محمد فؤاد يكتب: أطفال اليوم مستقبل الغد
تربية الأطفال من أهم الركائز الأساسية في حياتنا؛ فمن هو الطفل؟!..وبخاصة طفل اليوم، إن طفل اليوم سواءً ذكر أو أنثى، هو شاب ورجل المستقبل، وفتاة وامرأة الغد، ففي حال اهتمامنا بهذا النبت الجميل الذي منح الله- سبحانه وتعالى- به عباده، وهذا أفضل رزق من الله – جل وعلا – إنها الذرية الصالحة، وبحق تلك الذرية هي امتداد لحسنات يزرعها الأبوان اليوم ليحصداها غدا،،
ففي حديث شريف عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول فيه“إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية، وعلم يُنتفع به، وولدٌ صالح يدعو له”..نجد الحديث النبوي يوضح أن الولد الصالح والابنة الصالحة هما امتداد للعمل الذي قام به أبواه بتربية ذلك الطفل، حتى صار رجلا صالحا أو امرأة نافعة لمجتمعها،،
إن تربية النشء ليست بالأمر السهل اليسير؛ فهي أمر يحتاج إلى مجهود كبير إنه أمر شاق جدا لمن أراد أن ينشئ ابنًا صالحا، فلابد في البداية من حسن اختيار الأم كزوجة، وكذلك اختيار الفتاة لزوج المستقبل، وأيضا حسن اختيار الاسم، فلكلٍ من اسمه نصيب، فهذا الاسم سيؤثر على الطفل بالإيجاب والسلب بالمستقبل،،
ومن أهم العناصر التربية بالقدوة؛ فلا يصح أن يكون الأب أو الأم من فئة المدخنين، على سبيل المثال، ثم ينصحا ابنهما بألا يدخن السجائر لأنها مضرة بالصحة، فكيف سيقتنع الابن بذلك، والأمثلة كثير جدا، فالطفل يصور كل شيء ويختزله منذ طفولته، لابد من توفير المناخ الجيد منذ البداية، الذي يحمل القيم السامية مثل الذكاء العاطفي، وقدرة الطفل على التعبير عن ذاته، واحترام الآخرين من حوله، وحب أخوته والتعاون، وكيفية التعامل معهم، وعدم الخوف والرهبة من المواقف المختلفة بمواجهتها بدلا من الهروب منها ،،
ولا ينبغي ألا نغفل عن تعليم الأبناء السلوكيات والأعمال التي تفيدهم بالمستقبل، كممارسة السباحة أو الرياضة المحببة للابن، وتنمية هواياته ومهارات إدارة الوقت وكيفية استثماره وكيف يستغله الاستغلال الأمثل، ونوجهه إلى المهارات المختلفة بكيفية التعامل مع الآخرين، وتنظيف بيئته من حوله، فإن من يقم بعمل نبيل يكون هو عنوانا لأسرته، ليس بالشعارات ولكن بالقدوة،،
ولا ينبغي أن نغفل دور المدارس، فبجوار التنشئة المنزلية، يقوم المعلمين بتذكير الأبناء بالقيم الجميلة والثقة بالنفس والمهارات الذاتية، وتنمية الهوايات وكيف يستثمرونها، وتنمية روح الإخاء والتعاون، فيكون بالمستقبل جيلا واعيا خال من الطبقية والعنصرية والأنانية وكثير من الصفات السيئة،،
إن من أكثر ما يلفت الانتباه، من يقول“ هذا جيل ما يعلم به إلا ربنا”..فماذا أعطينا لذلك الجيل كي نأخذ منه؟!.. وسط الجري وراء المادة والكماليات والمظاهر، فقد طغت الماديات وعدم القناعة والتطلعات على المشاعر الجميلة بين الآباء والأبناء، فمن الذي يربي الأبناء إذن؟!..ربما جليسة الأطفال!!..
هناك كثير من الأخطاء يرتكبها الآباء والأمهات في حقوق أولادهم، أهمها عدم منح الوقت الكافي للأطفال وعدم المتابعة وسعة الصدر، وأخيرا ندعو الله- سبحانه وتعالى- أن يربي جميع خلقه، ودائما علينا بتلك الحكمة “اجعل من يراك يدعو لمن رباك”.
………………………………………………………………………………………
– كاتب المقال: مهندس محمد فؤاد مدير عام تنفيذى بإحدى شركات وزارة البترول ومحاضر معتمد من مركز الدراسات الاستراتيجية جامعة عين شمس وخبير الطاقة.
