في علم المعارف والصفات الإلهية (10) العليم ..القابض – الباسط  

 

 

 

حلقات يكتبها: محمد أنور

العليم

سبحان الله العليم الذى يحيط بكل شيء علما، عالم الخفايا وعالم الغيب والشهادة، يعلم الظاهر والباطن والسرائر والخفايا.
فوق كل ذى علم عليم، ولا عليم إلا الله الواحد عنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو، وما يسقط من ورقة إلا يعلمها كل في كتاب مبين لدى العليم الكبير، وكل الذى يدعى العلم والمعرفة تعلم شيئا وغابت عنه أشياء.
سبحان العليم الذى لا يمكن أن يخالف الحقيقة والواقع، ولا يعتريه نسيان، علمه شامل وجامع لكل المعلومات، محيط بها، وسابق على وجودها، يعرف مصير كل إنسان وأجل كل مخلوق ورزقه، وشقى ام سعيد، يعلم بأى أرض تموت كل نفس.
يدعوا الاسلام إلى العلم والمعرفة، ويطالب المؤمنين أن يكونوا على بينة من أمرهم، فلا يقبلوا شيئا بدون دليل أو برهان.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة)
وقوله صلى الله عليه وسلم ( من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا الى الجنة).
ومن هنا يجب أن نهتم بالعلم وأن نتعلم من إسم الله تعالى العليم، أن الله محيط بكل شىء وعليم به، وأن الشرف الحقيقي للإنسان هو العلم، لا المال ولا المنصب، إنما هو العلم بالله ومعرفة صفاته، ومعرفة الله تعالى هى افضل المعارف، وكل معرفة وعلم بشئ هو شرف ومعرفة للطريق الصحيح الذي يقرب الإنسان من الله عز وجل.

القابض – الباسط

يقترن هذان الإسمان ببعضهما دائما، لكى نعرف قدرة الله المطلقة في تسير شئون خلقه، فهو سبحانه وتعالى الذى يعطى ويمنع، وهو الذي يقبض ويبسط، عطاؤه بلا حدود لمن يشاء، ويمنع عطاؤه عمن يشاء لحكمة لا يعلمها إلا هو.
ومعنى إسم الله تعالى القابض أنه يقبض الأرواح عندما يحين أجلها، ومعرفة الإنسان أن أجله بيد الله تعالى، يجعله يطمئن تماما على مصيره، فهو بيد الله الذى خلقه ويريد له الخير والهداية، وتقتضى سنة الحياة وناموس الكون على الموت القائم والقبض لأرواح الناس، فلا طريق أمام الإنسان إلا الصبر والاحتساب والتحمل، وصفة القبض تدل على عظمة الله الخالق.
ويأتي إسم القابض بمعنى المانع فهو الذي يمنع رحمته عن المتكبرين والكافرين فلا تصل إليهم، وهو المانع لكل شر عن الصالحين و المؤمنين، ومانع كل شيطان رجيم.

الباسط

يعنى إسم الله تعالى الباسط أى المنعم والموسع بالرزق على من يشاء من عباده، كما أن الله تعالى هو الذي ينشر رحمته ويبسطها لعباده، ويوسع عليهم بجوده وعطاياه.
ويزيد الله الإنسان بسطة في العلم والجسم والمال، وكل شىء بمقدار حتى لا يبغى الإنسان بغير الحق، فكل الأرزاق بيد الله يبسطها لعباده ممن يشاء وكيف يشاء ومتى شاء ؟
الصالحين من يلهمهم الله سبحانه وتعالى ويبسط لهم بدائع الحكمة وجوامع الكلم.

اقرأ فى هذه السلسلة:

زر الذهاب إلى الأعلى