طارق صلاح الدين يكتب: جمال عبد الناصر وثورة يوليو والعيد الأول بعد السبعين للثورة

بيان
يقاس عمر الثورات بما تحققه لأوطانها وثورة يوليو ارتبطت بجمال عبدالناصر وامتزج عمرها بعمره ولفظت أنفاسها مع خروج آخر أنفاس الزعيم جمال عبد الناصر.
لكن ماذا حققت ثورة يوليو لمصر وشعبها؟
يعتبر إنجاز ثورة ٢٣يوليو الأول هو القضاء على حكم أسرة محمد على وطرد آخر ملوكها فاروق الأول من مصر والذى سأذكر موقف واحد له يثبت بما لايدع مجالا للشك أنه كان يستحق الطرد من مصر فقد أهدر هذا الملك الأرعن سمعته وسمعة مصر كلها عندما حاصرته الدبابات البريطانية فى ٤فبراير ١٩٤٢ لتجبره على تكليف النحاس باشا بتشكيل وزارة وفدية خالصة ولتعيد هذه الدبابات ذكرى سوداء في ذاكرة المصريين وهى احتلال مصر ١٨٨٢ فماذا فعل الملك فاروق ليثأر لنفسه من بريطانيا؟
لقد أبدى الملك فاروق بعد حادث ٤ فبراير رغبته فى الحصول على لقب ورتبة جنرال فى الجيش البريطانى ليصبح أحد ضباط جيش احتلال مصر وبالطبع وافقت بريطانيا على طلب فاروق وانعم عليه أسياده البريطانيين بهذه الرتبة العسكرية ولكن الصحافة البريطانية بالغت في الاستهزاء بفاروق حيث نشرت جريدة((صنداى اكسبريس))في عددها الصادر يوم ١٧يوليو ١٩٥٠ان منح فاروق رتبة الجنرال يعد إهانةالجيش البريطانى.
ونشرت صحيفة((نيوز كرونيكل))فى نفس اليوم بصورة مخزية تعليق يقول أن الملك فاروق ينمو كالتوت الشيطانى ولايستحق لقب جنرال فى الجيش البريطانى.
ولك أن تتخيل عزيزى القارىء حجم الإهانة التى ألحقها هذا الملك بنفسه وبمصر فكان حتما اقصاءه عن حكم مصر وطرده خارج البلاد.
ننتقل إلى الإنجاز الثانى لثورة يوليو ١٩٥٢ وهو طرد الإنجليز من مصر وإعلان الإستقلال وللتدليل على حجم هذا الإنجاز نتذكر إحدى الصفحات السوداء للإحتلال البريطانى فى مصر حيث يذكر المؤرخ عبدالرحمن الرافعى فى كتابه ثورة ١٩١٩ تاريخ مصر القومى من ١٩١٤ إلى ١٩١٩ وتحديدا في صفحة ١٩٥ قيام الإنجليز أثناء ثورة ١٩١٩ باقتحام بلدة نزلة الشوبك مركز العياط يوم ٣٠مارس ١٩١٩ وسلبوا ما وصلت إليه أيديهم من مال وحلى واعتدوا على أعراض النساء وقتلوا عبدالتواب مصطفى حين كان يدافع عن عرض زوجته وكذلك فعلوا بشيخ الخفراء وقتلوا زوجة سليمان محمود الفولى وهى تدافع عن شرفها وأشعلوا النار في منازل البلدة وقبضوا على الشيخ عبدالغنى إبراهيم طلبة واخيه عبدالرحيم وابنه سعيد وخفاجة مرزوق من أهالى البلدة ودفنوهم في الأرض حتى أنصاف أجسامهم بدعوى التحقيق معهم ثم قتلوهم رميا بالرصاص.
هذا هو الحال الذى كان عليه الإحتلال البريطانى لمصر والذى فشلت جهود طرده على مدى ٧٢ عاما حتى أستطاع جمال عبد الناصر تنفيذ هذا الجلاء مرتين الأولى بتوقيع اتفاقية الجلاء مع بريطانيا عام ١٩٥٤ والثانية بعد طرد آخر جندى بريطانى من مصر عقب العدوان الثلاثي عام ١٩٥٦.
نجحت ثورة يوليو وزعيمها جمال عبد الناصر في تحقيق أكبر إنجازين على الإطلاق وهما طرد الملك فاروق ومعه الإنجليز من مصر.
وإلى المقال القادم إن شاء الله لنتحدث عن إنجاز جديد من إنجازات ثورة ٢٣يوليو ١٩٥٢ .

طالع المزيد:

طارق صلاح الدين يفند أشهر الأكاذيب التى تم إطلاقها على عصر عبد الناصر (10) ثورة يوليو ١٩٥٢

طارق صلاح الدين يفند أشهر الأكاذيب التى تم إطلاقها على عصر عبد الناصر (9) إعتماد خورشيد

زر الذهاب إلى الأعلى