نيويورك تايمز: بالمقارنة.. الجيش الإسرائيلي الأكثر انعداما للأخلاق بين جيوش العالم

 

 

 

تقرير: أشرف التهامي

كشف تحقيق أجرته صحيفة “نيويورك تايمز” أن وتيرة قتل المدنيين في الحرب الحالية في قطاع غزة أعلى من معدل قتل المدنيين في حروب الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي في فيتنام والعراق وأفغانستان، وأنه لا يمكن ايجاد مثيل لها في أي حرب منذ الحرب العالمية الثانية.
وأكد أستاذ العلوم السياسية البروفيسور يجيل ليفي من خلال التحقيق المنشور فى الصحيفة أن معدل الضحايا المدنيين ارتفع من حوالي 40% في الصراعات السابقة إلى حوالي 60% في الحرب على غزة.
وقالت صحيفة (هاآرتس العبرية) إنه: “أكد نشطاء حقوق الإنسان الأسبوع الماضي أن قتل عشرات المدنيين غير متناسب حتى عندما يتم ذلك كجزء من تصفية مسؤول كبير في حماس، التي تستخدمهم كدروع بشرية”.

تكذيب صهيوني وانتقاد سافر متغطرس للتحقيق

وفى الرد على ما سبق يزعم آفي ديختر، السياسي والعسكري الإسرائيلي، أن هذه الادعاءات مغلوطة أو ليست ذات صلة.

آفي ديختير ولد في أشكلون 1952م، وشغل مناصب أمنية واستخباراتية عديدة فهو عضو سابق في الكنيست عن حزب كاديما، وشغل منصب رئيس جهاز الشاباك، ووزير الأمن الإسرائيلي سابقا.

ويحاول دختر أن يدفع الاتهامات تالموجهة للكيان الصهيونى وجيشه فيقول: “في حرب العراق الثانية، قتل الأمريكيون بشكل مباشر 300 ألف مدني، وفي المجمل مات ما يقرب من 5 ملايين مدني نتيجة المرض والمجاعة في المناطق التي عملت فيها الولايات المتحدة ردًا على هجمات 11 سبتمبر.

والروس في أفغانستان لم يوزعوا منشورات تحذيرية للمواطنين، بل دمى مفخخة ليلعب بها الأطفال الأفغان ويقتلون.

ويواصل دختر: إن ادعاء “نيويورك تايمز” بتزايد وتيرة قتل المدنيين في غزة لا علاقة له بالموضوع، لأن حرب “السيوف الحديدية” لن تستمر لعقود مثل الحروب التي تخوضها القوى العظمى، لذا فإن عدد الغزيين الذين قتلوا في نهاية القتال سيكون أقل بشكل كبير من عدد المواطننن الفيتناميين والأفغان والعراقيين الذين قتلوا على يد جيوش الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة”.
ويستمر في كذبه ويضيف، أما الرقم الذي قدمه ليفي حول زيادة من 40% إلى 60% في نسبة القتلى المدنيين فإنه يثبت في الواقع أخلاقيات الجيش الإسرائيلي، لأن الأميركيين قتلوا في العراق مدنيين أكثر بعشر مرات من الجنود، وليس “فقط” بواحد ونصف ضعف.

طالع المزيد:

«هاآرتس» العبرية: الجيش الإسرائيلى لم يسيطر على شمال غزة حتى الآن

كاتب إسرائيلى: «قادة الدولة يخلقون وهمًا كاذبًا وقادة الجيش حمير»

هذا الرقم أيضًا لا علاقة له بمسألة التناسب. وفقًا لقوانين الحرب، يتم قياس التناسب من خلال النسبة بين المنفعة الأمنية المأمولة من الهجوم، والضرر المتوقع على المدنيين التابعين للعدو.

تدمير إسرائيل

ويواصل دختر: الفائدة المأمولة من هجمات جيش الدفاع الإسرائيلي هي منع العدو من تحقيق نيته المعلنة: تدمير إسرائيل.

ويضيف مبديا خوف كبير: “ولو انضمت، لا سمح الله، إيران وحزب الله والحوثيون وعرب الضفة الغربية، وربما حتى دول إسلامية أخرى، إلى حماس، فإن هذا الهدف يمكن تحقيقه”.
ولكن حتى أولئك الذين يواصلون بحماقتهم كبت هذه الحقيقة البسيطة والمروعة يعرفون أن قادة حماس وعدوا بإعادة إحياء المذبحة في اللحظة التي تسنح لهم.
ويسأل بغباء مفرط:  “من منا يضمن ألا يتم، لو تحقق ذلك، قتل عدة آلاف؟ أو الوصول إلى تل أبيب أو مطار بن غوريون؟ أو التسبب في اخلاء دائم للبلدات الجنوبية والشمالية وأيضًا تدمير الاقتصاد الإسرائيلي؟”.

نصائح غبية

ويمضى فى نصائحه الغبية: “إنه في المعضلة القاسية التي تفرضها على نفسها حماس، يحق لإسرائيل أخلاقياً، بل إنها ملزمة، أن تفضل حياة مواطنيها على حياة المواطنين الفلسطينيين. ويجب ألا يؤدي هذا التفضيل إلى القتل المتعمد للأبرياء أو الأشخاص الذين استسلموا، كما يتضح من المأساة التي قُتل خلالها المختطفون الإسرائيليون الثلاثة.

ومع ذلك، فإن الحالات الفردية لعصيان الأوامر ليست كافية لإثبات الادعاء بأن جيش الدفاع الإسرائيلي يتصرف بشكل منهجي بشكل غير أخلاقي. إن الدعوة العامة لوقف إطلاق النار دون تقديم سيناريو واقعي يضمن سلامة المواطنين الإسرائيليين ليست قولًا أخلاقيًا، بل مجرد هراء.”

ويستطرد دختر في استعلاء: ” ومن المهم أيضًا أن نتذكر أن فيتنام وأفغانستان والعراق لم تهاجم الاتحاد السوفييتي أو الولايات المتحدة على أراضيها، ولم تكن تنوي تدميرهما.

آخر الأعداء الذين تجرأوا على مهاجمة الدول الغربية على أراضيها هما ألمانيا النازية واليابان. وكانت النتيجة، كما أشارت صحيفة “نيويورك تايمز” بنزاهة، هي القصف الهمجي والعشوائي للمدن الألمانية ومواطنيها.

وسنقفز هنا عن الحالة اليابانية، بصمت، وعلى عكس جيش الدفاع الإسرائيلي في غزة، لم يسمح الحلفاء أيضًا بتزويد أعدائهم بالوقود والغذاء والدواء في خضم القتال”.

غير مقنع

ويستمر دختر بالهجوم على ما ورد فى الصحيفة الأمريكية متخذًاً من أمريكا مثلا فيقول: “إذا كان لدى الولايات المتحدة جيران يبنون أوهامًا لتدميرها، فلا ينبغي لأولئك الجيران الاعتماد على حقيقة أن المعايير قد تغيرت منذ ذلك الحين؛ إن الهجوم والمذبحة ضد سكانها سيكلف المهاجمين ثمنا مخيفًا.

ولو كان المجتمع الدولي قد سمح لإسرائيل بالرد على النحو اللائق على هجمات حماس في الجولات السابقة، لكان من الممكن إنقاذ العديد من الأرواح ـ وخاصة الفلسطينيين”.
وينتهي السياسى وكادر الأمن الإسرائيلى فى دفاعه “المستميت” عن ممارسات إسرائيل الفاشية بالقول: “لذلك ينبغي أن يقال لشتى المنتقدين والواعظين أمران هما:
1- ساعدتمونا بشكل كافٍ.
2- الجيش الإسرائيلي هو الجيش الأكثر أخلاقية في العالم، وبفارق كبير.
وعند القول السابق ينتهى دفاع آفى دختر لكنه لا يمكن أن يقنع طفل مقابل ممارسات الجيش الاسرائيلي ضد الفلسطنيين الأبرياء ، ولا تنفى مزاعمه أن الجيش الإسرائيلى هو بالفعل الأكثر انعداما للأخلاق بين جيوش العالم .
ً

زر الذهاب إلى الأعلى