خاص | غبار معركة «البوركيني» في إيطاليا يصيب المسلمات.. ما القصة؟!

 

 

 

رسالة إيطاليا: إكرامى هاشم

أثار الإعلان عن تجمع لعدد من السيدات المسلمات لقضاء وقت خاص بهن (للسيدات) فى حمام للسباحة بأحد المنتزهات؛ أزمة وجدل، فى الأوساط السياسية الإيطالية، وخاصة من قبل بعض الأحزاب اليمينية في إيطاليا وعلي رأسها حزب رابطة الشمال الذي يتزعمه اليميني المتطرف ماتيو سالفيني، وانتهى هذا الجدل إلغاء الفاعلية.

ما القصة

تعود الأحداث إلي الإسبوع الماضي عندما أعلنت مجموعة من النساء المسلمات، المقيمات بمنطقة ميلانو عبر وسائل التواصل الإجتماعي عن نيتهن لإقامة يوم ترفيهي مخصص للنساء المسلمات فقط، وحددن أحد المنتزهات الخاصة والذي يضم حماما للسباحة يمكنهن الخوض فيه بملابس الاستحمام للمحجبات “البوركيني”.

وتم الاتفاق فعليا مع إدارة المتنزه علي تخصيص ذلك اليوم لهن ، وبشرط عدم تواجد أي رجل في المكان، وتعطيل عمل كاميرات المراقبة، وقمن بتدشين صفحة علي منصة “فيسبوك” للترويج للفاعلية تحت اسم: “حمام البهجة”.

ولاقت الدعوة للفاعلية إقبالا كبيرا من السيدات المسلمات وقبل الموعد المقرر لهذا اليوم الترفيهي بأيام قليلة، فجأة أطلقت أحزاب اليمين الإيطالى، حملة هجوم علي الفعالية بداية من الفكرة، وطالت الحملة منظمي الحدث، كما طال الهجوم إدارة المنتزه الذي وقع عليه الاختيار.

تزعم الحملة حزب رابطة الشمال ورئيسه سالفينى اليمينى المتطرف، والمعروف يمواقفه الرافضة للمهاجرين، وخاصة المسلمين، ووصل الأمر إلي تقديم طلب إحاطة في مجلس الشيوخ الإيطالى، من قبل أحد الأعضاء، وكذا عضو البرلمان الأوروبي إيزابيلا توفاجلييري و التي وصفت الفاعلية قائلة: إنها “حفلة تحت لواء الفصل العنصري ، والتي ستفتقر أيضًا إلى بعض الإجراءات الأمنية ، حيث سيتم إطفاء كاميرات المراقبة للسماح للضيوف بقضاء يوم خالي من أشعة الشمس، ومن أعين المتطفلين ” (والتعبير الأخير نقلا عن ملصق الحدث).

طالع المزيد:

خاص | إيطاليا فرحانة بقرار العفو الرئاسي عن باتريك.. وميلونى تشكر الرئيس السيسي

وأضافت: “لم يعد بوسعنا قبول عذر التمييز والاندماج الصعب ، عندما يكون المهاجرين المسلمين أنفسهم هم الذين يريدون عزل أنفسهم عن المجتمع الذي اختاروا العيش فيه ، وإدامة استخدامات وعادات لا تتوافق مع عاداتنا ، والتي تتعارض مع الفتوحات. والحقوق التي اكتسبتها المرأة بشق الأنفس في الغرب”.

والضجة والجدل اللذان أديا في النهاية إلي إعلان إدارة المنتزه عن إلغاء الاتفاق، وإقامة الفاعلية، وهو الأمر الذي أثار استياء أبناء الجالية المسلمة في إيطاليا وأعاد إلى الواجهة الجدل بشأن “البوركينى”.

ولم ينته الجدل عن النتيجة الأخيرة، لكن تجدد هذا الأسبوع في إحدي البلديات التابعة لإقليم فينيسيا جوليا وهي مدينة منفلكوني والتي أعلنت عمدتها “آنا ماريا سيسين” عضوة حزب الرابطة قرارا بمنع السيدات المسلمات من نزول البحر بـ “البوركيني” معللة قرارها بأن هذا “اللباس” مخالف للتقاليد و الثقافة الإيطالية وهو أمر غير مقبول من وجهة نظرها.

وأردفت المسئولة الإيطالية، أن أولئك الذين يأتون من واقع غير واقعنا عليهم واجب احترام القواعد والأعراف، وأن الوصول إلى الشاطئ والماء بملابس غير لباس السباحة “أمرًا مرفوضا”

وأضافت مشددة على ما وصفته بأنه “أشكال أسلمة أراضينا”، لا يمكن قبولها ، والتي توسع ممارسات ذات قيمة مريبة من وجهة نظر اللياقة والنظافة”.

زر الذهاب إلى الأعلى