عرب ناجحون فى المهجر (1) ديانا العرب أميرة القلوب سهام الزرلي 

إكرامى هاشم

رسالة إيطاليا: إكرامى هاشم

إيمانا من القائمين على “موقع بيان” أن عليهم دورا فى دعم وتشجيع، المصريين والأشقاء العرب على الإجادة والنجاح، فى الداخل وفى بلاد الغربة أو المهجر، أينما كانوا نقدم هذه السلسلة التى تركز على تقديم نماذج استطاعت أن تتحدى كل الظروف والمعوقات، وتثبت ذاتها، لتصل إلى أهدافها المنشودة.. وصارت مثالا وقدوة أمام المجتمعات الجديدة التى تعيش فيها، وهى فى كل الأحوال نماذج ناجحة، وتستحق أن نبرزها ونشيد بها.

                                                                                    بيان

“من جنوب تونس إلى عرش سيدات الأعمال في إيطاليا.. رحلة ليست سهلة، ولا مفروشة بالورود، قطعتها سهام الزرلي التونسية الأصل، فمن هي تلك السيدة، التى يطلق عليها أبناء الجالية العربية في إيطاليا لقب: “ديانا العرب” تيمنا بالأميرة البريطانية الراحلة “ديانا”.

من هى؟

من هى سهام الزرلي؟.. وما سبب إطلاق هذا الاسم عليها؟.
ولدت “الزرلي” ونشأت في إحدي مدن جنوب تونس، المعروفة كغيرها من مدن الجنوب في العالم بتقاليدها، وعاداتها، لاسيما العربية.

وفي منتصف التسعينيات من القرن الماضي، قررت الشابة “الزرلي” الهجرة إلي إيطاليا بحثا عن مستقبل أفضل، وأرض جديدة تستطيع تحقيق ذاتها و طموحاتها فيها.

وبمجرد أن وطئت قدماها الأراضي الإيطالية قررت ألا تكون مهاجرة نمطية، وقررت التمرد علي الإطار النمطي للمهاجرين ولاسيما المهاجرين العرب، وبناء على ما قررته شرعت من أول لحظة فى أرض غربتها، تصنع بإرادتها نموذجا إيجابيا للمرأة العربية.

البداية

من هنا كانت البداية كما تروي “زريلي” بنفسها في حوار خاص لـ “موقع بيان” جاء فيه الآتى:

كانت أولى الصعاب، والتحديات التى واجهتها لغة البلاد “الإيطالية” وقررت الإسراع بتعلمها ونجحت في اتقانها في وقت قياسي وحصلت علي شهادة الإجادة فيها مما مكنها من الدراسة بإيطاليا حتي إلالتحاق بالجامعة لإستكمال دراستها الجامعية واختارت كلية التجارة والاقتصاد ليتكون مجال دراستها.

حصلت علي شهادة البكالوريوس في كلية التجارة والاقتصاد – جامعة روم،ا وفي الأثناء جذبها مجال العمل التطوعي فقررت الانضمام إلي بعض الجمعيات المدنية والتي تعمل في مجال خدمة المهاجرين، فوظفت إمكاناتها لتلك لخدمة المهاجرين من العرب الوافدين حديثا إلي إيطاليا، واقطعت من وقتها الكثير لأجل الأخذ بيد هؤلاء المهاجرين والعمل علي إدماجهم في المجتمع الإيطالي.

أميرة القلوب

واستمرت تؤدى رسالتها مخلصة فيها حتي تعلقت بها قلوب الجالية العربية، والوافدون الجدد، وقد أصبحت هي ملاذهم في أزماتهم حتي باتوا يطلقون عليها لقب “ديانا العرب” نسبة إلي الأميرة الراحلة ديانا أميرة ويلز السابقة، أو “أميرة القلوب” كما أطلق عليها الناس، وهو لقب الذي اختاره أبناء الجاليات التونسية في مختلف البلدان الأوروبية بعدما ذاع صيتها بينهم لشغفها بالأعمال الخيرية و التطوعية لبني وطنها .

وفى نزوعها إلى العمل التطوعى، جاءتها فكرة تأسيس جمعية تكون خدماتها موجهه بالدرجة الأولي إلي أبناء الجاليات العربية وكان ذلك في بداية الألفية الحالية، بعد أن تشبعت بالخبرات في مجال العمل التطوعي، ومن هنا كانت جمعيتها التى تحمل اسم:  “La palma del sud Aprilia” والتي تعني “نخلة الجنوب” ومقرها مدينة أبريليا جنوب روما مشتقة اسمها من رمز من رموز موطنها تونس و هو نخيل التمر التونسي.

ونجحت “ديانا العرب” من خلال الجمعية، في تقديم كافة أنواع الدعم لأبناء العرب في روما ولاسيما المرأة والعمل علي دمجهم في المجتمع الجديد مستثمرة خبراتها وإمكاناتها و طاقتها من أجلهم.

شخصية قيادية

ومع تمتعها بشخصية قيادية قررت “الزريلي” صعود سلم العمل بمفردها فى مواجهة كل التحديات راغبة في تغيير نظرة المجتمع الغربي النمطية للمرأة العربية، وإيمانًا منها بقدرة المرأة العربية علي النجاح و القيادة علي حد تعبيرها.

وجاء اختيارها لمجال عملها ليس بعيدا عن شغفها بالعمل المجتمعي، حيث قامت بتأسيس وإدارة 3 دور لرعاية المسنين بمنطقة أبريليا بجنوب روما تحمل إسم “فيلا سهام”.

وعن تلك الدور تقول الزرلي إنها اختارت هذا المجال بالذات لشعورها بمسؤولية تجاه هولاء المسنين، ورغبتها في توفير حياة أفضل لهم، وإنها تشعر تجاههم كأنهم عائلتها، وهو الأمر الذي أكده المقيمين في الدار لمراسل بيان أثناء زيارته للدور حيث قال أحد نزلاء الدور و هو مسن يبلغ من العمر 85 عاما إنه منذ أن قرر دخول الدار وهو يشعر وكانه في بيته، وقالت مسنة إنها أخيرا أحست بوجود عائلة لها، وابنة حنون ترعاها فى إشارة إلي الزريلي.

إحدي العاملات بالدار أكدت أنهن – كمساعدات للزرلي – يشعرن بأنهن شركاء في العمل ولسن عاملات، وذلك بفضل الشخصية القيادية التي تتمتع بها الزريلي.

طالع المزيد:

جمعية الصداقة الإيطالية العربية تكرّم سفير السودان بروما.. خاص

لنشر المحبة وﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻭﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ.. تكوين منتخب الشرق الأوسط لكرة القدم | خاص

إدارة “الزرلي” لتلك الدور، على الكيفية السابقة عكست صدي كبير في إيطاليا وأصبحت حديثا لوسائل الإعلام، الأمر الذي أثمر عن إختيارها و تكريمها ضمن أفضل 100 سيدة أعمال بإقليم لاتسيو من قبل رئيس الإقليم، زينجاريلي وذلك في العام 2015، وهو ما دفع وسائل الإعلام الإيطالية علي تسليط الضوء علي التكريم مستخدمة عبارات مثل: “المهاجرون يستطيعون النجاح”.

إرادة حديدية

الزرلي التي تمتلك إرادة حديدية ورغبة لا تتوقف عن النجاح لم تقف عند تلك الخطوة، بل جعلتها دافعا وحافزا لخطوات أخري متحدية نفسها حتي تم تتويج نجاحاتها بحصولها علي جائزة “موني جرام أوورد” وهي ميدالية ذهبية تمنح لأفضل رواد الأعمال في إيطاليا، وكان اختيارها ضمن أفضل 500 رائد أعمال في إيطاليا.

وعلي الرغم من اندماجها في المجتمع الإيطالي، كونها سيدة ناجحة لم يؤثّر وجودها وذوبانها في المجتمع الإيطالي علي هويتها وجذورها العربية التونسية، فدائما ما تحمل اسم بلدها في كل المحافل والمناسبات وتعلن بفخر عن أصولها التونسية.

تمثيل بلادها

ويتجلى ما سبق من خلال تنظيمها لأول مسابقة عالمية ومهرجان هو الأول من نوعه في العالم للطعام التونسى الشهير، “مهرجان الكسكسي” وهو الطبق الشعبي التونسي الأول، ويقام المهرجان سنويا في روما ويحل الموسم السابع له هذا العام، فى أواخر شهر يونيو المقبل، ويتم حخلاله التعريف بالطبق التونسي، ويشارك في المهرجان أبناء الجاليات العربية.

أيضا تمثل “الزرلي” بلادها تونس في مهرجان ومعرض “إكسبو الدولي” الذي سوف يقام في مدينة روما منتصف شهر يونيو المقبل عرفانا منها بفضل موطنها عليها.

“الزرلي” طاقة لا تتوقف عن العمل والعطاء عندما تراها مع الإيطاليين تشعر أنك أمام سيدة ولدت ونشأت علي الأرض الإيطالية، وعندما نجتمع مع أبناء عروبتها تشعر أنك امام سيدة لم تخرج من حدود بلادها متشبعة بالتقاليد والهوية العربية وذلك لأنها نجحت في تحقيق المعادلة الصعبة ألا وهى: “الاندماج في المجتمع الغربي مع الحفاظ علي الهوية العربية”.

سهام الزرلي مع إكرامى هاشم مراسل "موقع بيان" فى إيطاليا
سهام الزرلي مع إكرامى هاشم مراسل “موقع بيان” فى إيطاليا

أسباب النجاح

وعن أسباب نجاحها في بلاد المهجر تقول “الزرلي” إن أهم مقومات النجاح للمغترب هو تحديد الهدف والعمل علي تحقيقه والاستعداد للتحدي والثقة في إرادة الله والإيمان بأن كل خيرا يأتي من عنده، مع محاولة جلب الطاقة الإيجابية وطرد كل عوامل الطاقة السلبية وعدم اليأس أو الاستسلام للعثرات.

التحديات

وعن أكثر التحديات التي واجهتها أكدت “الزرلي” أنها واجهت الكثير من التحديات، وخاصة تحدي أعداء النجاح، الذين يقفون دائما في وجه أي ناجح.

وعن كيفية مواجهة هذه الفئة، قالت الزريلي إنها واجهتهم بتجاهلهم والرد عليهم بالنجاح أكثر .

الزريلي نموذج مشرف للمرأة العربية، فى جميع أحوالها، وتستحق أن تكون مثالا لكل الطيور العربية المهاجرة، وتستحق عن جدارة لقب “ديانا العرب”.

زر الذهاب إلى الأعلى