الرد الأمريكي على استهداف قاعدة البرج 22 وإشتعال المنطقة.. السيناريوهات القادمة

من سوريا: أشرف التهامي

في وقت مبكر من فجر أمس السبت 3 من فبراير نفذ الطيران الحربي الأمريكي غارات جوية على مواقع تابعة للقوات الإيرانية وقوات الجيش السوري، في محافظة دير الزور وريفها،
وبحسب وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” استهدفت الضربات أكثر من 85 هدفًا تابعًا لـ”الحرس الثوري الإيراني” وقوات تابعة له في سوريا والعراق، وذلك ردًا على هجمات بطائرات دون طيار استهدفت القوات الأمريكية قرب الحدود السورية – الأردنية في قاعدة “البرج 22” ، والتى أدت إلى مقتل ثلاثة جنود أمريكيين، حسب إعلان البنتاجون.

فيما قالت وزارة الدفاع السورية في بيان لها أمس السبت، إن “قوات الاحتلال الأمريكي شنت فجر اليوم عدوانًا جويًا على عدد من المواقع والبلدات في المنطقة الشرقية من سوريا، وبالقرب من الحدود (السورية -العراقية) ما أدى إلى مقتل عدد من المدنيين والعسكريين وإصابة آخرين بجروح وإلحاق أضرار كبيرة بالممتلكات العامة والخاصة.

ما المواقع التي استهدفتها أمريكا؟

وقال الموقع الأليكترونى “عنب بلدي” صوت المعارضة للنظام السورى إن الضربات الأمريكية على دير الزور استهدفت 28 موقعًا، شملت مقرات تديرها قوات “الحرس الثوري الإيراني” وتضم فصائل من عدة جنسيات (أفغانستان وباكستان والعراق).
وخلف القصف قتلى جرحى لم يعرف عددهم حتى لحظة تحرير هذا الخبر.
وأضاف “عنب بلدى” أن الضربات تركزت في الميادين، واستهدفت مواقع في حي التمو ومواقع بالقرب من قلعة “الرحبة” وحي الشبلي والحيدرية وصوامع الحبوب، إضافة إلى قاعدة “عين علي” بمدينة القورية، والتي حولتها القوات الإيرانية لمزار لها منذ سيطرتها على المنطقة نهاية 2017، بحسب المصدر.
كما استهدف القصف مدينة البوكمال قرب الحدود (السورية -العراقية)، وعدة مواقع في الهجانة والهري.
وفي مدينة دير الزور استهدفت مواقع بالقرب من كلية التربية سابقًا، ومحيط المطبخ الإيراني، وقرب الرادارات وطب هرابش قرب مطار المدينة العسكري، وحويجة صكر ومستودعات “عياش”، ومستودع ذخيرة قرب الفرن الآلي على طريق بور سعيد في مدينة دير الزور.
وفرضت القوات الإيرانية طوقًا أمنيًا حول المقرات المستهدفة، ومنعت الوصول إليها.
موقع نهر ميديا المحلي المعارض نشر تسجيلات مصورة قال إنها لعناصر من قوات الجيش السوري وهم يوثقون القصف الذي استهدف المنطقة.
ومساء الجمعة 2 من قبراير، قال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في بيان نشره “البيت الأبيض”، إن القوات العسكرية الأمريكية ضربت أهدافًا في منشآت في العراق وسوريا يستخدمها “الحرس الثوري الإيراني” والقوات التابعة له لمهاجمة القوات الأمريكية.
وأضاف بايدن أن الرد الأمريكي بدأ اليوم وسيستمر في الأوقات والأماكن التي تختارها.
وقالت القيادة الأميركية في بيانها: “عند الساعة 4:00 مساءً (بتوقيت شرق الولايات المتحدة) في الثاني من فبراير، شنت قوات القيادة المركزية الأميركية (CENTCOM) غارات جوية في سوريا والعراق ضد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وجماعات القوات التابعة له”.
وأضاف البيان أن “القوات الأميركية قصفت أكثر من 85 هدفًا، بوساطة العديد من الطائرات التي تضم قاذفات بعيدة المدى، انطلقت من الولايات المتحدة. استخدم في الغارات الجوية أكثر من 125 ذخيرة دقيقة التوجيه، وشملت مقار العمليات والقيادة والسيطرة ومراكز الاستخبارات والصواريخ والقذائف ومخازن المركبات الجوية بدون طيار، والمرافق اللوجستية وسلسلة توريد الذخيرة لمجموعات القوات ورعاتها من الحرس الثوري الإيراني الذين سهلوا الهجمات ضد القوات الأميركية وقوات التحالف”.

وأول من أمس الجمعة، نقلت قناة “إيه بي سي نيوز” عن مسؤول أميركي أن الضربات الانتقامية الأميركية على مواقع القوات الإيرانية تأتي رداً على هجوم

خطط لشن هجمات

وقبل يومين، وافقت الولايات المتحدة على خطط لسلسلة من الضربات على مدار عدة أيام ضد أهداف تشمل أفراد ومنشآت إيرانية، داخل سوريا والعراق، ردًا على هجمات بطائرات دون طيار استهدفت القوات الأمريكية قرب الحدود الأردنية-السورية.
ونقلت شبكة “CBC” الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين لم تسمهم، أن الطقس سيكون عاملًا رئيسيًا في توقيت الضربات، إذ تمتلك الولايات المتحدة القدرة على تنفيذ ضربات في الطقس السيئ، لكنها تفصل رؤية أفضل الأهداف المختارة، لضمان عدم إصابة مدنيين من غير قصد.
كما نقلت وكالة “رويترز” عن مسؤولين أمريكيين أن الولايات المتحدة تقدر أن إيران هي التي صنعت الطائرة من دون طيار التي هاجمت القاعدة الأمريكية، وتسببت بمقتل ثلاثة جنود أمريكيين وإصابة ما لا يقل عن 40 آخرين.
مصادر أمنية عراقية: مقتل 3 عسكريين وإصابة 15 آخرين في القصف الأميركي
أعلنت مصادر أمنية عراقية، السبت، مقتل 3 عسكريين وإصابة 15 آخرين، إضافة إلى مقتل مدنيين اثنين في القصف الأميركي على العراق.
وأضافت المصادر أن الضربات الأميركية استهدفت مقار للحشد الشعبي غربي العراق.
وقالت قيادة عمليات الأنبار للحشد الشعبي بالعراق، إن “القصف الأميركي استهدف مخازن أسلحة ومقار لنا بمنطقة السكك في القائم، واستهدف أيضا مقر قيادة عملياتنا في الأنبار وكتيبة الدروع في عكاشات..”.
وقال متحدث باسم الجيش العراقي إن ضربات جوية أميركية استهدفت مناطق حدودية في العراق، وحذر من أن هذه الهجمات قد تشعل عدم الاستقرار في المنطقة. وفق وكالة رويترز.
وأضاف المتحدث يحيى رسول في بيان “هذه الضربات تعد خرقا للسيادة العراقية وتقويضا لجهود الحكومة العراقية وتهديدا يجر العراق والمنطقة إلى ما لايحمد عقباه ونتائجه ستكون وخيمة على الأمن والاستقرار في العراق والمنطقة”.
في ثاني رد على الضربات الأميركية.. “المقاومة العراقية” تعلن استهداف قاعدة الحرير
أعلنت فصائل عراقية تطلق على نفسها اسم “المقاومة الإسلامية في العراق”، اليوم السبت، أنها استهدفت قاعدة الحرير الجوية في أربيل التي تستضيف قوات أميركية (شمال)، وذلك في ثاني رد من “المقاومة الإسلامية في العراق”على الضربات الأميركية الانتقامية مساء أمس في سوريا والعراق.
وقالت “المقاومة الإسلامية في العراق”، في بيان، إن مقاتليها نفذوا اليوم هجوماً بطائرة مسيرة على قاعدة الحرير الجوية في أربيل شمالي العراق.
وفي وقت سابق، أفادت تقارير من داخل العراق بأن قاعدة عين الأسد في منطقة الأنبار (وسط) تعرضت لاستهداف من قبل فصائل عراقية مسلحة.
وتأتي هذه الهجمات رداً على الضربات التي نفذتها القوات الأميركية ضد عدد من الأهداف في سوريا والعراق، مساء الجمعة، في المقابل، نفت مصادر أمنية لوكالة “رويترز” وقوع أي هجوم على قاعدة الحرير.
ونقلت الوكالة عن 3 مصادر أمنية، لم تسمها، قولهم إنه لم يتم رصد أي هجوم على قاعدة الحرير الجوية التي تستضيف القوات الأميركية في شمال العراق اليوم السبت وذلك بعد وقت قصير من إعلان فصائل عراقية مسلحة أنها استهدفت القاعدة.
ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، وما خلفته من كوارث إنسانية وصحية، تشهد المنطقة توترات متصاعدة وضربات متبادلة بين إسرائيل وحليفيها الرئيسيين الولايات المتحدة وبريطانيا مع جماعات مسلحة داعمة لحركات المقاومة بغزة، متمثلة بـ”حزب الله” اللبناني، وجماعة الحوثي في اليمن، و”المقاومة الإسلامية في العراق” المدعومين من محور المقاومة.
انقسام بين الجمهوريين والديمقراطيين حول رد بايدن وتحذيرات من التصعيد
انتقد سياسيون ومسؤولون أميركيون الضربة الأميركية التي استهدفت عشرات المواقع التابعة للقوات الإيرانية في سوريا والعراق، مساء الجمعة.
السيناتور الأميركي روجر ويكر انتقد تأخر الضربات العسكرية التي نفذتها واشنطن رداً على استهداف قاعدة “البرج 22” في الأردن، خاصة أنّ الإعلان المسبق عنها سمح للخصوم بالاختباء.
وقال كبير الجمهوريين وعضو لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأميركي في بيان: “إن هذه الضربات العسكرية موضع ترحيب، لكنها جاءت كثأر متأخرة للغاية بالنسبة للأميركيين الشجعان الثلاثة الذين لقوا حتفهم، ولما يقرب من 50 جريحاً”.
وأضاف: “حاولت إيران ووكلاؤها قتل جنود أميركيين وإغراق سفننا الحربية 165 مرة… وأمضت إدارة بايدن ما يقرب من أسبوع في إرسال برقيات تتسم بالحماقة إلى خصومنا عن نوايا الولايات المتحدة، مما منحهم الوقت للانتقال والاختباء”.

وتابع: “بدلاً من تدمية أنف آية الله، نواصل صفعه على معصمه.. لقد حان الوقت لكي يتبنى قائدنا الأعلى نهجاً جديداً يستهدف الرعاة الفعليين للإرهاب في المنطقة”.
كذلك انتقد رئيس مجلس النواب الأميركي، مايك جونسون، وهو جمهوري، الرد العسكري، فكتب في جزء منه: “انتظرت الإدارة لمدة أسبوع وأرسلت برقية إلى العالم، بما في ذلك إيران، طبيعة ردنا. إن القلق العلني والإشارات المفرطة يقوضان قدرتنا على وضع نهاية حاسمة لوابل الهجمات التي تعرضنا لها خلال الأشهر القليلة الماضية”.

الديمقراطيون يحذورن من التصعيد

قال السناتور الديمقراطي تامي داكوورث من إلينوي إن بعض المشرعين الجمهوريين “يدلون بتعليقات متهورة وغير مسؤولة تهدد بشكل خطير بتصعيد التوترات بشكل أكبر”، وأضاف في مقطع فيديو نُشر على تويتر: “إن قواتنا تستحق أفضل من ذلك”.
ولاقى رد بايدن تصريحات إيجابية من مشرعين آخرين، إذ أشاد رئيس القوات المسلحة بمجلس الشيوخ جاك ريد، وهو ديمقراطي، بالرد قائلا في بيان إن “هذا كان ردا قويا ومتناسبا. في الواقع، فإن الأهداف الـ 85 التي تم ضربها الليلة تمثل عددًا أكبر من الأهداف التي ضربتها الإدارة السابقة”.
كما قال السيناتور جوني إرنست من ولاية أيوا، وهو جمهوري، “أخيرا” وأضاف على موقع (X)، “تحتاج إيران إلى معرفة ثمن حياة الأميركيين”.
وقال السيناتور الديمقراطي من ولاية فرجينيا تيم كين، وهو عضو في لجنتي العلاقات الخارجية والقوات المسلحة، إن “جماعات الميليشيات المدعومة من إيران قتلت ثلاثة من أفراد الخدمة الأميركية وأصابت آخرين. في حين أننا لا نريد تصعيد الوضع دون داع..  عندما يتعرض أفراد الخدمة للقتل والجرحى، علينا التزام بالرد ومحاسبة المسؤولين عن ذلك”.
وأشار البعض إلى تصريحات أدلى بها مشرعون آخرون في الساعات التي تلت الضربات المخطط لها، وحثوا فيها على توخي الحذر في تصريحاتهم.

عقوبات على “القيادة السيبرانية” ومسؤوليها

فرضت الولايات المتحدة الأميركية عقوبات جديدة على إيران تستهدف برنامجي الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، ومسؤولين في “القيادة السيبرانية” متورطين في اختراق بنية تحتية أميركية، وذلك في سياق سعي واشنطن لزيادة الضغط على طهران.
وقالت وزارة الخزانة الأميركية إنها فرضت عقوبات على أربعة كيانات كشركات واجهة تابعة لحامد دهقان، يقع مقرها في إيران وهونغ كونغ، سبق أن أدرجتها الولايات المتحدة على قوائم العقوبات، بسبب توفيرها مواد وأدوات تكنولوجية حساسة لبرنامجي الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة في إيران.
وذكر بيان للوزارة أن “الطائرات المسيرة الإيرانية الصنع تستخدم لارتكاب أعمال إرهابية، بما في ذلك عشرات الهجمات التي استهدفت الجنود الأميركيين، والتي تسببت بمقتل ثلاثة منهم”، بحسب البيان.
وأشار إلى أن جماعة “الحوثي” التي تدعمها إيران “استخدمت هذه الطائرات المسيرة والصواريخ لشن هجمات على السفن التجارية والأصول البحرية الأميركية”.

طالع المزيد:

خوفاً من المقاومة والعملاء.. الجيش الأمريكى يخفى أماكن انتشاره فى المنطقة العربية

كما أدرجت الولايات المتحدة رئيس “القيادة السيبرانية” الإلكترونية، التابعة لـ “الحرس الثوري” الإيراني، وخمسة من كبار مسؤوليها، على قوائم العقوبات، متهمة إياها بأنها “منظمة مسؤولة عن سلسلة من الهجمات السيبرانية التي استهدفت بنية تحتية حيوية في الولايات المتحدة ودول أخرى”.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة “تتخذ إجراءات ضد هؤلاء الأفراد رداً على الأنشطة المضرة والعمليات السيبرانية التي شنتها مؤخراً جهات فاعلة سيبرانية مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، واستهدفت بها وحدات تحكم منطقية قابلة للبرمجة، باستخدام بيانات تسجيل دخول افتراضية لعرض رسالة مناهضة لإسرائيلية”.
ولفت بيان الخارجية الأميركية إلى أن “أجهزة التحكم الصناعية المستخدمة في أنظمة المياه وأنظمة البنية التحتية الحيوية تمثل أهدافاً حساسة”، مضيفاً أنه “على الرغم من أن هذه العملية لم تعرقل خدمات حساسة، يبقى الوصول غير المصرح به إلى أنظمة البنية التحتية الحاسمة يشكل خطراً متزايداً بإلحاق الضرر بالعامة، وقد يؤدي إلى عواقب إنسانية مدمرة”.
وتمثل حزمة العقوبات الأميركية الجديدة أحدث خطوات الولايات المتحدة لمعاقبة إيران، بعد هجمات شنتها قوات تدعمها على القوات الأميركية في سوريا والعراق، وهجمات استهدفت أهدافاً إسرائيلية.
ويتزامن الإعلان عن فرض العقوبات مع ضربات أميركية استهدفت، ليل الجمعة السبت، مواقع تابعة قوات تدعمها إيران في سوريا والعراق، رداً على مقتل ثلاثة جنود أميركيين في قاعدة “البرج 22” في الأردن الأسبوع الماضي.
وزير الخارجية الأميركي يبدأ الجولة الخامسة في الشرق الأوسط منذ 7 أ.كتوبر
أعلنت وزارة الخارجية الأميركية عن جولة مقبلة للوزير أنتوني بلينكن إلى الشرق الأوسط، لتكون الخامسة منذ بدء الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة في 7 تشرين الأول الماضي.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، إن بلينكن سيزور السعودية ومصر وإسرائيل والضفة الغربية، بين 4 و8 فبرايرالجاري.
وأضاف “بلينكن سوف يواصل الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق يضمن إطلاق سراح جميع الأسرى المتبقين، ويتضمن هدنة إنسانية تسمح بإيصال المساعدات الإنسانية بشكل مستدام ومتزايد إلى المدنيين في قطاع غزة”.
وذكر أن الوزير بلينكن “سيواصل العمل لمنع اتساع نطاق الصراع”، مجدداً التأكيد على أن الولايات المتحدة “ستتخذ الخطوات المناسبة للدفاع عن أفرادها والحق في حرية الملاحة بالبحر الأحمر”.
وأشار المتحدث باسم الخارجية الأميركية إلى أن بلينكن سيجري مناقشات مع الشركاء حول “كيفية خلق منطقة سلمية أكثر تكاملاً تشتمل على أمن دائم للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء”.
وستتركز محادثات وزير الخارجية الأميركي في إسرائيل على “اتفاق محتمل” لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حركة “حماس”، وفق وسائل إعلام إسرائيلية.
وسبق أن كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية عن اقتراح يتضمن إطلاق سراح 35 أسير إسرائيلي مقابل وقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع في غزة، وإطلاق سراح آلاف المعتقلين الفلسطينيين.
وتتزامن جولة بلينكن الخامسة إلى الشرق الأوسط مع ضربات أميركية استهدفت، ليل الجمعة السبت، مواقع تابعة لقوات تدعمها إيران في سوريا والعراق، رداً على مقتل ثلاثة جنود أميركيين في قاعدة “البرج 22” في الأردن الأسبوع الماضي.
وتأتي زيارة بلينكن وسط مخاوف متزايدة بشأن صراع أوسع نطاقاً، حيث تشن جماعة “الحوثي” في اليمن هجمات ضد سفن الشحن المرتبطة بإسرائيل والقوات الأميركية والبريطانية في البحر الأحمر، مما دفع الولايات المتحدة إلى شن ضربات انتقامية.

تصريحات سفير أميركا السابق في سوريا

كشف السفير الأميركي السابق في سوريا روبرت فورد أن الولايات المتحدة، على مدى السنوات الـ10 الأخيرة، لا تعتبر سوريا من أولوياتها، مشيراً إلى أن الجيش الأميركي يريد إعداد قوات سوريا الديمقراطية “قسد” بشكل أفضل قبل انسحابه من المنطقة.
وقال فورد في لقاء متلفز مع شبكة “روداو” الكردية:
“منذ 10 سنوات لا تشكل سوريا أولوية للولايات المتحدة، وحتى مع إدارة بايدن سوريا قضية ثانوية. ملف أوكرانيا أكبر بكثير، وهناك تايوان وجمهورية الصين الشعبية، وهاتان تشكلان أولوية أكبر بكثير، وحتى الحرب في غزة الآن تشكل أولوية كبيرة لبايدن. سوريا في ذيل القائمة”.

الانسحاب الأميركي من سوريا

ورأى فورد أن الولايات المتحدة ستنسحب من سوريا “ولكن ليس قريباً، ربما في العام أو العامين القادمين”.
وقال: “السبب الأول هو أن إدارة بايدن في رأيي لا تريد مغادرة سوريا والظهور بمظهر الخاسر، لأنه على سبيل المثال، في حال انسحبت الشهر المقبل، سيفهم الجميع بأنهم انسحبوا تحت ضغط القوات المتحالفة مع إيران على القواعد الأميركية في سوريا”.
وأضاف فورد: “العامل الثاني هو أن الجيش الأميركي يريد إعداد قوات سوريا الديمقراطية/ قسد بشكل أفضل قبل انسحاب الولايات المتحدة، لذا يحتاجون لوقت أكبر من التدريب وإعداد قسد”.

أميركا لن تحمي “الإدارة الذاتية”

وشدّد فورد على أن “الإدارة الذاتية وقادتها سيرتكبون خطأ كبيراً جداً إذا اعتمدوا على حماية الولايات المتحدة الأميركية”. وأضاف أن “الحكومة الأميركية لم تتمكن من مساعدة الجيش السوري الحر، ولم تتمكن من مساعدة الحكومة السورية المؤقتة في جرابلس، كما لم تتمكن من دعم فريق التفاوض السوري في (أستانا)”.
ولفت إلى أن “الضغط أو النفوذ الأميركي في سوريا بالعموم ضئيل جداً، لذا من المهم أن يدرك قادة قسد بضرورة تقديم تنازلات للحكومة السورية في المفاوضات”.
وانتقد فورد “الإدارة الذاتية” لغياب ما وصفه بـ “التوافق والتنسيق والتصرف بشكل قمعي أحياناً”، حيث هاجمت مقرات الأحزاب غير المنضوية في وحدات حماية الشعب، وضايقت الصحفيين واعتقلتهم أحياناً، مشيراً إلى غياب الثقة بين الأحزاب السياسية الكردية، وفق ما نقل المصدر.

زر الذهاب إلى الأعلى