« الهوس المزيف ».. د. إيمان عبدالله تحلل شخصية مرضى الشهرة والمال

كتب: أسماء خليل

“الهوس المزيف” مصطلح ربما يدخل قريبا قاموس علم النفس، ليصف هذه الظاهرة التى انفجرت فى المجتمعات العربية، ومنها المجتمع المصرى، حيث تحول السعى لتحقيق الشهرة، والمال، إلى مرض بالفعل، أو ما يشبه المرض، وأجلى صوره وسائل التواصل الرقمية، حيث يتسابق البعض من خلالها إلى إطلاق حسابات، يتم من خلالها إنشاء قنوات للفيديوهات، أو صفحات، تحمل محتوى فاسد أو تافه أو محرض، لايهم، المهم فى نظرهم هو أن ينالوا الشهرة، والمقابل المادى الذى يمنح على ساعات المشاهدة، وعدد المشاهدين.

وهناك بالتأكيد منطلقات، ودوافع وراء هذا “الهوس”، توضحها دكتورة “إيمان عبدالله ”أستاذ علم النفس واستشاري الإرشاد الأسري، في حديثها لـ“بيان” لكنها تؤكد فى البداية أن حب الشهرة وإثبات الذات والتواجد المجتمعي شيء إيجابي بداخل كل فرد من أفراد المجتمع، فأن يكون الإنسان مشهورا برسالته السامية وسط العالم، وبأخلاقه وعلمه ومدى ما وصل إليه من نجاح، فهذا شيء لابأس به، بل واجب فخيركم من تعلم العلم وعلمه،،

وتستكمل أستاذ علم النفس، بأن المرض النفسي الحقيقي الذي يدعو إلى الهوس أن يكون ما يقدمه المرء بلا معنى ولا محتوى، ويريد الوصول إلى القمة، فهذا ما يدعو للعجب حقا!

الشهرة الفارغة

وتُرجع دكتورة إيمان إصابة الفرد بذلك الهوس لعدة أسباب، أولها “الهوس المادي”؛ حيث يسمع الشاب ويرى ليل نهار هؤلاء الذين أصبح لديهم ثراء سريع من لاشيء، فينتابهم حب التقليد من أجل الكسب المادي، ولذلك نطلق على تلك الحالة “الشهرة الفارغة”، فليس ذلك المالك للمحتوى عالما أو كاتبا أو مبدعا في أي مجال من المجالات التي من شأنها تبليغ رسالة سامية، أو على أضعف الإيمان كان له السبق بعمل شيء مادي يفيد المجتمع،،

طالع المزيد:

وترى أستاذ علم النفس أن هؤلاء لن يكون لهم أي ذكرى، فليس هناك أسبقية لديهم في أي شيء، فما يفعلونه مجرد شهرة ميتة، فمن يتم ذكرهم هم الصالحون والأولياء والشهداء والعلماء …إلخ، وكذلك أصحاب المحتوى الهادف، ولكن أولئك لديهم خواء مادي ومعنوي،،

إحباط وعُقد نفسية

وتوضح استشاري العلاقات الأسرية، بأن ذلك الشخص يكون بلا عمل، ينظر فقط لمن حوله، في إحباط نتاج عقد نفسية،فهو ليس جذابا في أي مجال، فيصبح شخص بلا هوية ولا شخصية،ما يصنع خلل فكري مجتمعي، فهم يرون الشهرة والمال دونما جهد أو ثقافة أو أي شيء، وبذلك ستُهدم أخلاق المجتمع بالبعد عن الدين والقيم،،

داء العظمة

تؤكد دكتورة إيمان أن تلك المرحلة هي الأسوء على الإطلاق بالنسبة للمتلقي؛ حيث سيبدأ المقارنة بينه وبين ذلك المريض نفسيا المُصاب بداء العظمة، ويسأل نفسه لماذا لا أصبح مثله؟!..فهو لديه رأس مال بدون عمل، ولكن في الحقيقة هم يدفعون الثمن، فهم أشخاص يظهرون بيوتهم وأعراضهم على الملأ أمام العالم،،

وتُشدد أستاذ علم النفس أن هوس الشهرة الذي يقود لصنع قنوات بلا محتوى ، يؤدي بصاحبه إلى اضطراب نفسي بالإضافة إلى أسرته والمشاهدين، فالوصول بلا جهد تشوه للهوية، وتنصح في النهاية بضرورة تشجيع أصحاب المحتوى الهادف والاقتداء بهم، فخسنًا أن نشجع الترند ولكن السوي وليس المشوه، وعلى الشباب عدم تقليد هؤلاء المحرفين فكريا من أجل تحقيق الشهرة والثراء السريع.

زر الذهاب إلى الأعلى