شريف عبد القادر يكتب: يا حكومة أهل المرضى النفسيين أعياهم علاج مرضاهم

أول من أمس، اصطحب شاب شقيقته المريضة بفصام عقلى مزمن إلى مستشفى الأمراض النفسية بالعباسية بعد أن تمكن من السيطرة عليها بمساعدة أصدقائه، وفى المستشفى فوجىء برفض المسئولون احتجازها لأن الطبيب يرى أن حالتها لا تحتاج للاحتجاز (!!).
حدث هذا على الرغم من سابق احتجازها بالقسم الاقتصادى بالمستشفى منذ حوالى عام ونصف، أيضا هذه المريضة سبق إدخالها لمستشفى نفسى حكومى بحلوان بمعرفة الشرطه.

والسؤال : هل لابد من حدوث جريمة حتى يتم احتجاز المريض النفسى بواسطة الشرطة أو بقرار من النيابة؟!.
ولماذا لا تهتم الدولة بتطوير مستشفيات الأمراض النفسية لتستوعب أعداد أكثر واقامة أطول حتى تتحسن حالة المرضى؟!.
ولماذا لا يلغى العلاج الاقتصادى بمستشفى العباسية وغيرها من المستشفيات الحكومية والذى تتجاوز مصاريفه 3000 جنيه شهرياً، لا تستطيع الغالبية العظمى من المصريين توفيرها، بشكل مطلق، أو فى ظل الظروف الحياتية الآنية الصعبة على الأقل؟!.

فى الماضى وكما كان يظهر فى الأفلام القديمة كان أهل المريض النفسى عندما يستغيثون بمستشفى الأمراض النفسية، كانت المستشفى ترسل طاقما مدربا من العاملين فيها يتعامل مع المريض، ويسيطر عليه، ليصطحبه إلى لمستشفى وإخضاعه للعلاج.
أما ما يحدث منذ سنوات، فبات مضحكا، حيث يطلب من المريض أن يأتى برغبته للعلاج أو بواسطة الشرطة أو بقرار من النيابة لايداعه.

وكأن الحوادث التى يرتكبها المرضى نفسياً مع الأهل أو الجيران أو المارة بالطرقات، – والتى ارتفعت وتيرتها بشكل ملحوظ مع انتشار المخدرات – غير كافية لينتبه المسؤولون عن الصحة لوضح ضوابط علاجية للمرضى نفسياً لأن أهلهم عاجزون عن علاجهم بسبب إرتفاع تكلفة العلاج بالمستشفيات الخاصة، وكذلك العلاج الاقتصادى بالمستشفيات الحكومية.

ونتمنى على الله، والدولة، والحكومة، الاهتمام بالمرضى نفسياً لأنهم أكثر وأخطر من مصابي “فيروس سى” والسكر والضغط، الذين لاقوا عناية الدولة وأطلقت المبادرات لعلاجهم.

اقرأ ايضا للكاتب:

زر الذهاب إلى الأعلى