لواء دكتور/ سمير فرج يكتب: الطائرة المسيرة بدون طيار الدرونز «سلاح العصر»

ظهر فكر واستخدام الطائرات المسيرة خلال عمليات الحرب الروسية الأوكرانية مؤخرا، حيث أنها طائرة توجه عن بعد أو يتم برمجتها مسبقا، وتنفذ غالبا نفس مهام الطائرات المقاتلة مثل؛ استطلاع العدو، والحصول على المعلومات، أو تدمير أهداف معادية، وأعمال شوشرة إلكترونية، واعمال انتحارية، ومراقبة الحدود والسواحل … الخ.

من هنا أصبحت سلاحا جديدا يستخدم في الحروب الحديثة لعدة عوامل؛ أولها التكلفة فالطائرة F16 الأمريكية وسوخوي ٣٥ الروسية، ثمن الواحدة ١٠٠ مليون دولار، والصاروخ الباليستي والفرط صوتي تكلفته ٢-٣ مليون دولار، أما الطائرة المسيرة بدون طيار من ٣٠ إلي ٥٠ ألف دولار، و بعضها يصل إلي المليون دولار.

كما أن الطائرة المقاتلة التقليدية تحتاج إلى مطارات وممرات طويلة للإقلاع والهبوط، أما هذه الطائرة فتطلق من سيارة أو أرض مفتوحة أو حتى سطح منزل، كما أن الطائرة التقليدية تحتاج إلى طيار مدرب يحتاج ٤ – ٥ سنوات قبل أن يطير على هذه الطائرة المتطورة، عكس الطائرة المسيرة بدون طيار يحتاج تشغيلها و إدارتها من الأرض لفرد لا يحتاج تدريبه أكثر من ثلاثة شهور.

والطائرة المقاتلة التقليدية من السهل اكتشافها بالرادارات العادية، حتى النوع الجديد منها الشبح، بعكس الطائرة المسيرة بدون طيار، فإن صغر حجمها يصبح من الصعب اكتشافها رداريا، حيث يمكنها الطيران و التحليق على ارتفاع منخفض للغاية من سطح الأرض، كما يمكنها الطيران المتصل دون التزود بالوقود لمدة ٢٥ ساعة وأكثر، اعتقد أنها ميزة لن تجدها في أي طائرة أخري.

وبالطبع هذا النوع من الطائرات يكلف بعمليات المراقبة و الاستطلاع، كما أن هذه الطائرة المسيرة بدون طيار يمكن أن يتم برمجة خط سيرها مسبقا للذهاب و العودة من خلال الحاسبات الآلية، كما أن هذه الطائرات المسيرة يمكن أن يتم إرسالها إلى أهدافها عن طريق نظام الملاحة الدولي GPS، وهي تقنيه عالية لا يمكن تنفيذها بالطائرات العادية التقليدية.

ومن هنا أصبح من المفضل استخدام هذه الطائرات بدلا من الطائرات المقاتلة أو الصاروخ البالستي في العمليات القتالية.

وقد يكون لها بعض العيوب مثل حجم المتفجرات التي تحملها هي أقل من حجم ما تحمله الطائرة التقليدية، نظرا لصغر حجم الطائرة لكن يمكن تعويض ذلك بمهاجمه الهدف بعشرات الطائرات المسيرة في نفس الوقت.

وبنظره تاريخيه لهذا النوع من الطائرات التي دخلت المجال العسكري لأول مره عام 1924 كأهداف متحركة للمدفعية، ثم ظهرت فكره استخدامها في المجال العسكري في أعمال التجسس فوق روسيا، ثم في حرب فيتنام، أما في حرب أكتوبر 73 فلم تحقق نتائج مطلوبة لوجود حائط الصواريخ المصري، وجاءت أول مشاركه فعليه لها في معركة سهل البقاع بين سوريا واسرائيل.

وتحدد أنواع الطائرات المسيرة بدون طيار الدرونز من حيث القيادة إلي نوعين؛ الأول طائرات التحكم عن بعد والثاني طائرات التحكم الذاتي، أي يتم برمجتها قبل الطيران، كما تنقسم الطائرات الموجهة بدون طيار حسب المهمة التي تقوم بها من حيث المراقبة والحصول على المعلومات، وهي طائرة أصغر حجما تتبع طيران منخفض للغاية حتى يصعب اكتشافها، ومهمه طائرات المراقبة اكتشاف الأهداف الجوية والأرضية، وقياده وتوجيه المقاتلات، والاستطلاع البحري و الإنقاذ وتوفير المعلومات لمراكز القيادة، وتنظيم التحركات الجوية و توفير المعلومات للأرصاد الجوية خاصة للطيران والصواريخ البالستية.

وتعتبر الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا وتركيا وإيران والصين من أكثر الدول التي تنتج هذه الطائرات المتطورة.

وطبقا للتقارير الدولية فإن دول حديثة دخلت مجال تطوير هذه الطائرات هى مصر والجزائر والإمارات والسعودية.

وبنظره سريعة حول تطوير صناعه الطائرات المسيرة بدون طيار في إيران، التي تعتبر أهم التهديدات حاليا في المنطقة، حيث تضم إيران ثلاث انواع الأولى هي؛ الطائرات بدون طيار ذات علو منخفض مثل طائره فلاش، وهي لتدريب طياري هذا النوع من الطائرات، و النوع الثاني طائرات متوسطة الارتفاع مثل طائرات مهاجر ٢-٣ و تصل مداها إلي ١٢٠٠ كم، ثم النوع الثالث طائرات بعلو مرتفع نوع شاهد ١٢٩ بمدى يصل 1700 كيلو متر، ويمكنها التحليق لمده 24 ساعة متواصلة ويصنع الإيرانيون حاليا جميع أنواع الطائرات الموجهة لديهم بدون طيار حيث أعلنت أوكرانيا مؤخرا أنها زودت روسيا بهذا النوع من الطائرات قبل بدء الحرب الروسية الأوكرانية.

وتنتج تركيا طائرات “بيرقدار تي بي 2″، ولأنها طائرة متقدمة فإن سعر الواحدة منها يصل 5 ملايين دولار، ونجحت تركيا في
تسويقها لكل من قطر وأوكرانيا وليبيا، والمغرب، وبولندا، ويمكن للطائرة التحليق على ارتفاع 20 ألف قدم، وحمل متفجرات 150 كجم، والطياران المتصل لمدة 24 ساعة ويمكنها القيام بأعمال الاستطلاع الليلي، ومزودة بقنابل ذكية وأنظمة الكترونية متطورة.

أما إسرائيل، فإنها تنتج الطائرة هيرون من الجيل الرابع، وقامت ببيعها للهند وتركيا وفرنسا وكندا والمانيا، وتقوم بالإقلاع والهبوط آليا وقدرتها على الطيران 52 ساعة متصلة، وحمولتها 250 كجم، وتستخدم الطائرة نظام الـ (GPS) العالمي لملاحظة وتحديد مواقع العدو، وتعمل ليلا بأنظمة حديثة، وتنفيذ كافة مهام الطائرة المقاتلة العادية.

وهكذا ستصبح الطائرات المسيرة بدون طيار (الدرونز) هي السلاح الجديد المحتمل أن يكون السلاح الأكثر تأثيرا في أي حروب قادمة.

اقرأ أيضا للكاتب:

زر الذهاب إلى الأعلى