عبد الغني: مأساة اللاجئين السوريين تحتاج لرؤية إعلامية واضحة فى مواجهة الغرب

كتبت: شيماء وائل

أعرب الكاتب الصحفي عاطف عبد الغني، عن تأثره، وشديد أسفه على استمرار مأساة اللاجئين السوريين، موضحاً أنها أزمة ذات طابع إنساني، ومأساة تمر بها الشقيقة السورية منذ ما يقرب من اثنا عشر عاماً.

جاء ذلك خلال استضافته فى برنامج مساحة للرأي الذي تقدمه الإعلامية شيرين الوكيل وناقشت الحلقة جدوى وأهمية الاجتماع الخامس السوري – الروسى المشترك؛ لمتابعة تنفيذ مخرجات المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين والمهاجرين السوريين إلى بلادهم، والذى انطلقت أعماله قبل أيام قليلة بحضور ممثلين عن منظمة الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنظمات الإنسانية.

ويعقد الإجتماع على مدار أربع أيام تتخلله جلسات مشتركة بين الجانبين السوري والروسي؛ لمتابعة العمل لمخرجات عودة اللاجئين واستعراض ما تم إنجازه على أرض الواقع في وقت لا تزال فيه قضية اللاجئين تتعرض لضغوط سياسية تمارس على الدول والمنظمات الدولية المعنية به.

وأوضح عبد الغنى أن جانبا كبيرا من الأزمة السورية يتمثل في اللاجئين خارج سوريا والنازحين في الداخل، منوهاً إلى أنه قبل عامين (في نوفمبر 2020) دعت وزارة الدفاع الروسية إلى إقامة مؤتمر دولي؛ لتشجيع اللاجئين السوريين على العودة إلى بلادهم، وكان المؤتمر تحت رعاية روسية – إيرانية، ولم يشارك بها دول الغرب؛ لأنها في حالة حرب حقيقية مع سوريا مستمرة منذ عدة سنوات.

اقرأ أيضا:

وسرد عبد الغنى الأحداث التى أوصلت سوريا إلى الوضع الراهن، فقال إنه في عام 2006، تم تجهيز ما يسمى بالدولة الإسلامية “داعش” والدفع بها لتنفيذ مخطط إنشاء تحالف سنى، مقابل تحالف شيعى، ليدخلا منطقة الشام فى صراع.
وفي 2018 مع احتدام الحرب فى بعض المناطق السورية، تم هجرة نصف السوريين تقريباً، مشيراً أن ما يقرب من 10% من المهاجرين على مستوى العالم من سوريا.

الطفل إيلان الكردى أيقونة مأساة اللاجئين السوريين
الطفل إيلان الكردى أيقونة مأساة اللاجئين السوريين

وأكد عبد الغنى أن مصر من أكثر الدول احتضاناً للأشقاء السوريين، ولم تفعل مثلما فعلت بعض الدول الأخرى من عمل معسكرات ومخيمات لهم، ولكن رحبت مصر بهم على كل المستويات، وجعلتهم يتعايشون معنا بشكل طبيعي، ومارسوا حياتهم الطبيعية كما أرادوا.

وبالرجوع للمؤتمر الدولي المنعقد منذ قبل عامين، أوضح عبد الغني، أنه كان يهدف إلى تهيئة الدولة السورية لاستقبال المهاجرين من الخارج مرة أخرى، من خلال تهيئة الأوضاع الاقتصادية والبيئية والاجتماعية، حيث أنه تم تدمير أجزاء كبيرة من سوريا، وكان من الضروري مساعدة القيادة السورية على استقبال المهاجرين مرة أخرى، وبالفعل تم عودة عدد كبير خلال السنوات القليلة الماضية.

وأكد عبد الغني مساندة روسيا للدولة السورية، وأنها عملت على تماسك الدولة السورية وعدم سقوطها، حتى وصلت سوريا إلى ماهي عليه الآن، وبالرغم من الصراعات الحادثة في المنطقة، فإن سقوط سوريا يهدد الأمن القومي الروسي، موضحا ممارسة الغرب للضغوط على سوريا سواء الضغوط السياسية أو الاقتصادية أو الضغط بورقة اللاجئين؛ لأن هدف الغرب هو عرقلة عودة اللاجئين؛ لاستمرار التدخل في الشئون السورية من خلال هذه قضية.

وأوضح عبد الغني أن ضعف البنية التحتية السورية وعدم توافر مقومات الحياة الكريمة تمنع عودة اللاجئين السوريين، وبالرغم من كل هذه الضغوطات فإن الدولة السورية تعمل جاهدة على تهيئة البنية التحتية وتوفير ظروف معيشية مناسبة لعودة المهجرين من أبناءها.

وقال عن الاجتماعات الخمسة السورية – الروسية المنعقدة بخصوص هذه القضية إن جميعها تناقش كل جوانب الحياة المتعلقة بسوريا، لتهئية الظروف لاستقبال المهاجرين طواعية وعودتهم لوطنهم مرة أخرى.

وأشار الكاتب الصحفى إلى أن هناك مستفيدين من وراء التبرعات المالية والمنح المقدمة للاجئين، على سبيل المثال تركيا تحصل على مساعدات من الاتحاد الأوروبي وتستخدمهم سياسيا كورقة ضغط عن طريق التهديد بفتح الحدود وخاصة الضغط على ألمانيا، التى تهددها بترك المهاجرين للدخول لحدودها، في حين أن اللاجئين يقيمون في مخيمات ومعسكرات متأثرين بالبرد القارس في الشتاء القادم على الأبواب.

ولفت عن وجوب وجود سياسة واضحة لمساندات القضية السورية، ضاربا مثلا وهو عندما يبحث الاجتماع السورى الروسى المشترك الاستفادة من الطاقة المتجددة فالغرض تهيئة البيئة وتزويدها بهذا النوع من الطاقة عوضاً عن نقص الطاقة المولدة من البترول فى سوريا والعالم.

واختتم عبد الغنى حديثه بضرورة وجود رؤية إعلامية عربية واضحة لحل الأزمة السورية والتعامل مع القضية فى جانبها الإنساني بشكل واضح، بالإضافة إلى دور كافة وسائل الإعلام في مواجهة الغرب بحقيقة تعامله مع هذه القضية وتسيسها.

زر الذهاب إلى الأعلى