د. أيمن غندور: سيناريوهات قرار مجلس الأمن بوقف الحرب على غزة

كتب: على طه
قدمت الإمارات العربية المتحدة ممثلة عن المجموعة العربية إلى مجلس الأمن الدولى مشروع قرار لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة ، وإدخال المساعدات الإنسانية.. ما هى السيناريوهات المتوقعة داخل مجلس الأمن، بشأن هذا القرار؟!

يجيب على السؤال د. أيمن غندور الخبير القانونى، فى تصريحات خاصة لـ “موقع بيان الإخبارى” مؤكدا أن الأمر لن يخرج عن سيناريوهين اثنين أحدهما متفائل، والثانى متشائم، وتفاصيلهما كالتالى:

السيناريو المتفائل

السيناريو الأول ، وهو السيناريو المتفائل ، ويتمثل فى صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة ، ويتفرع عن هذا السيناريو سيناريوهين (أ ب) كالتالى:

أ- دور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار ، أو استخدام عبارة (تعليق الأعمال العدائية ) فى غزة لمدة موقتة مدتها عشرة أيام أو إسبوعين أو شهر بعد موافقة كل الأعضاء ، أو موافقة 13 دولة وامتناع بريطانيا والولايات المتحدة أو أى منهما عن التصويت لتمرير مشروع القرار.

طالع المزيد:

ب – صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق نار دائم فى غزة بعد موافقة كل الأعضاء ، أو موافقة 13 دولة وامتناع بريطانيا والولايات المتحدة أو أى منهما عن التصويت لتمرير مشروع القرار.
وتتمثل فرص صدور هذا القرار فى : وجود رأى عام عربى وأوربى ودولى ضاغط على الولايات المتحدة الأمريكية من أجل التصويت لمشروع القرار لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية ، وكذلك ظهور رأى عام أمريكى شعبى ، وفى الكونجرس بمجلسيه الشيوخ والنواب يستنكر الدعم الأمريكى المطلق لإسرائيل ويطالب بوقف إطلاق النار ، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.

أمريكا الرسمية منقسمة

ويواصل “غندور” كما أن هناك انقسام داخل المؤسسات الأمريكية حول الموقف من الدعم الأمريكى غير المحدود لإسرائيل ، فنائبة الرئيس الأمريكى (كمالا هاريس) وبعض مسئولى البيت الأبيض يرون أن العدد الكبير من الضحايا الفسطينيين ينفى مزاعم إسرائيل بعدم استهداف المدنيين.

ويرون أن هذا الدعم المطلق يضر بالمصالح الأمريكية ، كما عبّر بعض مسئولى الخارجية الأمريكية عن الرفض للدعم المطلق لإسرائيل والذى أضر بصورة كبيرة بصورة الولايات المتحدة فى ومصالحها فى الشرق الأوسط بصفة خاصة والعالم أجمع بصفة عامة .

كذلك وجود رأى عام إسرائيلى يتمثل فى المظاهرات التى يقودها أهالى المحتجزين والأسرى وبعض الجنود فى الجيش الإسرائيلى للمطالبة بوقف إطلاق النار لتبادل الأسرى والمحتجزين ومنع المزيد من القتلى فى صفوف الجيش الإسرائيلى.

ولا شك أن ذلك سيكون محل تقدير من الولايات المتحدة عند التصويت على مشروع القرار ، خاصة وأن من بين الأسرى ثمانية أمريكيين كما قال الرئيس الأمريكى (جو بايدن).

كما يدعم هذا السيناريو وجود شواهد على السير فى اتجهاهه ، حيث تم تأجيل التصويت على مشروع القرار أكثر من مرة تفادياً لاستخدام الولايات المتحدة لحق الفيتو ، فقد كان من المقرر أن يتم التصويت على مشروع القراريوم الثلاثاء الماضى ، ثم تم تأجيله للأربعاء ، وتم تأجيله للخميس للمزيد من المباحثات والمفاوضات بين المجموعة العربية والإسلامية للتوصل إلى صيغة توافق عليها الولايات المتحدة الأمريكية لتمرير مشروع القرار .

ومما يزيد من فرص تحقق هذا السيناريو، وصول وفد حركتى حماس بقيادة إسماعيل هنية ، والجهاد بقيادة أمينها العام زياد النخالة وإجراء مباحثات مع المسئولين المصرين حول وقف إطلاق النار فى غزة ، وبدء عمليات تبادل الأسرى والمحتجزين بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية ، وإدخال المساعدات إلى غزة وغيرها من المسائل الأخرى .

ووجود تسريبات صحفية إسرائيلية عن القبول المبدئى بصفقة لتبادل الأسرى مع الفصائل الفلسطينية .

تهديدات وعقبات

ويوضح الخبير القانونى أن التهديدات والعقبات التى تقلل من فرص تحقيق السيناريو الأول تتمثل فى : إصرار الولايات المتحدة على تعديل نص مشروع القرار بحيث يتضمن النص على إدانة ما قامت به حركة حماس فى 7 أكتوبر الماضى ، وتهديد الولايات المتحدة باستخدام حق الفيتو إذا لم يتم الاستجابة لهذا الطلب ، وأيضا تصريحات نيتنياهو التى تتضمن استكمال العملية العسكرية فى غزة من أجل القضاء على القدرات العسكرية لحماس والجهاد ، خشية على مستقبله السياسى وتقديمه للمحاكمة عن تهم الفساد إذا توقفت الحرب ، فضلاً عن التحقيقات التى ستجرى حول عملية طوفان الأقصى وتحديد المسئولية عن الاخفاقات التى شابتها ، وهذا سينعكس بالتبعية على وقف الولايات المتحدة من التصويت لصالح القرار ، فالولايات المتحدة تصوت لصالح تحقيق المصالح الإسرائيلية .

رفع سقف مطالب حركات المقاومة الفسطينية بدرجة كبيرة قد لا توافق عليها إسرائيل ، حيث تطالب فصائل المقاومة بوقف كامل لإطلاق النار فى غزة حتى يتم البدء فى تبادل الأسرى .

وفى حالة الموافقة على الوقف الكامل لإطلاق النار تطالب حماس بالإفراج عن ثلاث قيادات فلسطينية أسرى فى السجون الإسرائيلية من المحكوم عليهم بالسجن المؤبد ، وهم مروان البرغوثى عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ، وأحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وعبدالله البرغوثى أحد قيادات حركة حماس .

وأيضاً الخلاف حول الوضع القانونى للمجندات الإسرائليليات إذ تصر إسرائيل على الإدعاء أنهن مدنيان ولسن مجندات ، بينما ترفض حماس هذا الوصف قائلة : إنهن مجندات تم أسرهن بالملابس العسكرية وهو ما يجعلهن أسيرات حرب يخضعن للقواعد الخاصة بمعاملة أسرى الحرب فى اتفاقية جنيف الثالثة لسنة 1949 الخاصة بمعاملة وأسرى الحرب ، وأنه يتم تبادلهن باتفاقات تختلف عن اتفاقات تبادل المحتجزين المدنيين .

السيناريو المتشائم

أما السيناريو المتشائم ، كما يقول د. أيمن غندور فيتمثل فى استخدام الولايات المتحدة لحق الفيتو ورفض التصويت على مشروع قرار لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات إلى غزة ، وذلك إذا فشلت المفوضات داخل مجلس الأمن بين المجموعة العربية والإسلامية فى التوصل إلى صيغة توافقية حول مشروع القرار .

نرشح لك:

إعلان إفلاس ووقاحة.. قيادي بحماس يصف تهديد إسرائيل باغتيال هنية ومشعل

زر الذهاب إلى الأعلى