شريف عبد القادر يكتب: من أمريكا لسوريا.. « وقعة سودا تكونوا بخير »

“وقعة سودا تكونوا بخير”.. هذه العبارة هى لسان حال أمريكا وذيولها كلما شعروا بتحسن أحوال دولة عربية إقتصاديا.

ولو عدنا لسيرة دول عربية فى عقود ماضية سنجد تطبيق أمريكا لعبارة واقعة سودا تكونوا بخير، ظاهرة جلية على بعض الدول مثلاً دولة سوريا الشقيقة، وما حدث فيها.

وفى تسعينيات القرن الماضى تقابلت مصادفة مع صديق حيث لم نتقابل منذ سنوات نظراً لعمله بشركة بترول فى أحدى المواقع داخل مصر.

وخلال حديثنا أوضح لى الصديق الذى كان غائبا أنه يعمل منذ فترة بشركة بترول فى سوريا، ويعمل خمسة عشر يوماً هناك ويأتى لمصر لقضاء خمسة عشر يوماً فى أجازة.

وعندما تعجبت من أن سوريا بها بترول فضحك وقال سوريا تصدر الفائض عن حاجتها وهو كثير فسعدت بذلك.

وبعد فترة قليلة من هذا اللقاء لاحظت وجود ملابس وخاصة البدل إنتاج سورى ببعض المحال المصرية وكانت صناعتها متميزة تفوق المنتج المصرى وسعرها أقل كثيراً.

وفى تلك الفترة كان يسافر مصريون لسوريا وينبهروا من أسعار الملابس هناك حيث كانت مغرية ودعت البعض للعمل كتجار شنطة مثلما كان الحال فى سبعينيات القرن الماضى حيث كان يسافر تجار شنطة جوا وبحراً لبيرت بلبنان.

كما اتضح أن سوريا لديها اكتفاء ذاتى من زراعة القمح وتصدر الفائض عن حاجتها.

وطبعاً عندما تصبح سوريا قوية اقتصاديا ستقوى عسكرياً واجتماعياً وهو ما يزعج إسرائيل و أمريكا، لذلك تم وضعها ضمن الدول المستهدفة فيما يسمى الخراب العربى وحدث ما حدث لسوريا من تخريب وتدمير واحتلال أمريكا لجزء من أراضيها بحجة نشر الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان.

ومن ناحية أخرى قام التركى رجب قردوخاب باحتلال جزء من سوريا.

اجتاحتنى هذه الشواغل وأنا أتابع أخبار الزلزال المدمر الذى ضرب سوريا وتركيا، وتأثرت به العراق، ولبنان والأردن، وقلت فى نفسى، أن الدول المتضررة باستثناء سوريا لديها من الإمكانيات المادية واللوجستية ما يساعدها من التعامل مع الكارثة وتقليل حجم الخسائر وخاصة فى الأرواح، وعلاج المصابين، والشعب السورى فليتغمده ربنا برحمته.. فى الدنيا والآخرة.

وأما سوريا فبعزيمة السوريين بإذن الله ستعود أقوى وأفضل.

اقرأ أيضا للكاتب:

شريف عبد القادر يكتب: 6 عجائب مصرية

شريف عبد القادر يكتب: جريمة – للأسف – غير مخلة بالشرف

زر الذهاب إلى الأعلى