحافظات المختلفة التى سقطت بها طائرات معادية لحوادث القبض على الطيارين الأسرى كما يدعى المقال أن كل تلك البنود والإجراءات أتت بطريقة عكسية فى بعض اثبات حالات إسقاط مبالغة غير حقيقية..!! وفقا لما هو مذكور بالتقرير.

ــ صرح التقرير أيضاً بأنه خدم لدى القوات الجوية الإسرائيلية فى الحرب حوالى( 30 الف خبير عسكرى) وضابط أمريكيين ينسب إليهم إستخدامهم لصواريخ التاو الأمريكية الصنع المضادة للدروع بشكل مباشر على الجبهة المصرية يوم 14 أكتوبر 1973 فى عملية تطوير الهجوم الفاشلة نحو الممرات الإسترايجية.
ــ نقلا عن المصادر الغربية والإسرائيلية تم تدمير 44 بطارية دفاع جوى مصرى طوال أيام الحرب.

أضـــواء

ـــ تعتبر المعلومات الواردة بذلك التقرير للباحث الإستراتيجى جديدة تماما ولم يتم تداولها من قبل خصوصا المعلومات الخاصة بالجبهة السورية وقصة طائرات الدرونات الخداعية الإسرائيلية ونحتاج إلى مزيد من إلقاء الضوء على ماورد من وقائع حول هذه القصص الجديدة والبحث عن دلائل ومعلومات تثبتها أو تنفيها من كافة المصادر خاصة أن البيانات المصرية لاتتحدث عن هذه الطائرات المسيرة بدون طيار سوى أنها كانت من طراز شوكار وريان بى وقد أسقط بضع طائرات من هذا النوع فى مرحلة مابعد وقف إطلاق النار الثانى وكان ذلك فى شهر ديسمبر عام 1973

ــ بخصوص مسألة وصول طائرات ميراج جديدة للعدو الإسرائيلى بعدد 50 طائرة يفسر ذلك كثافة الطلعات الجوية المعادية غير العادية بطائرات الميراج فى النصف الثانى من الحرب ما بعد يوم 16 اكتوبر 1973 وكذلك إفادات الطيارين المصريين عن تغير أساليب قتال الطيارين الإسرائيليين بأسالب قتال جديدة لم يعهدها الطيارين المصريين من قبل من طيارين العدو الإسرائيلى.

وكان يوجد شك بأن هؤلاء طيارين أجانب مرتزقة يعملون لصالح السلاح الجوى الإسرائيلى والمقال يؤكد صحة هذه الفرضية بما يخرجها من دائرة الشكوك إلى دائرة اليقين وبذلك تكون إسرائيل لم تتلقى مساعدات عسكرية أمريكية فقط خلال الحرب من الجسر الجوى الأمريكى وحسب وإنما من دولة جنوب أفريقيا العنصرية هى الأخرى.

.. ومازات هناك اسرار خفية عن حرب السادس من اكتوبر 1973 لم تظهر للعلن بعد.

…………………………………………………………………………………………………..

الـمــصــادر :
حقيقة خسائر سلاح الطيران الإسرائيلي في حرب 1973​المنتدى الدمشقى ـ مهيد عبيد باحث فى الدراسات الإستراتيجية ــ يونيو  2018

ـــ رابط التقرير فى مصدره الأول:
https://army-tech.net/forum/index.php? threads/حقيقة-خسائر-سلاح-الطيران-الإسرائيلي-في-حرب-1973.14751

اقرأ فى هذه السلسلة:

زر الذهاب إلى الأعلى