محمد جادالله يكتب: الصحافة الفلسفية

قد يصاب القارئ الكريم بالدهشة عندما تقع عينه على العنوان، ولعله يتساءل ما معنى هذا العنوان، ما هي علاقة الفلسفة بالصحافة؟.

وقد يظن قارئ أخر أننا سنتحدث عن الصحافة، وعن وطرق ومناهج دراستها للوقائع والأحداث.

ولكن مقصدنا في هذا المقال يتمثل في جعل الفلسفة في متناول الجميع، بعيدة كل البعد عن التعقيد.

والسؤال الآن: هل الفلسفة تستحق هذا ؟.. وبعبارة أخرى، هل ما تقدمه لنا الفلسفة يستحق أن يستقطع القارئ جزء من وقته لفهمها وقراءتها ؟.

كل هذه التساؤلات وأكثر منها تراود البعض منا عندما تقع على مسمعه كلمة فلسفة.

دعونا نتفق في البداية أن الثقافة الحقيقة لن ولن تكتمل، وتصل إلى مرحلة الثقافة الحقيقة الجادة دون قراءة وفهم الفلسفة، وهذا ما ذكرناه في مقال سابق بعنوان – الفلسفة كما يجب أنّ تُفهم – أن الفلسفة من أكبر الفروع الثقافية اتساعًا، حيث يمكن للقارئ أن يستثمر فيه وقت الفراغ، وأن يخرج منها بمحصلة معرفية وثقافية لا بأس بها.

إن الفلسفة هي أحد فروع العلوم الإنسانية، بل هي أهم وأشمل فرع من العلوم الإنسانية.

إن الفلسفة هي أم العلوم، أضف إلى ذلك عزيزي أن الفلسفة وحدها هي من تستطيع أن تقدم لنا دراسة جادة وصادقة عن الواقع، لقد استطاع الإنسان بواسطة الفلسفة أن يتغلب على استبداد الأقدار به، وسيطرة الخرافات على ذهنه، وتهديد الطبيعة لمقومات حياته.

كما أنها سلاح من أسلحة معركة الفكر والتنوير والثقافة الجادة الحاقة، ولكننا في حاجة إلى الفلسفة من نوع معين، فلسفة تُعلمنا معاني الكفاح والتضحية تجعله يؤمن بإمكانيات الواقع وتحيي آمال المستقبل في نفسه وتبت فيه الثقة في حتمية النصر.

ولعل القارئ الكريم قد يتساءل هنا، وكيف لي أن اقرأ الفلسفة وبها الكثير من التعقيدات والمصطلحات الغير مفهومه؟ وهذا عين ما نقصده، مقصدنا هنا أن نجعل الفلسفة كما ذكرنا في الأعلى في متناول الجميع وبلغة سهله وواضحة بعيدة كل البعد عن التعقيد.

وتحقيقًا لهذا لابد أن نرى الفلسفة على المنابر الصحفية، سواء على صفحات الجرائد، وصفحات المجلات، وذلك من خلال تخصيص مساحة مناسبة تستحقها الفلسفة من أجل تحقيق النشر الثقافي الفلسفي. ويتولى الكتابة في هذه المساحة المتخصص والباحث في الفلسفة، ولا كلمة لغير المتخصص. المتخصص أولى بتخصصه.

وإحقاقًا للحق، ودون تحيز مني، الفلسفة لابد وأن تكون في أذهان الناس جميعًا قبل أن تكون على ألسنتهم، طبقًا لأهميتها التي بيناها سابقًا. ولن يتحقق هذا الحلم، ولن ينعم القراء بفهم مبسط وصحيح للفلسفة، ما لم يُكرس لها المساحة التي تستحقها على صفحات الجرائد والمجلات.

اقرأ أيضا:

زر الذهاب إلى الأعلى