أسماء خليل تكتب: «أبو فهيمة» وحقوق المرأة
في الحين الذي بلغت به حقوق المرأة شأنًا عاليًا – في ذلك الزمان – مقارنة بكل الحقب الزمنية السابقة، نجد أن هناك من يريد أن تعود المرأة إلى سوق النخاسة، ولكن بالطبع تحت مسمى آخر وهو الزواج على سنة الله ورسوله.. إنها نفس البيعة بكل أركانها ولكن قد طالها التطور التكنولوجي الذي طال كل ما في حياتنا.
لأهدافٍ دفينة لدى الأثرياء، يسعون لخطبة نساء جميلات مشهورات ناجحات، يباهون باقتنائهم أمام العالم، ويتم الزواج الذي كلف صاحبه ملايين الجنيهات من أجل أن تبيع إحداهن نفسها، وهي تعلم جيدا أن طلاقها سيتم في نفس العام أو الذي يليه، وقد تم إبرام عقدَا ضمنيا شفهيا بين كلا الزوجين بعدم الإنجاب؛ حتى يتم للطرف الأول البيع والشراء وقتما يريد.
هل سألت نفسك عزيزي المتأمل للأحداث الراهنة: هل للأثرياء الذين يقتني أحدهم ساعة يد تبلغ مليوني جنيها أن يتزوج “سرًّا” كل يوم بأجمل فتاة مكلومة في حاجة إليه؟!.. لماذا “العلن” وإقامة الأفراح والليالي الملاح وركوب اليخوت والطائرات أمام العالم الذي يحوي بجعبته ملايين الفقراء؟!..
إنها النفوس المريضة التي لا تعلم أن الفرحة مثل النية محلها القلب، فتطغي نرجسيتهم التي تؤزهم على امتلاك كل ما يريدون ويفخرون به أمام العالم، وتكمن سعادتهم الحقيقة في تصوير أنفسهم ومن جلبوهم بسطوة المال بشكل يومي، على وسائل التواصل الاجتماعي، وهم يشترون الحلى، وهم يأكلون “الكافيار” و “السميون فيميه” و“الديك الرومي المحشو بالحمام”، ولا بأس أن يقوموا بتصوير أنفسهم وهم يمشطون شعرهم، ويسبحون في أفخم الشواطئ المطلة على سواحل أوروبا.. وعلى الجميع أن يشاهدون ذلك الفيلم بإرادتهم، أو بظهور لقطات ومشاهد أثناء تصفحهم هواتفهم.
لابد أن تتغير النظرة المجتمعية التي يقوم الأهل على تربية أبنائهم عليها، وهي أن الفتاة قيمتها لدى أهلها كجزء من العالم ب ارتباطها برجل يُثقلها بالذهب، وكذلك الرجل، فيقوم الأهل بتربية ابنهم – طوال الحياة-على تلك الحكمة الشهيرة “الراجل ما يعيبه إلا جيبه”، أي لا يشينَهُ إذا كان غير مثقف أو واعٍ، أو يهين المرأة ويوجه لها قهرًا لفظيا، أو يحب النساء ويغازلهن، أو لا يتحمل المسؤولية… إلخ!!.
ربما المعتقدات الخاطئة الراسخة في عقول بعض الرجال الأثرياء، أن الفتاة ستحبه عشقا لصفاته الحميدة؛ ولكن في حقيقة الأمر هو واهمٌ، لأن قيمته الصحيحة في عيون تلك الفتيات “في جيبه”..فلماذا توافق هي رغم قراءتها لبداية “السيناريو” من بدايتة حتى نهايته، وتعلم جيدا ما هو الدور الذي سيقوم كل بطل بآدائه.
أيها الثري لا بأس أن تستمتع بأموالك، فيقول الله سبحانه وتعالى في سورة الكهف “المال والبنون زينة الحياة الدنيا”، ولكن ليس هناك قانونًا يلزم من أراد إنفاق الدولار بأن يقوم بتصويره أولًا.. ولكِ عزيزتي.. إذا كنتِ تريدين بئرًا من المال، هاهو لكِ!.. ولكن حينما تسقطين فيه، لا تطلبي النجاة من أحد.