د. ناجح إبراهيم يكتب: القمص أرسانيوس.. والعزاء للوطن
كتب د/ ناجح إبراهيم مقالاً بعنوان: “القمص أرسانيوس .. والعزاء للوطن، “وتم نشره في جريدة الوطن وهذا هو نص المقال:
• نحيي ونشارك الإمام الأكبر د/ أحمد الطيب في عزائه للبابا/ تواضروس في مقتل القمص/ أرسانيوس وديد، كاهن كنيسة السيدة العذراء وماربولس بالإسكندرية بل نعزي الوطن كله, وندين هذا العمل الإجرامي بكل قوة, ونعتبره نوعا من البغي والظلم الذي لا يقره دين ولا ضمير, ونبرئ الإسلام والأديان من كل الجرائم ونقرر ونكرر كل ما قلناه عبر سنوات طويلة:
• أن كل الأنفس معصومة ” نفس المسلم والمسيحي واليهودي والبوذي والهندوسي ومن أي ملة أو عرق أو دين” وذلك لقوله تعالي: “مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا “فلم يقل القرآن”من قتل مسلماً”, “أو مؤمنا”, “أو كذا”.
• قتل الأنفس المعصومة من أعظم الكبائر والجرائم ولذلك عدها القرآن تعادل قتل الناس جميعاً لأنها أشبه بالمتوالية الهندسية “فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا”، وحث علي الأحياء وجعلها فلسفة كل الأيادن والرسالات، “وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا”, ويزيد الأمر بشاعة مقتل واحد من رجال الدين المسالمين من أي دين إذ أنهم فرغوا أنفسهم لدينهم وعبادتهم .
• وقد دخلت جيوش المسلمين كل البلاد ولم تتعرض لراهب أو قسيس أو كنيسة بل أحسنت هذه الكنائس وفادتهم وأحسنوا إلي أهلها وأكرموا قسسها ورهبانها, ولعل الراهب المسيحي بحيري, كان أول من اكتشف نبوة النبي محمد “ص” وهو صغير ودعا عمه للحفاظ عليه, وشجرته موجودة في الأردن حتى الآن.
• وقتل القمص/ أرسانيوس من رجل مخبول مجنون يعد من أعمال البغي والظلم الذي لا يقره شرع ولا قانون, وهو نوع من الفساد في الأرض وزرع الفتنة بين أبناء الوطن الواحد, وعلينا جميعاً أن نقف وقفة رجل واحد ضد البغي والظلم, وخاصة حينما يقع علي المسالمين “وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا”, فأناط بجموع المسلمين ممثلة في أجهزتهم السيادية مثل الشرطة حماية كل مكان يتعبد فيه الناس من مساجد وكنائس وبيع ومعابد, مهما كان نوع العبادة فيها, لأن شريعة الإسلام أقرتهم علي حرية عقائدهم وشرائعهم فيما بينهم وذلك من سماحة الإسلام وعدله, كما أن المواطنة تسوي بين جميع المواطنين.
• وإني لأرجو ألا يدخل البعض الإسلام – ذلك الدين العظيم – كرها في هذه القضية, فهو لا ناقة له فيها ولا جمل, فلم يأمر يوماً بذلك, ولم يأمر بالإثم والعدوان, وأمر بالإحياء ودعا إليه, وأدخل امرأة النار في هرة لأنها حبستها ولم تتركها تأكل من خشاش الأرض, فالإسلام الذي أدخل امرأة مسلمة النار من أجل هرة, وأدخل امرأة بغي مومس الجنة من أجل كلب سقته لا يمكن أن يتعارض مع ذاته ونصوصه فيأمر بالقتل أو العدوان أو التعدي علي الآخرين أو سفك الدماء المعصومة.
• برجاء إخراج الإسلام من القضية, فهتلر وموسوليني كانوا مسيحيين، وتسببوا في قتل 60 مليون إنسان, ولم يقل أحد أن رسالة المسيح كانت سبباً في جنونه وعدوانه, وروسيا وأوكرانيا كلاهما مسيحيون أرثوذكس والدماء بينهما لا عد لها ولا حصر ولم يقل أحد أن السبب في اعتناق قادتهم للمسيحية, ولكنه في النفس نوازع بشرية إما خيرة أو شريرة, يستوي فيها جميع البشر والأديان تهذب هذه النوازع الشريرة.
• فكما لم يدخل أحد من المسلمين المسيحية ورسالة المسيح السمحة في كل أنهار الدماء التي أريقت من قبل من جراء الحملة الصليبية أو في الحرب العالمية الأولي والثانية أو في حرب روسيا وأوكرانيا أو في احتلال أمريكا للعراق وأفغانستان فعلي الجميع ألا يقحموا الإسلام في جريمة منكرة تمت بيد رجل سقيم القلب والضمير.
• رفقاً بالأديان ولا لاستغلال الفرص للطعن في الإسلام والأديان, لأن ذك سيفتح أبواباً من الفتنة لا تغلق أبداً, سلام علي صناع الخير وعاصمي الدماء وناشري السلام.