حقن الجسم بخلايا تبحث عن الأورام وتدمرِّها.. دواء جديد لعلاج سرطان الدم

كتب: على طه

“خلايا CAR-T قادرة بالفعل على علاج المرضى المصابين بـ “اللوكيميا”، هذه هى النتيجة التى تم الإعلان عنها قبل ساعات في مؤتمر صحفيّ تم عقده للإعلان عن النتائج التي نُشِرت، لأول مرة في دورية نتشر “Nature” بتاريخ الثاني من فبراير الجاري، ورابط الموضوع هو: (J. J. Melenhorst et al. Nature https://doi.org/hfr8; 2022).

طالع المزيد:

وتقول “نتشر” أن طرق العلاج تقوم على توظيف خلايا CAR-T لتشتغل على سحب بعض الخلايا المناعيّة المسَّماة بالخلايا التائيّة من مريض السرطان، ثم تعديلها جينيًا، بحيث تنتج بروتينات – تسمّى مُستقبلات المستضدات الخيمريّة (chimeric antigen receptors)، ويُشار إليها بالاختصار CARs – قادرة على التعرُّف على الخلايا السرطانيّة، وبعد ذلك، يُعاد حقن الشخص بتلك الخلايا، على أمل أن تبحث تلك الخلايا عن الأورام وتدمرِّها.

وكان مريضا يدعى دوج أولسون، قد تلقى هذا العلاج وخلال السنوات التالية على علاج أولسون، وافقت هيئة الغذاء والدواء الأمريكيّة (FDA) على خمس طرق علاجيّة باستخدام خلايا CAR-T، تُسْتَخدم لعلاج الأنواع المختلفة من اللوكيميا، والأورام الليمفاويّة، والأورام النخاعيّة، ويقدِّر أن عشرات الآلاف قد تلقوا العلاج بخلايا CAR-T.

وتستدرك “نتشر” فى تقريرها فتقول “إلا أن هذا العلاج باهظ التكلفة، وينطوي على خطورة، وصعب التنفيذ من الناحية التقنيّة، ولهذا، فهو يظلّ الملاذ الأخير، يُلجَأ إليه عند فشل كل ما عداه من الطرق العلاجيّة”.
ورغم أن العلاج أثبت نجاحه في حالة أولسون المشار لها آنفا، إلا أنه تجدر الإشارة إلى أن العديد من المرضى لم يصلوا إلى حالة تراجع مستمرّ للأورام السرطانية التي تصيبهم.
ففي البداية، لم تزِد نسبة متلقي العلاج بخلايا CAR-T، من المصابين باللوكيميا الليمفاويّة المزمنة، ووصلوا إلى حالة التراجع التامّ للسرطان، عن 25% إلى 35%، وهذه النسبة ارتفعت على مرّ السنوات، مع تحسين العلاج، غير أن بعضًا من هذه الحالات التي، تُظهر بعض علامات التعافي المبدئي، ينتهي بها الحال إلى الانتكاس.
ويؤكد تقرير “نتشر” أن تتبع مسار العلاج على المدى الطويل قد يكشف عن أدلة تتعلَّق بالعوامل الضروريّة لاستمرار مفعول العلاج بخلايا CAR-T.

وجدير بالذكر أنه لا يعرف العلماء حتى الآن ما هي المسببات الحقيقية لسرطان الدم (اللوكيميا)، لكن يبدو أنه يتولد ويتطور نتيجة اجتماع عدة عوامل وراثية متنوعة وعوامل بيئية معاً، لكن السرطان نفسه لا يورث.

زر الذهاب إلى الأعلى