د. محمد إبراهيم بسيوني: كل ما يجب معرفته عن الذئبة الحمراء

كتب: على طه

مرض الذئبة الحمراء، مرض يحدث عند بعض الأشخاص عند مهاجمة الجهاز المناعي لأنسجة الجسم وأعضائه، وهو مرض من أمراض المناعة الذاتية ويمكن أن يصيب العديد من أجهزة الجسم المختلفة، بما في ذلك المفاصل والجلد والكلى وكرات الدم والدماغ والقلب والرئتين.

د. محمد إبراهيم بسيوني، أستاذ الطب المتفرغ بجامعة المنيا، يكشف فى تصريحات خاصة لـ “بيان” كل ما يجب معرفته عن هذا المرض وأسبابه، وأعراضه، وتشخيصه، وخيارات العلاج ، وخاصة العلاج بالخلايا الجذعية.

التشخيص

يقول د. بسيوني، إنه قد يصعب تشخيص مرض الذئبة لأن مؤشراته وأعراضه تشبه غالبًا مؤشرات أمراض أخرى وأعراضها. لكن أكثر المؤشرات المميزة له هي ظهور طفح جلدي على الوجه يشبه جناحي فراشة مبسوطين على الخدين والأنف، وهو عرض يحدث في الكثير من حالات مرض الذئبة وليس كلها.

ويضيف د. بسيونى أن بعض الأشخاص يولدون ولديهم استعداد وراثي للإصابة بمرض الذئبة، الذي يحفز ظهوره بعض حالات العدوى أو تناول بعض الأدوية أو حتى التعرض لأشعة الشمس.

وعلى الرغم من عدم وجود علاج شاف من مرض الذئبة، فإن بعض العلاجات يمكن أن تساعد في السيطرة على الأعراض.

ويوضح د. بسيونى أنه لا توجد حالتان متشابهتان للإصابة بمرض الذئبة، ويمكن أن تظهر المؤشرات والأعراض فجأة أو تتطور ببطء، وقد تكون خفيفة أو حادة، وقد تكون مؤقتة أو دائمة.

ويُصاب معظم الأشخاص المصابين بمرض الذئبة من النوع الخفيف الذي يظهر في صورة نوبات تُسمى نوبات الاحتدام عندما تسوء المؤشرات والأعراض لفترة قصيرة ثم تتحسن أو حتى تختفي تمامًا لفترة زمنية.

الأعراض

ويؤكد د. بسيونى أن الأعراض الناتجة عن مرض الذئبة تتوقف على أنواع أجهزة الجسم التي تتأثر بالمرض.

أما الأعراض الأكثر شيوعًا فهى كالتالى:
– الإرهاق
– الحمى
– آلام المفاصل وتورمها وتيبسها
– طفح جلدي على شكل فراشة على الوجه يغطي الخدود وجسر الأنف أو طفح جلدي في أماكن أخرى من الجسم
– آفات الجلد التي تظهر أو تسوء مع التعرض للشمس
– تحول لون أصابع اليدين والقدمين إلى اللون الأبيض أو الأزرق عند التعرض للبرد أو أثناء فترات الضغط النفسي
– ضيق النفَس
– ألم الصدر
– جفاف العين
– الصداع والارتباك وفقدان الذاكرة

استعداد وراثى

ويواصل د. بسيونى قائلا أنه يبدو أن الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي للإصابة بداء الذئبة قد يُصابون به عند التعرُّض لمُحفِّز بيئي قد يسبب داء الذئبة.

وعلى الرغم من ذلك، فلا يزال سبب الذئبة غير معروف، لكن بعض الأسباب المحتملة تشمل ما يلي:

– أشعة الشمس. قد يتسبب التعرض للشمس في ظهور آفات الذئبة الجلدية أو يحفز استجابة داخلية لدى الأشخاص المعرضين للإصابة.
– حالات العدوى. يمكن أن تؤدي الإصابة بعدوى إلى ظهور داء الذئبة أو الانتكاس بعد الشفاء منه لدى بعض الأشخاص.
– الأدوية. قد تحفز داء الذئبة أنواعٌ محددة من أدوية ضغط الدم والأدوية المضادة للنوبات الصرعية والمضادات الحيوية. وتتحسن حالة الأشخاص المصابين بداء الذئبة الناتج عن تناول الدواء عادةً عندما يتوقفون عن تناول الدواء. لكن في حالات نادرة، قد تستمر الأعراض حتى بعد التوقف عن تناول الدواء. تشمل العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بالذئبة ما يلي:
– الجنس. تكون الذئبة أكثر شيوعًا بين النساء.
– العمر. رغم أن مرض الذئبة يُصيب الأشخاص من كافة الأعمار، فإنه غالبًا ما يتم تشخيصه في المرحلة العمرية من 15 إلى 45 عامًا.
– العِرق. تكون الذئبة أكثر شيوعًا بين الأمريكيين من أصول أفريقية وذوي الأصول الإسبانية والأمريكيين من أصول آسيوية.
ويمكن أن يصيب الالتهاب الناتج عن مرض الذئبة العديد من مناطق الجسم، ومنها:
– الكلى. يمكن أن يسبب مرض الذئبة تلفًا خطيرًا في الكلى، ويعد الفشل الكلوي من بين الأسباب الرئيسة للوفاة بين المصابين بمرض الذئبة.
– الدماغ والجهاز العصبي المركزي. عند وصول مرض الذئبة إلى الدماغ، فقد تشعر بالصداع والدوار وتغيرات في السلوك ومشكلات في الرؤية، وحتى السكتات الدماغية أو نوبات الصرع. ويواجه الكثير من المصابين بمرض الذئبة مشكلات في الذاكرة وقد يجدون صعوبة في التعبير عن أفكارهم.
– الدم والأوعية الدموية. قد يؤدي مرض الذئبة إلى مشكلات في الدم، بما في ذلك انخفاض عدد كرات الدم الحمراء السليمة (فقر الدم) وزيادة فرص النزيف أو تكوُّن جلطات الدم. ويمكن أيضًا أن يسبب التهاب الأوعية الدموية.
– الرئتان. تزيد الإصابة بمرض الذئبة فرص الإصابة بالتهاب بطانة التجويف الصدري، ما قد يجعل التنفس مؤلمًا. ومن الوارد أيضًا حدوث نزيف في الرئتين والتهاب الرئة.
– القلب. يمكن أن يسبب مرض الذئبة التهابًا في عضلة القلب أو الشرايين أو غشاء القلب. وقد يسبب أيضًا زيادة فرص الإصابة بأحد الأمراض القلبية الوعائية والنوبات القلبية.
أنواع أخرى من المضاعفات
قد تزيد الإصابةُ بالذئبة أيضًا خطر الإصابة بما يلي:
– العدوى. إن الأشخاص المصابين بالذئبة أكثر عرضة للإصابة بالعدوى حيث يمكن أن يُضعف كل من المرض وعلاجاته الجهاز المناعي.
– مرض السرطان. كما أن الإصابة بمرض الذئبة تزيد من خطر الإصابة بالسرطان؛ ولكن يظل هذا احتمالاً ضعيفًا.
– موت أنسجة العظام. يحدث ذلك عندما ينخفض تدفق الدم إلى العظام، وعادةً يؤدي ذلك إلى حدوث كسور بسيطة في العظم، ما ينجم عنه النهاية حدوث انهيار في العظام.
– مضاعفات الحمل. تزداد خطورة حدوث الإجهاض التلقائي لدى المُصابات بالذئبة. وتزيد الذئبة من خطر ارتفاع ضغط الدم أثناء فترة الحمل والولادة المبكرة. للحد من خطر هذه المضاعفات، غالبًا ما يوصي الأطباء بتأخير الحمل حتى يتم احتواء المرض لمدة ستة أشهر على الأقل.

العلاج

‎يؤكد د. بسيونى أنه لا يوجد علاج لمرض الذئبة الحمراء؛ لكن تغيير نمط الحياة وأدوية معينة يمكن أن تساعد في السيطرة عليها، والتي تشمل: مسكنات الألم غير الستيرويدية.

.. والغذاء

كما يؤكد أنه ليس هناك نوع غذاء معين يسبب الذئبة الحمراء أو يساعد في شفائها بشكل نهائي، لكن النظام الغذائي الخاص جزء مهم في علاج هذا المرض.

ويجب اتباع نظام غذائي متوازن يتضمن كميات كافية من الفواكه والخضروات والحبوب، كما يجب أن يحتوي على كميات متوسطة من اللحوم الحمراء والدواجن والأسماك.
نظرًا لعدم وجود علاج دائم لمرض الذئبة الحمراء الذي تم العثور عليه حتى الآن ، فإن أهم علاج لمرض الذئبة الحمراء هو السيطرة على الأعراض أو الحد منها.

خيارات العلاج

ويوضح أستاذ الطب الزائر بجامعة المنيا أن خيارات العلاج المختلفة لمرض الذئبة الحمراء تشمل استخدام الأدوية المثبطة للمناعة، واستخدام الكريمات الستيرويدية للطفح الجلدي، والعقاقير المضادة للالتهابات لآلام المفاصل، واستشارة المريض مع العلاج السلوكي المعرفي للتغلب على التوتر والقلق والاكتئاب.

ويقول إن العديد من الأبحاث والدراسات أظهرت أن مرض الذئبة الحمراء يمكن علاجه بالخلايا الجذعية في بعض دول الشرق مثل الهند، ويستعمل فيها الخلايا الجذعية من غضاريف وعظام مما يؤدي إلى تجديد الأنسجة.

وتعتبر الخلايا الجذعية مفيدة جدًا في علاج أمراض المناعة الذاتية مثل مرض الذئبة الحمراء حيث لا يتم اكتشافها بواسطة جهاز المناعة. وفقًا للأبحاث الحديثة، يتم إعطاء الخلايا الجذعية في المناطق التي يحدث فيها الالتهاب لمرضى الذئبة الحمراء وهذا يساعد في تجديد الأنسجة التالفة.

وينتهى د. محمد إبراهيم بسيونى إلى القول إنه نظرًا لعدم وجود أي آثار جانبية أو خطر في علاج الخلايا الجذعية، يعتقد العديد من العلماء والخبراء أن العلاج بالخلايا الجذعية يمكن أن يؤدي إلى تحسن كبير في مرضى الذئبة الحمراء، لكن كل هذه العلاجات لم تعتمد بعد.

طالع المزيد:

حمى الضنك وأعراضها وتجنب الإصابة بعدواها؟!.. معلومات يفصح عنها د. محمد إبراهيم بسيونى

د. محمد إبراهيم بسيونى يطلق تحذير: هذا الفطر قاتل

زر الذهاب إلى الأعلى