مسرحية شربات أبو حلاوة.. تعيد المسرح الكوميدي السياسي من جديد

كتب: إسلام فليفل

يعود المسرح الكوميدي السياسي إلى الساحة الفنية في مصر من خلال مسرحية ” شربات أبو حلاوة ” من تقديم فريق كلاسيك للعروض المسرحية ، على خشبة مسرح تياترو أفاق بوسط البلد .

فقد قدم المؤلف والمخرج ” هاني يوسف ” مسرحية ” شربات أبو حلاوة ” بأسلوب الكوميديا السياسية الساخرة عن الأوضاع السياسية والإجتماعية بأسلوب إنتقادي يجمع ما بين نوستالجيا الزمن الجميل والواقع الحالي .

وهنا نلاحظ في مسرحية ” شربات أبو حلاوة ” أنها تتسم بالجرأة على الصعيد السياسي والإجتماعي ، فبحضور العديد من الشخصيات العامة والفنانين والإعلاميين والصحفيين ، الذين تلفتهم الحيوية التي يؤدي بها الممثلون العرض المسرحي ، عرضت مسرحية ” شربات أبو حلاوة ” تحت شعار كثير من الإبداع والتألق والتميز ، فالكثير ينظر للمسرحية على أنها إحياء للتراث المسرحي الكوميدي السياسي الإجتماعي الهادف .

مسرحية ” شربات أبو حلاوة ” من تقديم فريق كلاسيك للعروض المسرحية ، وهي بطولة كلاً من : شيرين مكي ، محمد هاني ، أحمد عبد الصبور ، ساسو سمير ، مودي سالم ، مجدي الحسيني ، عادل عمار ، أمير عزمي ، حسام الشاعر ، محمد إبراهيم ، ممدوح مجدي ، يوسف هاني ، ريتا ماهر ، مصطفى عبادي ، سميرة طباسي ، منى أنسي ، ماريا جورج ، وجدي وهيب ، نيفين ريمون .

والعرض من تأليف وإخراج : هاني يوسف ، وإدارة مسرحية : سحر سمير ، وديكور : هاني يوسف ، وملابس : أمل جمعة ، وموسيقى : محمد إبراهيم ، وألحان : حسام الشاعر ، وسوشيال ميديا : شيري مكي .

يقدم مسرح الكباريه السياسي إنتقاداً لاذعاً للأوضاع السياسية والإجتماعية ، بأسلوب مباشر أو غير مباشر ، فهو يكسر القواعد ويسمح بإستخدام مصطلحات شعبية قد تتضمن شتائم … ويحمل هذا النوع من المسرح في ذاته دعوة للتغيير عبر تكسير صورة الرموز السياسية التي تعتبر ” تابو” عبر السخرية منها وتقليدها ، ما يجعله أقرب إلى ” الكاريكاتور ” المسرحي .

ومنذ عقود طويلة ، ومصر تعرف المسرح السياسي ، حيث ظهر جيل من الكتاب ، الذين تناولوا الصراعات السياسية وإنعكاساتها على المجتمع في مشاهد إنسانية متنوعة ، تتأرجح بين المأساة والملهاة ، في مقدمتهم : ” سعد الدين وهبة ” و ” نعمان عاشور ” .

لكن مصر شهدت في الأعوام الأخيرة الماضية ، تراجعاً كبيراً في تقديم أعمال مسرحية ذات مغزى سياسي ، لا سيما على مسرح الدولة ، وهو ما بدا جلياً في السنوات العشر الأخيرة ، حيث تقدم المسارح في الآونة الأخيرة أعمالاً يكاد جميعها لا تخرج عن الطابع الكوميدي الإجتماعي .

ويستثنى من التراجع، بعض الأعمال التي تناولت الوضع السياسي والإجتماعي بشكل ساخر ، كمسرحية ” قهوة سادة ” للمخرج ” خالد جلال “، ومسرحية ” 1980 وأنت طالع ” للمخرج ” محمد جبر ” والتي منعت من العرض على مسارح الدولة.

لقد تراجع المسرح السياسي في مصر لصالح الأعمال الكوميدية والإجتماعية بعد أن عاش أوجه عصره الذهبي في الماضي، وقد تنوعت آراء المسرحيين والنقاد حول ظاهرة تراجع المسرح السياسي في مصر، بين من يرى أن النمط القديم الذي يحمل إسقاطات تاريخية غير ملائم للعصر، وبين من يرى أن الواقع السياسي والإجتماعي لا يسمح برواج هذا النوع من المسرحيات.

زر الذهاب إلى الأعلى