رشا ضاحى تكتب: اليوم المشهود

تتجه أفئدة و أنظار ملايين المسلمين غدا إلي عرفة حيث يقف حجاج بيت الله الحرام في مشهد مهيب تشتاق له القلوب ، وتهفو له الأرواح في اليوم المشهود يوم عرفة
أنه يوم أقسم الله به والعظيم لا يقسم إلا بعظيم ، فهو اليوم المشهود في قوله تعالى : ﴿وَشاهِدٍ وَمَشهودٍ﴾ (البروج: 3)
، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : اليوم الموعود يوم القيامة ، واليوم المشهود يوم عرفة ، والشاهد يوم الجمعة .
وهو أيضا الوتر الذي أقسم الله به في قوله :
﴿وَالشَّفعِ وَالوَترِ﴾ (الفجر:3)، قال ابن عباس : الشفع يوم الأضحى ، والوتر يوم عرفة .
وفضائل يوم عرفة عديدة منها
١- أنه يوم إكمال الدين وإتمام النعمة :
ففي الصحيحين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رجلا من اليهود قال له : يا أمير المؤمنين ، آية في كتابكم تقرءونها لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا .
قال أي آية ؟ قال : ﴿اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دينَكُم وَأَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتي وَرَضيتُ لَكُمُ الإِسلامَ دينًا فَمَنِ اضطُرَّ في مَخمَصَةٍ غَيرَ مُتَجانِفٍ لِإِثمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفورٌ رَحيمٌ﴾ (المائدة:3)
قال عمر : قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم : وهو قائم بعرفة يوم الجمعة .
٢- أن صيامه يكفر سنتين :
فقد ورد عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم عرفة فقال : ” يكفر السنة الماضية والسنة القابلة ” .
وهذا إنما يستحب لغير الحاج ، أما الحاج فلا يسن له صيام يوم عرفة ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ترك صومه ، وروي عنه أنه نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة .
وهذا فضل عظيم من الله على عباده الذين لم يتمكنوا من الذهاب إلى الحج .
٣- الدعاء يوم عرفة له فضل عظيم :
فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )
فإن كنا ليس بين الحجيج بأجسادنا فلنكن معهم بالدعاء
وإن كان الله جل جلاله أخفى ليلة القدر لحكمة لا يعلمها إلا هو
فهذا يوم عرفة معلوم لنا فاحبس نفسك هذا اليوم للدعاء
ولا تشغل قلبك عنه بمتاع الحياة الزائل،
أدعو وقلبك ممتلئ بحسن الظن بالله واليقين في قبول شكواك
فهو الكريم الرؤوف الرحيم الرزاق الحي القيوم الذي أمرك بالدعاء ووعدك بالاجابة ﴿وَقالَ رَبُّكُمُ ادعوني أَستَجِب لَكُم﴾ (غافر:60)
فاللهم حالنا لا يخفى عليك ورفع الضرعنا بيديك فلا تردنا خائبين وقد جئنا إليك اللهم برحمتك التي وسعت كل شيء، نسألك أن تغفر ذنوبنا، وتستر عيوبنا، وتيسر أرزاقنا، وأن تحسن أخلاقنا، وتشفي أمراضنا، وتعافينا وتحفظنا وأموالنا وأوطاننا وأولادنا، وتحقق آمالنا، وتُعِنَّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، وتوفِّقنا لما تحبه وترضاه يا رب العالمين.
كل عام وانتم بخير
دمتم في رعاية الله وأمنه.

اقرأ ايضا للكاتبة:

زر الذهاب إلى الأعلى