رئيس الاتحاد العام للعمال المصريين في إيطاليا ينجح في رفع علم مصر في أكسبو.. عرب ناجحون (2)

إكرامى هاشم

رسالة إيطاليا: إكرامى هاشم

تتأهب العاصمة الإيطالية روما وتتجهز وتتزين لإستقبال ضيوف وزوار المعرض الدولي EXPO والذي سوف يقام في المدينة التاريخية خلال الفترة من 16 إلى 18 يونيو الحالي حيث يجري العمل علي قدم وساق من أجل الترتيب للحدث العالمي.

وتتوجه عيون الشركات و المنظمات الإقتصادية حول العالم إلي العاصمة الإيطالية وكذلك المستهلكين والذي سوف يشهد معروضات لمنتجات متعددة الجنسيات مما يعد فرصة للتبادل الثقافي والحضاري علاوة علي التجارة .

وكان لمصر نصيبا في هذا العرس الثقافي والتجاري من خلال تخصيص جناح فى المعرض، يتم فيه عرض المنتجات المصرية لأبناء الجالية المصرية في إيطاليا والذي يتولي رعايته “الاتحاد العام للعمال المصريين في إيطاليا ” والذي يترأسه المهاجر من أصول مصرية الدكتور عيسي أسكندر أحد الطيور المصرية الناجحة، في بلاد المهجر وأحد عناصر القوة الناعمة لبلاده.

من هو؟

في أوائل الثمانينات من القرن الماضي، وطأت قدمى عيسى اسكندر، الأراضي الإيطالية بعد حصوله علي شهادة الثانوية من مصر باحثا عن حياة أفضل كغيره من شبان جيله والذين هاجروا في تلك الفترة إلي بلدان مختلفة عائدين بحفنة من النقود إلا أن عيسي لم يكن بالشخصية النمطية، أو نموذج المهاجر الباحث عن حفنة من الدولارات .

كان بداخله طموح أبعد من ذلك فما أن حل اسكندر علي أرض إيطاليا حتي قرر الإستفادة من العالم الجديد وكسر النوذج النمطي للمهاجر العربي وقرر علي الفور التعرف علي الثقافة الإيطالية والاندماج في المجتمع الجديد وبدء رحلة نجاح لم تكن أرضها ممهدة ولم تخلو من العقبات والتحديات .

كانت أولي خطواته في رحلة النجاح هو تعلمه للغة الإيطالية والتي نجح في إجادتها في وقت قياسي، الأمر الذي مكنه من الإلتحاق بالجامعة لإستكمال دراسته فكانت جامعة بروچيا هي محطته الثانية في رحلته والتي تخرج فيها حاملا شهادة الإجادة في العلاقات الدولية الأمر الذي مكنه من العمل كمحلف ووسيطا ثقافيا لدي محاكم روما وتكليفه مستقبلا بأن يكون مسؤولا عن العلاقات الدولية للاتحاد العام لنقابات عمال إيطاليا.

عمله فى الاتحاد العام لنقابات عمال إيطاليا، مكنّه من التعرف عن قرب علي مشاكل المهاجرين العرب وخاصة العمال والذي أكتشف من خلاله مدي عدم دراية الكثير منهم بقوانين العمل ومن ثم عدم معرفتهم بحقوقهم وواجباتهم الأمر الذي يؤدي في أحيان كثيرة لتعرضهم للاستغلال.

ولكونه محبا لأبناء وطنه من المهاجرين بدأ في العمل علي مساعدتهم وتقديم يد العون لهم ومدافعا عن حقوقهم وكانت تلك نواة تكوين مؤسسته العمالية “اتحاد العمال المصريين في إيطاليا” والذي أنشأه في بداية التسعينيات من القرن الماضي نزولا على رغبة العديد من المهاجرين المصريين في إيطاليا وقتها.

كان الاتحاد الوليد بمثابة مظلة للعاملين المصريين في إيطاليا وسرعان ما انضم إلي إتحاد النقابات العام في إيطاليا والذي يهدف بالدرجة الأولي إلي تعريف العمال بحقوقهم والدفاع عنها وإرشادهم إلي واجباتهم مستعينا بقافلة من أمهر المحامين في مجال العمل والهجرة وبالتعاون مع عديد من المنظمات الحقوقية وخاصة التي تعمل علي دمج المهاجرين في إيطاليا.

كان لنجاح ذلك الإتحاد أثرا كبيرا لدي منظمات العمل الإيطالية الأمر الذي أثمر عن عقد إتفاقية توأمة بينه وبين إتحاد النقابات العام في إيطاليا في سابقة تعد الأولي من نوعها للمهاجرين في إيطاليا .

ولم يتوقف شغف اسكندر بالعمل العام ورغبته في خدمة أبناء وطنه من المهاجرين في إيطاليا فكان مشروعه التالى “لم شمل الأسر المصرية ” والذي يهدف إلي تعريف الأسر المصرية الحديثة العهد بالمجتمع الإيطالي بالثقافة الإيطالية من خلال إمدادهم بدورة مكثفة لتعلم اللغة الإيطالية وأسس الإندماج في المجتمع الإيطالي وذلك قبيل مجيئهم لإيطاليا لمرافقة رب الأسرة هناك.

وأتم مشروع “لم شمل الأسر المصرية “، مرحلته الأولي بنسبة نجاح تخطت الـ 95% ما حفزه ليستعد من أجل إطلاق المرحلة الثانية من المشروع.

اسكندر علي الرغم من إندماجه الكامل في المجتمع الإيطالي إلا أنه يحمل وطنه في قلبه وعقله فدائما ما يتواجد في المحافل والفعاليات حاملا علم بلاده مصر متحدثا عن عظمتها ومفتخرا بكونه مصريا .

طالع المزيد:

خاص: بمشاركة عربية ومصرية.. الإعلان عن تشكيل منتخب البحر المتوسط لكرة القدم في روما

في نسختها الثانية.. مبادرة ملكة بالحجاب عرس حقيقى لفتيات المسلمات فى إيطاليا

ولم يتوقف طموح الدكتور عيسي إسكندر، ورغبته في الاستمرار في النجاح، وتقديم ما يستطيع من دعم للمهاجرين المصريين في إيطاليا فاستثمر عمله كنقابي بإقامة مشروعات في بلدان عربية وأفريقية مختلفة من خلال موقعه كمدير إقليمي للكونفدرالية الإيطالية للتنمية الإقتصادية وذلك من أجل المساعدة في التنمية الإقتصادية لتلك البلدان وخلق فرص عمل لأبناءها من خلال التعاون مع الإتحاد الاوروبي .

وكان دليل نجاحه وكسره لكل الحواجز هو اختياره مديرا للمرصد المتوسطي للدراسات السياسية والإقتصادية والإجتماعية والذي يقوم بتدريب أعضاء البرلمان الإيطالي علي أسس السياسية وقواعد البرتوكول .

عيسي إسكندر طاقة لا تتوقف عن العمل والعطاء شخصية تجعلك تقف أمامها حائرا فإذا شاهدته مع الإيطاليين تشعر أنك أمام شخصية إيطالية مائة في المائة وإذا وجدته بين أبناء بلده من المصريين تشاهد نموذج لـ”ابن البلد ”
الذى نجح في تحقيق المعادلة الصعبة ( الإندماج في المجتمع الغربي مع حفاظه علي هويته ومصريته الأصيلة).

زر الذهاب إلى الأعلى