د. إيمان عبدالله لـ«بيان»: ابني بطيء في الفعل ورد الفعل.. ماذا أفعل ؟!

كتبت: أسماء خليل

تعاني كثير من الأمهات بطء أولادهن، سواء من الناحية الدراسية أو الحياتية، فنجد ذلك الابن الصغير في حال تَلقِّيه أي أوامر من الكبار، ينفذها بشكل به تأخر، وكذلك في كل جوانب حياته نجد عدم سرعة في الاستجابة بشكل يضايق المُعلم والأم..

ما هذا البطء؟!.. هل مردَهُ وجودة عَثرة لدى المُتلقي كصعوبات التعلم التي يُصاب بها كثير من الأبناء؟!.. أم نتاج ظروف بيولوجية؟!.. أم لظروف بيئية وتربوية؟!..
لابد من عدم التسرع في تحديد أسباب ما يعاني منه الطفل، بالحكم السريع أنه نتاج قصور عقلي أو خلل بأجهزة الجسد أو أسباب وراثية أو ظروف أثناء ولادته ، إلا بعد تنفيذ بعض التوصيات، وهذا ما سنتعرف عليه، من خلال ما توضحه د. إيمان عبدالله أستاذ علم النفس وخبيرة الإرشاد الأسرى ل“بيان”..

طالع المزيد:

تستهل د. إيمان حديثها حول بطء الاستجابة لدى الطفل بقولها، إنَّ رد الطفل طالما ببطء- في الناحية الدراسية – فذلك ربما لأنه يعاني من استيعاب بطيء، ولم يتلقَّ قدرًا كاملا من المعلومات وفاقد لها، وعليه فليس لديه حصيلة علمية كافية تؤهله للرد بشكل سريع..

جوانب اجتماعية

وتستكمل أستاذ علم النفس، بأنه علينا ألا نرجع تلك الظاهرة في البداية إلى العوامل النفسية والعصبية، فكثير من الأمهات تصطحب الطفل إلى مدرسته منذ نعومة أظافره وهي لم تقم بعمل” فحص طبي شامل عليه”، وذلك لأن هناك علاقة وطيدة بين البطء في تلقى الأوامر والاستيعاب من جهة، و الأنيميا وإصابة الغدة الدرقية من جهة أخري، فالأنيميا هي نقص الهيموجلوبين والأكسجين الواصل للدماغ، فكيف سيكون المخ سليما في تلك الحالة!!.. بدلا من ظلم التلميذ ووصمه دائما بعدم السرعة لابد من معرفة الأسباب، لأننا لا نريد سوي أن يكون الطفل لديه ذكاء، وذلك مرتبط لدينا بشكل عام بسرعة الفهم والاستجابة..
وتواصل أستاذ علم النفس، بأن تلك الحالة المرضية التي يكون عليها الطفل هي ما تجعله بطيئًا، كذلك “سوء التغذية”، فذلك الطفل المصري الذي صُنِّف بأنه أذكى طفل بالعالم، يزعزع مكانته عدم تناوله الأطعمة الجيدة والبروتينية، فينبغى على الأم الحرص على إعطاء ابنها البيض والبقوليات والخضروات ومنتجات الألبان، واستبدال بعض الأكلات الجاهزة لديهم بمأكولات شهية وجذابة تصنعها الأم لطفلها بأن تقوم بعمل بسكويت الشوفان وكذلك بعض الفواكه المتعلقة بتنشيط العقل كالتفاح والموز بالإضافة إلى الزبادي والعسل، وكذلك جميع أنواع الأسماك..

أنشطة حركية وخطة يومية

تؤكد خبيرة العلاج الأسرى، على عدم مقارنة الطفل أثناء وضع الخطة اليومية لممارسة الأعمال، وذلك بتنظيم وقته ومنحه وقت زمني محدد للانتهاء من واجباته واستذكار دروسه بعدم مقارنة ذلك الوقت مع أخيه، وكذلك التركيز على “التكرار”، فالتكرار يقوي إتقان المادة الدراسية ويزيد من السرعة حين الإجابة،،
وأيضا تشير إلي التركيز على التواصل اليومي والإشباع العاطفي لكي لا يُصاب الطفل بتبلد المشاعر، لابد ألا تعامل الأم طفلها على أنه مجموعة من الدرجات، وعليها أن تشجعه وتفصل بين الحب والتحصيل الدراسي، ومراعاة وضع“أنشطة حركية” خلال الخطة اليومية، بدلا من الجلوس أمامها الهواتف والشاشات التي تصيبه بقلة التركيز..وتركز على ضرورة قول الكلمات التشجيعية طوال الوقت للطفل، وعدم العقاب بشكل دائم،،

تمرينات للتركيز

وتقدم د. إيمان مجموعة من التمرينات، التي من شأنها رفع مستوى تركيز الطفل وجعله أكثر سرعة في رد الفعل، ومنها ..
– إحضار 20آداة من أدوات المطبخ ونضعها في درج المكتب، ثم نجعل الطفل يفتح الدرج لمدة ثلاثين ثانية وتزيد على حسب كل طفل، ثم نقوم بغلق الدرج بعد انتهاء الوقت، ونجعله يقول لنا ماذا كان بالدرج ويعدهم..
– إحضار صور لحيوانات وجعله ينظر في إحدى الصور لمدة ثوانٍ، ثم أقول له ما هو الموجود بتلك الصورة أو قم برسمه..
– إحضار صورتين وبينها اختلافات بسيطة، ثم يخرج الطفل الاختلافات.. هذا التمرين يزيد جدا من التركيز والدكاء..
– ارسم لابني خمسة أو ستة دوائر، وأجعله يلون كل واحد بلون مختلف..
– تشغيل فيديو يحتوى على نشاط رياضي على سبيل المثال، ثم بعد مشاهدته، نقول للطفل قم بتقليد ذلك الفيديو ونقوم بتصوير، ثم نقارن الفيديوهين ببعضها..
– القيام بالعد التنازلي للأرقام يزيد التركيز جدا..
– وضع حبة مكرونة أو اثنتين على ملعقة ويضع الطفل طرفها في فمه، ويمشي مسافة في الحجرة ونطلب منه ألا يجعل تلك الحبات تقع ونكرر حتى يتقن فعل ذلك..
وتشير أستاذ علم النفس إلى أن تمرين عضلات المخ، مثل تمرين عضلات الجسم، ولابد من تنظيم وقت الطفل، وإذا أراد النوم بعد اليوم الدراسي ينام، ثم يقوم ليستذكر دروسه مرة أخرى..

نصائح وتوصيات

وأخيرا تتمنى خبيرة الإرشاد الأسرى، بأن تقوم الأم بتطبيق تلك النصائح في حياتها مع طفلها:
– لا تعاملي ابنك على أنه مجموعة من الدرجات الدراسية المُتحركة على الأرض..
– ازرعي الحب حتي إذا لم يتم جني ثمار النجاح الدراسي، لا تعطي ابك حبًّا مشروطًا “إذا نجحت سأحبك وإذا فشلت سأعاقبك وأكرهك”..
– لا تتلفظي بتلك الكلمات أبدا أمام طفلك:“انت خايب”.. “يا فاشل”.. “انت بليد”..““أخوك أشطر منك”… .. إلخ..
– قومي بالتركيز على مزج الأطعمة المحتوية على الخضروات والفواكه واللحوم والبقوليات، بشكل جذاب وملون؛ حتى تصرفي ابنك عن أكل الشارع وما به من عناصر جذب يحملها الباعة المتجولين..
– نظمي وقته مع ضرورة وجود نشاط رياضي في يومه..
– تحدثي ثم تحدثي إلى طفلك واجعليه يتقرب منكِ وساعديه في حلول مشاكله..
– عدم توبيخ الطفل ومساعدته على حل المشكلات بنفسه.. وقومي بتقوية شخصيته.

زر الذهاب إلى الأعلى