مخطط أمريكي أوروبى لتعطيل تطبيع العرب مع سوريا

 

 

 

تقرير: أشرف التهامي

أكد جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي، أن أمريكا تستعد لتنفيذ عملية استفزاز باستخدام المواد الكيميائية السامة، بهدف تعطيل عملية التطبيع العربي.
ونقل بيان صادر عن جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي، عن مديره سيرغي ناريشكين، تأكيده أن “الأنجلو ساكسون، كما يفعلون عادة، يستعدون لدعم مكائدهم بحملة إعلامية قوية، هدفها هو أن يُظهروا لدول العالم العربي بأن خيارهم المتمثل باستئناف الحوار مع الرئيس (السوري) بشار الأسد كان “خطأ استراتيجيا”، وأن أولئك الذين لا يوافقون على هذا النهج مهددون بشكل مباشر بالعقوبات”.وأشار البيان إلى أن نائب قائد القيادة المركزية للجيش الأمريكي، جيمس ميلوي، يقود أنشطة “داعش” الإرهابية (المحظورة في روسيا وعدة دول)، في جنوب سوريا وفي دمشق.وأشار البيان إلى أن الأمريكيين سلموا تنظيم “داعش”، جنوبي سوريا، صواريخ مزودة برؤوس تحتوي على مواد سامة.وجاء في البيان:
“الأمريكيون لم ينسوا التابعين لهم من داعش الارهابي في جنوب سوريا، فقد سلموهم صواريخ مزودة برؤوس حربية مزودة بمواد سامة، قرب مناطق الحوية وزافريا، على مقربة من قاعدة التنف العسكرية الأمريكية”.
“إن دعم أمريكا للإرهاب ليس بجديد فهي تستخدمه كأحد أسلحتها الناجعة لتدمير الشعوب والدول منذ أفغانستان والعراق وقبل ذلك حتى، وهذا جاء على لسان كلينتون وترامب عندما أكد أن الولايات المتحدة الأمريكية صنعت داعش الارهابي، والذي اختلف هو طريقة القتل بتطويره من استخدام الأسلحة التقليدية إلى الأسلحة الفتاكة والمواد السامة”.
إن استخدام الإرهابيين لصواريخ تحمل رؤوسا سامة يعني إبادة جماعية للشعب السوري، ويجب على المجتمع الدولي أن يتحرك والدول الكبرى ومجلس الأمن للضغط على أمريكا وردعها ووقف هذه الأعمال الإرهابية، خاصة وأن سوريا بدأت بالخطوات الأولى للتعافي من الإرهاب والدمار وبدأ الشعب نوعا ما يتنفس الصعداء، وإذا عدنا إلى بداية الأزمة سيكون لدينا وضع مأساوي نفسي ومجتمعي، ولكن كل هذه المحاولات لن تستطيع أن تؤثر بشكل كامل على العلاقات السورية العربية بل قد تعرقلها وتعيقها كما نضع العصي بالعجلات.

الاتحاد الأوروبي يجدد رفضه التطبيع مع الدولة السورية.. هل فشل الضغط العربي؟

لمرتين خلال أسبوع، أعاد الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل ، التأكيد على ثبات موقف التكتل الأوروبي من التطبيع مع الدولة السورية ، موضحاً أن عودة العلاقات مع الدولة السورية ليست خياراً مطروحاً، قبل إحراز تقدم في المسار السياسي السوري.
وفي بيان قال بوريل: “إن التكتل سيواصل العمل عن كثب مع الشركاء العرب والدوليين لتحقيق الأهداف المشتركة”، مضيفاً أنه “من جانبنا، فالظروف لم تتهيأ بعد للتطبيع مع الدولة السورية ، وشروط التطبيع مع الدولة السورية باتت بعيدة المنال، سنكون مستعدين للمساعدة في إعادة إعمار سوريا فقط عندما تجري عملية انتقال سياسي شاملة وذات مصداقية”.
ويبدو أن تصريح بوريل الأخير جاء رداً على ضغط “سعودي-إماراتي” على الاتحاد الأوروبي بهدف إعادة العلاقات الدبلوماسية الأوروبية مع الدولة السورية وتخفيف العقوبات المفروضة عليه.
وكانت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية قد كشفت قبل أيام نقلاً عن مصادر مطلعة، عن ضغوط من مسؤولين سعوديين وإماراتيين على نظرائهم في الاتحاد الأوروبي على مستويات مختلفة خلال الأشهر الماضية، مضيفة أن “المسؤولين اعتبروا أن التحركات الدبلوماسية لإنهاء الصراع السوري المستمر منذ 12 عاماً، غير مجدية ما لم يتم تخفيف العقوبات للمساعدة في إنعاش الاقتصاد السوري المنهار”.

المعارضة الإرهابية ترحب بتعنت الاتحاد الأوربي

من جانبه، رحب ممثل الائتلاف السوري الارهابي المعارض في بروكسل بشار الحاج علي، بثبات الموقف الأوروبي على مستوى الدول والاتحاد في الملف السوري، مؤكداً أن تصريحات بوريل الأخيرة تؤكد فشل الضغط الذي تمارسه بعض الدول العربية على أوروبا لدفعها إلى مراجعة مواقفها في سوريا، وخاصة بعد إعادة الدولة السورية إلى جامعة الدول العربية.
وأضاف أن تصريحات بوريل الأخيرة، وأيضاُ تلك التي أدلى بها قبل أيام خلال انعقاد مؤتمر المانحين في بروكسل والتي أعلن فيها عن رفض الاتحاد الأوروبي التطبيع مع الدولة السورية ، تؤشر إلى عدم تجاوب التكتل الأوروبي مع مطلب بعض الدول العربية، حيث يشترط الاتحاد الأوروبي تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وبيان جنيف بما يضمن تحقيق طموحات السوريين، قبل رفع العقوبات عن الدولة السورية والتطبيع معها.
وتابع الحاج علي من بروكسل، بأن الاتحاد الأوروبي لن يغير موقفه رغم المحاولات العربية الساعية إلى دفع الاتحاد الأوروبي إلى تقديم تنازلات الدولة السورية ، وقال: “على النقيض، يمكن القول إن مواقف أوروبا وأمريكا تتجه إلى التشدد أكثر ضد الدولة السورية التابع لروسيا، نظراً للتشابك بين الملفين السوري والأوكراني”.
من جانب آخر، أشار ممثل الائتلاف الارهابي إلى الجولة الأوروبية التي أجراها وفد من الائتلاف وهيئة التفاوض السورية الارهابيين الأخيرة، وقال: “أكد وفد المعارضة خلال جولته على ضرورة رفض التطبيع مع الدولة السورية ، وبعد ذلك اجتمعت مكونات هيئة التفاوض في جنيف مطلع حزيران/ يونيو الحالي، وأعلنت بكل مكوناتها عن رفضها التطبيع مع الدولة السورية ” على حسب قوله.

التطبيع العربي مع النظام بدون أفق

من جهته، يرى المحلل السياسي والخبير في السياسات الأوروبية أسامة بشير، “، أن التطبيع العربي مع الدولة السورية وإعادتها إلى الجامعة العربية، يبقى محدود التأثير في حال واظب الغرب على موقفه بعدم رفع العقوبات.
ويبدو من وجهة نظره أن الخط العربي الداعم لتعويم الدولة السورية اقتنع بفشل جهوده ومساعيه الرامية إلى إعادة إنتاج الدولة السورية ، ولذلك بدأت بعض الدول بمحاولات إقناع الاتحاد الأوروبي بضرورة رفع العقوبات عن النظام، مدعية أن هذه الخطوة من شأنها البدء بمعالجة ملف اللاجئين السوريين.
لكن، مواقف الاتحاد الأوروبي واضحة، كما يؤكد بشير، مشيراً كذلك إلى قانون “مناهضة التطبيع مع الدولة السورية ” الذي تتم مناقشته في الكونجرس الأمريكي، والذي يمنع الإدارات الأمريكية من التطبيع مع أي حكومة سورية يترأسها الأسد.
وبذلك يصف بشير الخطوات العربية نحو الدولة السورية بـ”الحلول القاصرة”، ويقول: “لقد تجاهلت الجامعة قرار مجلس الأمن وقرارات جنيف، والآن تجد نفسها أمام معضلة حقيقية، فمن جهة المجتمع الدولي يرفض التطبيع مع الدولة السورية ويمنع بدء مرحلة الإعمار من خلال العقوبات، ومن جهة أخرى لا تقدم الدولة السورية أي تنازلات للعرب وخاصة على صعيد علاقتها وتحالفها مع إيران”.

وبذلك يصف بشير الخطوات العربية نحو الدولة السورية بـ”الحلول القاصرة”، ويقول: “لقد تجاهلت الجامعة قرار مجلس الأمن وقرارات جنيف، والآن تجد نفسها أمام معضلة حقيقية، فمن جهة المجتمع الدولي يرفض التطبيع مع الدولة السورية ويمنع بدء مرحلة الإعمار من خلال العقوبات، ومن جهة أخرى لا تقدم الدولة السورية أي تنازلات للعرب وخاصة على صعيد علاقتها وتحالفها مع إيران”.
يذكر أن الاتحاد الأوروبي كان قد ألغى اجتماعاً كان مقرراً مع الجامعة العربية في 20 حزيران/ يونيو الماضي، وذلك بسبب مشاركة وزير خارجية الدولة السورية في الاجتماع.

يذكر أن الاتحاد الأوروبي كان قد ألغى اجتماعاً كان مقرراً مع الجامعة العربية في 20 حزيران/ يونيو الماضي، وذلك بسبب مشاركة وزير خارجية الدولة السورية في الاجتماع.

زر الذهاب إلى الأعلى