عاطف عبد الغنى يكتب: ميسى بين العرب وإسرائيل

فى شهر فبراير عام 2017 زار ليونيل ميسى مصر، جاء بطائرته الخاصة، ومكث 8 ساعات، زار خلالها منطقة الأهرامات، وحرص على التقاط صور تذكارية عند الأهرامات، ومع شيخ خفراء منطقة الأهرامات، مبديا إعجابه بزيه التراثى “الجلابية واللاسة”، تفاصيل أخرى مشوقة لزيارة النجم العالمى، وهو فى أوج تألقه فى عالم الساحرة المستديرة التى تخلب لب الملايين حول العالم.
لم تكن هذه الزيارة هى الأولى للبرغوث (اسم الشهرة لميسي) فقد سبق له أن زار مصر عام 2007 وشارك في مباراة برشلونة الفريق الذى كان يلعب له فى هذا الوقت، أمام الأهلي في استاد القاهرة احتفالا بمئوية النادي الأهلي العريق.

وزيارة النجم عام 2017 لمصر كان الهدف منها دعم السياحة العلاجية، فى إطار حملة ومبادرة كان عنوانها: “Tour and Cure” ومعناها “اعمل جولة واتعالج” والعلاج كان من فيروس سى (C) تحت شعار “عالم خالٍ من فيروس سى”.
وبالتأكيد تقاضى ميسى مبلغا ليس قليلا، من المال، من شركة “برايم فارما” مقابل الزيارة، واستغلال اسمه وشهرته للدعاية للحملة المصرية، والعلاج والفسحة فى مصر، فهو محترف، ولديه ترتيبات خاصه بالنادى الذى يلعب له كمحترف، وخاصة به شخصيا، واسألوا فى هذا لاعبنا المصرى النجم العالمى محمد صلاح لتعرفوا الترتيبات المادية الخاصة بالمحترفين.
كما أن الشركة الراعية للزيارة والاحتفالية، نجحت في أن تبيع ثلاثة قمصان تحمل توقيع النجم الأرجنتيني مقابل نصف مليون دولار لكل قميص، ووجهت العائد المادي لمرضى فيروس سى.
وقبل أن نغادر القاهرة إلى فلسطين المحتلة وإسرائيل نؤكد أن مصر لم تحاول استغلال زيارة ميسى سياسيا بأى شكل، أو حال، عكس الصهيانة اليهود، الذين إذا اصطادوا ذبابة، وضعوا على رأسها الطاقية الحاخامية المشهورة باسم “كيبا” وأجبروها على زيارة متحف “ياد فاشيم” الخاص بـ “الهولوكست” وحرصوا على التقاط صور لها أمام حائط البراق، الذى غيروا اسمه جبرا وزورا إلى “حائط المبكى”.
هذا ما فعلوه مع ميسى ورفاقه فى فريق برشلونة عندما زاروا فلسطين المحتلة فى جولة “السلام” عام 2013، وللنجم ميسى صورة وهو يصافح محمود عباس أبو مازن الرئيس الفلسطينى، لكنها لم تذع شهرتها صورته وهو بـ “الكيبا” أو أمام “حائط البراق” هو وزملائه، والتى بالتأكيد تم “تدبيسه” فيها لتستغلها آلة الدعاية الصهيونية الشغالة، والتى لا تكل ولا تمل.
وبعد الزيارة والصور بدأت الدعايات تشير إلى أن ميسى يدعم إسرائيل، معنويا وماديا، وبعد عام من زيارته المشار إليها تم دس خبر على ميسى، جاء فيه أنه تبرع بمليون دولار لإسرائيل، وتنقالنا الخبر ونشرناه فى صحفنا الورقية والأليكترونية وعبر مواقع التواصل دون أن نتأكد من حقيقته أو نبحث عن مصدره.

هذا الخبر كان قد نشره أولا موقع أليكترونى أمريكى غير مشهور اسمه “وايت سوبيك” ولم يشر إلى مصدره، وعلى الرغم من أن صحيفة “كلارن” الأرجنتينية، نفت الخبر، بل ونقلت عن ميسى نفسه قوله إن “إسرائيل غنية، ولا تحتاج منى مليون دولار لذلك أفضل التبرع لمستشفيات ومرضى الأرجنتين”.
مرة أخرى رفض ميسى، عام 2018 لعب مباراة ودية، حاولت إسرائيل أن تقيمها بين منتخبها فى كرة القدم ونظيره الأرجنتينى، فى مدينة القدس المحتلة، ولا يخفى على الناظر اختيار المكان (القدس) وطرف المباراة (الأرجنتين) بنجمها الأسطورى ميسى لتلفت نظر العالم لحضورها فى القدس، لكن جهود السلطة الفلسطينية المضادة للحدث نجحت فى إجهاضه، ووجه جبريل رجوب رئيس الاتحاد الفلسطينى لكرة القدم رسالة إلى نظيره الأرجنتينى يدعوه إلى احترام المشاعر الدينية، والوطنية لملايين من المسلمين حول العالم فيما يخص القدس، ونجحت المساعى وخسئت تل أبيب.
مواقف أخرى ثانوية للنجم ميسى تؤكد أنه ليس صهيونيا، ولن يكون، تذكرتها وأنا أرى أمير قطر يضع على كتفيه العباءة الأميرية، مساء أمس فى استاد “لوسيل” الذى يقع فى الدوحة عاصمة قطر العربية، ومئات الملايين حول العالم تشاهد لحظة الذرورة فى البطولة الكونية التى كان البعض يستكثرها و”يستخسرها” فى قطر، لكن لا أحد يستطيع أن ينكر أن الحدث، ومنظميه أو قل البطولة وقطر، منحتا العرب كثير من الفخار، والقضية الفلسطينية كثير من الدعم، وجاء إنجاز منتخب المغرب الشقيقة ليضيف المزيد.. وعسى أن تكون أيام العرب هى القادمة.

اقرأ أيضا للكاتب:

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى